الغرياني يثير جدلا بفتوى غريبة.. غزة أولى بأموال العمرة

رواد على مواقع التواصل الاجتماعي يتهمون مفتي ليبيا المعزول بالمتاجرة بدماء اهل غزة، مذكرين بأنه يمثل رأي الإخوان المسلمين.

طرابلس - أثار المفتي المعزول الصادق الغرياني والذي يعتبر الأب الروحي لإخوان ليبيا، جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي بفتوى شاذة استهدف فيها السعودية واستثمر فيها التعاطف الشعبي مع غزة للتحريض على عدم أداء مناسك العمرة والحج وتحويل الأموال المخصصة لذلك إلى أهالي القطاع الفلسطيني وحتى لا تجني الرياض أي إيرادات مالية من تلك الشعائر الدينية.

وانتقد رواد مواصل التواصل الاجتماعي في ليبيا وخارجها الفتوى واعتبرها كثيرون غريبة على المجتمع الإسلامي وتحريض على الاقتتال والعنف، بينما حملت الفتوى رسائل دينية بأبعاد سياسية، في حين أيده آخرون يبدو انه من مؤيدي الإخوان.

واعتبروا أن فتواه خلط بين أداء الفريضة وبين أحداث غزة، معتبرين أن ما ورد على لسانه تجارة بدماء أهل غزة.

وهاجم الغرياني في فتواه تكرار مناسك العرة في رمضان في الوقت الذي تتعرض فيه غزة لأعنف هجوم إسرائيلي، مضيفا أن أهل القطاع الفلسطيني يموتون بينما تستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع.

وفي مقطع فيديو منشور على حسابه بفيسبوك ضمن سلسلة دروس وفتاوى، قال الغرياني "الكثير من المسلمين تأخذهم العاطفة ويتصرفون التصرف غير الصحيح الذي لا يدل على بصيرة أو فقه في الدين"، مضيفا باللهجة الليبية "زي ما تشوف الآن الآلاف ومئات الآلاف يتزاحمون على العُمرة للمرة العاشرة والعشرين ويخرجون بطوابير زحمة يوقفوا عند الماكدونالدز عشان يأخذوا وجبة ويدفعوا الدولار لماكدونالدرز الذي يحولها بدوره إلى الصهاينة وأهل غزة يموتون جوعا".

وتابع "لو الشخص جلس في بيته في إندونيسيا أو باكستان أو في ليبيا والـ10 آلاف حولها لأهل غزة نقدا استعانوا بها هو أعظم أجرا مئات المرات من ذلك الذي ذهب إلى العمرة وأعطى هذه الأموال للشركات السياحية وأعطاها للشركات الصهيونية التي تحول الأموال للصهاينة الذين يقتلون في إخواننا في غزة".

وأضاف "يذهب بعمرة للمرة الخامسة والسادسة ويصرف 5 آلاف دولار و10 آلاف دولار ولا 20 ألف ويرى أنه في أعلى درجات العبادة مع أنه في أعلى درجات الغفلة".

وكرر دعوته لعدم تكرار أداء فريضة الحج والعمرة حتى لا تستفيد السعودية من الأموال التي ينفقها الحجاج والمعتمرون، في دعوة مشابهة لتلك التي أطلقها في مرات سابقة حين دعا الليبيين إلى توجيه ما يخصصونه من أموال للحج والعمرة إلى الجماعات الليبية المسلحة التي كانت تقاتل الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.