الشيوخ الأميركي يحبط محاولة لوقف بيع مقاتلات لتركيا

سيناتور جمهوري يقف وراء محاولة منع صفقة بيع مقاتلات اف-16 يقول إن السماح بالبيع سيشجع تركيا على سوء سلوكها.
مؤيدو البيع يقولون إن من المهم أن تفي واشنطن بكلمتها تجاه حليفتها في الناتو.

واشنطن - عرقل مجلس الشيوخ الأميركي الخميس بفارق كبير في الأصوات محاولة لوقف بيع طائرات مقاتلة من طراز إف-16 ومعدات تحديث لتركيا بقيمة 23 مليار دولار، وهي صفقة وافقت عليها إدارة الرئيس جو بايدن بعد موافقة أنقرة على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي.
وصوت المجلس بأغلبية 79 صوتا مقابل 13 ضد قرار عدم الموافقة على البيع الذي قدمه السيناتور الجمهوري راند بول.
وقبل التصويت انتقد بول الحكومة التركية وقال إن السماح بالبيع سيشجعها على "سوء سلوكها". وقال مؤيدو البيع إن من المهم بالنسبة لواشنطن أن تفي بكلمتها تجاه حليفتها في حلف شمال الأطلسي.
وأبلغت إدارة بايدن الكونغرس رسميا في 26 يناير/كانون الثاني بنيتها المضي قدما في بيع 40 طائرة من طراز إف-16 التي تنتجها لوكهيد مارتن وما يقرب من 80 من معدات التحديث لتركيا، وذلك بعد يوم من إتمام أنقرة التصديق الكامل على عضوية السويد في الناتو.
وتعثرت عملية البيع لشهور بسبب قضايا من بينها رفض تركيا الموافقة على انضمام السويد إلى التحالف العسكري. كانت تركيا قد طلبت الشراء لأول مرة في أكتوبر/تشرين الأول 2021.
وصادق البرلمان التركي بداية العام الماضي على انضمام السويد، ليُنهي مفاوضات استمرت عشرين شهرا بين ستوكهولم وأنقرة بهذا الشأن، كانت بمثابة اختبار لعلاقات أنقرة مع حلفائها الغربيين الراغبين في تشكيل جبهة موحدة ضد موسكو في ظل الغزو الروسي لأوكرانيا.
وبغية تلبية شروط أنقرة، عدّلت السويد دستورها وأقرت قانونا جديدا لمكافحة الإرهاب. واتّخذت خطوات أخرى طلبها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
بدورها تسعى الولايات المتحدة لتعزيز العلاقات العسكرية مع تركيا على ضوء التغير في المواقف تجاه انضمام السويد لكن العلاقات بين اردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا تزال تقلق واشنطن.
وكانت السويد أعلنت في مايو/أيار 2022 إثر الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط من العام نفسه ترشحها للانضمام إلى الناتو إلى جانب فنلندا التي أصبحت في أبريل/نيسان العضو الحادي والثلاثين في الحلف.
ولطالما أيدت الحكومة الأميركية بيع هذه الطائرات إلى تركيا إلا أن أعضاء في الكونغرس ولا سيما من الحزب الديموقراطي عارضوا ذلك وعطلوا الصفقة مشددين على السجل السلبي لتركيا على صعيد حقوق الإنسان والتوترات مع اليونان إضافة لمسألة انضمام السويد للناتو.
وتعد المقاتلات الأميركية أف - 16 العنصر الرئيس في سلاح الجو التركي، وتشكل القوة الضاربة الرئيسية لقواته، إذ اشترت أنقرة بين عامي 1987 و2012 ما مجموعه 270 طائرة من واشنطن.
وحاليا، تعد تركيا الدولة الأولى التي تمتلك أكبر عدد من طائرات أف - 16 بعد الولايات المتحدة وإسرائيل، لتصبح من أكثر المستخدمين الفعليين لهذا الطراز من الطائرات المقاتلة.
وتعتمد أنقرة على الطائرة بسبب المشاكل الأمنية خاصة في مجال مكافحة الإرهاب، ما يعني أن قواتها المسلحة امتلكت خبرات تشغيلية مهمة لهذه الطائرة المقاتلة التي أصبحت الخيار الأكثر منطقية بالنسبة إلى قيادة القوات الجوية.
ومثلت الصواريخ الروسية "اس 400" ملفا اخر من الخلافات في العلاقات بين واشنطن وأنقرة خاصة خلال فترة حكم الرئيس السابق دونالد ترامب.