'العربي' تطير بالقراء إلى إسبانيا

إبراهيم المليفي يتناول في حديث الشهر بالعدد الجديد من المجلة موضوع نشوء مفهوم الذاكرة الجمعية ومتى بدأ تداوله؟ وأين؟ وكيف؟

صدر حديثا العدد 777 لشهر أغسطس/آب 2023 من مجلة العربي التي تصدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت، ويرأس تحريرها إبراهيم المليفي. 

تضمن العدد مجموعة متنوعة من المقالات والمقابلات والاستطلاعات التي كتبها نخبة من الكتاب العرب، والتي غطت جوانب مختلفة من أبواب الثقافة والمعرفة.

وجاء في حديث الشهر، الذي كتبه إبراهيم ناصر المليفي رئيس التحرير، أن ذاكرة كل فرد تموج بأحداث كثيرة مرتبطة بأمور شخصية بسيطة وأخرى لها ارتباطات متشعبة وأكثر تعقيدًا.

ووفقا لقوله، فقد تكون هذه المكتنزات في الذاكرة اجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية، لكنها حتما من الأمور التي كان لها أثر بالغ في تشكيل لبنات حياة الفرد، كما تزخر الذاكرة بأحداث متفاوتة في درجات السعادة والفرح والحزن والألم، كل هذه الأمور وغيرها تشكل الإرث الراسخ في تلافيف الذاكرة، وهذه الحصيلة التي تحدد سلوكيات الفرد وطرق تعامله مع الأحداث، إضافة إلى سبل تشكيل بنى ثقافية لدى الفرد وبالتالي لدى الجماعة.

ويشير المليفي إلى أنه للولوج إلى الموضوع بدقة أكبر يتوجب الحديث عن نشوء مفهوم الذاكرة الجمعية، ومتى بدأ تداوله؟ وأين؟ وكيف؟ وباختصار شديد وللإجابة على هذه الأسئلة المستحقة الفضل يعود إلى عالم الاجتماع الفرنسي موريس هالبفاكس المتوفى في العام 1945، حيث ركز في دراساته وبحوثه على هذا المفهوم الذي يعمد على استيعاب الروابط والتمثيلات المشتركة في كيان المجتمع ثم رصد طرق وسبل استعادة الأفراد بعض الأحداث المرحلية التي عاشوها أو سمعوا عنها. ويرى هالبفاكس أن الذاكرة الجمعية تشترك إلى حد بعيد مع صفات الكائن الحي فهي بحاجة إلى عناية خاصة للصمود والبقاء في وجه التحديات التي تتقاذفها.

مدينة الثقافة أم ثقافة المدينة

وفي موضوعات العدد: نقرأ في "فكر وقضايا عامة" "تقنيات الإعلام والاتصال... من الحلم إلى الحضور المطلق"، للدكتور عبدالصمد زهور، وتكتب الدكتورة مشاعل عبدالعزيز الهاجري عن "دورات تطوير الذات"، ويتناول العربي إد ناصر موضوع "الوقف العلمي... أهميته ووظيفته"، فيما يتساءل عزيز العرباوي: "مدينة الثقافة أم ثقافة المدينة"؟

وفي "استطلاعات وتحقيقات" يطير بنا محمد سيف الرحبي إلى إسبانيا في "تطواف عصري على إيقاع التاريخ".

وفي "أدب ونقد ولغة" نطالع قصيدة "رؤية" للشاعر أحمد اللاوندي، ويكتب عبداللطيف البازي "الترجمة خيانة بطعم الوفاء"، ويرصد ماجد الشيباني "البعد السوسيولوجي في الأعمال الروائية"، ونقرأ لعاطف محمد عبدالمجيد "الخيط في يدي... مائدة محاطة بسياج من الشجن"، ويقدم عبدالله المتقي قراءة نقدية بعنوان "غواية النهايات في رواية قبل النهاية بقليل حيث كل شيء ممكن لسلمى الغزاوي"، ويتناول رشيد الخديري موضوع "شعرية التشظي وكتابة الذات"، ويترجم لنا الدكتور محمد عبدالحليم غنيم... قصتان قصيرتان "رجل في الليل" و"عواصف وأمواج".

وفي "وجها لوجه" يحاور السيد حسين، الروائي زهران القاسمي الذي قال إن الرواية لها عالمها والفنون الأخرى لن تتنحى وباقية.

وسائل التهوية في العمارة الإسلامية

وفي "تاريخ وتراث وشخصيات"، يزور الدكتور أحمد سوالم "قصر الباهية"... التحفة المعمارية في قلب مراكش المغربية، ويتوقف الطاهر الطويل عند موضوع "سيمياء الماء على مر التاريخ"، وأما الدكتور بيار مكرزل، فيستعيد صور "الحج الأوروبي إلى فلسطين في القرون الوسطى"، وأما مقال الدكتور ربيع أحمد سيد أحمد فحمل عنوان "وسائل التهوية في العمارة الإسلامية"، ونطالع للدكتور جان جبور "إتيان دينيه... انبهار بسحر الشرق وعظمة الإسلام أم تزيين للاستعمار وتجميله"؟، وسؤال آخر يطرحه الدكتور محمد فاتي في مقال حمل عنوان "شيفرة دافنشي أمانة في الاقتباس الأدبي أم تحوير سينمائي مختلف؟"، ويروي لنا رفيق سعد العكوري مسيرة "الغناء اليمني من المجالس إلى الأسطوانات".

وفي "علوم" يجيب الدكتور أحمد شعلان على سؤال: "هل الحياة في المنظومة الشمسية خارج الأرض ممكنة؟".

وفي "البيت العربي" تكتب منى قمر الدين "بين عمرنا الذاتي وعمرنا الزمني"، ويتناول الدكتور فواز الشرهان قضية "الكذب عند الأطفال"، ويضيء الدكتور خالد صلاح حنفي على "النوموفوبيا" داء العصر الرقمي، وأما "مساحة ود" فتكتبها هذا العدد إيمان المسلم.

وفي "كلمات مصورة" يصحبنا صالح تقي في رحلة عبر القلم والكاميرا للتعرف على "الوكرة... عبق التاريخ البحري".

وفي "مكتبة العربي" يستعرض الدكتور علاء الجابري كتاب "الترابط بين القديم والجديد في تكوين الأسطورة الكورية"، ويقدم لنا الدكتور محمد عبدالباسط عبد قراءة لكتاب "تاريخ شعبي لكرة القدم".

وفي "المفكرة الثقافية" يكتب لنا لافي الشمري "موسيقى إسبانية رومانسية تصدح في مكتبة الكويت الوطنية".

وتواصل حنان بيروتي اختياراتها في "قصص على الهواء" والتي يجري أعدادها بالتعاون مع إذاعة مونت كارلو الدولية.

وفي الأبواب الثابتة، يواصل صلاح عبدالستار الشهاوي كتابة "طرائف عربية"، كما واصلت عزيزة محمد حسن كتابة "طائف غربية"، إضافة إلى ما تناولته أبواب: "عزيزي القارئ"، و"وتريات"، و"عزيزي العربي"، وأما زاوية "إلى أن نلتقي"، فيكتبها هذا العدد جهاد فاضل.