القوافل الشعرية السعودية تجوب دول الخليج العربية

القوافل تعد مظهرا حضاريا تصدره المملكة العربية السعودية إلى العالم العربي تأكيدا على حضور الشعر على الخريطة الثقافية العربية.
د. منصور الحارثي: القوافل تهدف لإبراز المنتج الشعري السعودي على صعيد أوسع
القوافل الشعرية تأتي تطويرا لفكرة أسواق الشعر العربي القديمة

بعد أن جابت قافلة الشعر السعودية محافظات مصر الثلاث: الإسكندرية والقاهرة والأقصر، تستعد لاستكمال جوالاتها في دول الخليج العربية ابتداء من 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري وحتى 19 من الشهر نفسه رافعةً شعار "2023 عام الشعر العربي"، وذلك احتفاءً بعام الشعر العربي الذي تنظمه أكاديمية الشعر العربي بدعم من هيئة الأدب والنشر والترجمة التابعة لوزارة الثقافة السعودية.

وقد اختارت القافلة عشرة شعراء سعوديين لإحياء أمسيات "القافلة السعودية الخليجية" في كل من: الكويت والبحرين وقطر والإمارات وعُمان، وهم الشعراء: أحمد الهلالي، وسلطان السبهان، وشتيوي الغيثي، وهند الطيري، وهيفاء الجبري، وأشجان الهندي، وإياد الحكمي، وسلطان الضيط، وشقراء مدخلي، وطلال الطويرقي.

وقد حققت القافلة أثناء تجوالها في مصر نجاحًا كبيرًا، بدأته من مكتبة الإسكندرية وسط حضور نوعي من مثقفي وكتاب وشعراء الثغر، انتقلت بعده إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بمنطقة الفسطاط بالقاهرة، وختمت تجوالها بأمسية شعرية في إحدى فنادق مدينة الآثار والتاريخ، مدينة الأقصر.

وأوضح د. منصور الحارثي مدير أكاديمية الشعر العربي عن الأهداف التي ترمي إلى تحقيقها تلك القوافل التي سبق لها أن جابت المحافظات السعودية، ثم خرجت إلى العالم العربي وبدأت بجمهورية مصر العربية، قائلا: إن الأهداف التي ترمي إلى تحقيقها أكاديمية الشعر العربي بدعم من وزارة الثقافة متمثلة في هيئة الأدب والنشر والترجمة، تتمثل في: تعزيز الثقافة الأدبية في المجتمع، وتوسيع دائرة التعاون الثقافي ونقله من الإطار المحلي إلى الإطار الدولي، وجعل الأدب جزءًا من حياة الفرد ومصدرًا رئيسيًّا للمعرفة، وإبراز المنتج الشعري السعودي على صعيد أوسع، واستعراض دور المملكة العربية السعودية وارتباطها بالشعر العربي مكانةً وتاريخًا وتأثيرًا، وأن يكون الشعر هو الرابط الثقافي بين المملكة العربية السعودية والدول العربية الشقيقة من خلال الأنشطة الشعرية.

وقال فؤاد الحارثي المشرف على هذه القوافل السعودية الشعرية إن الجولة الشعرية الخليجية ستنطلق من مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي بالعاصمة الكويتية في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ثم تنتقل إلى مركز عيسى الثقافي بالمنامة بالبحرين في 12 أكتوبر/تشرين الأول ويشارك فيها الشعراء السعوديون: أحمد الهلالي، وسلطان السبهان، وشتيوي الغيثي، وهند المطيري، وهيفاء الجبري.

ثم تنتقل القافلة الشعرية السعودية الخليجية إلى متحف قطر الوطني بالعاصمة القطرية في 14 أكتوبر/تشرين الأول، ثم متحف المستقبل بدبي بدولة الإمارات العربية المتحدة في 16 أكتوبر/تشرين الأول، ويكون الختام في النادي الثقافي بمسقط بسلطنة عُمان يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول، ويشارك في هذه الأمسيات الشعراء السعوديون: أشجان الهندي، وإياد الحكمي، وسلطان الضيط، وشقراء مدخلي، وطلال الطويرقي.

ولحضور هذه الأمسيات الشعرية يُفضل تسجيل الحضور من خلال الرابط التالي: https://apa.tu.edu.sa/saudi-caravans لتصل الدعوة الإلكترونية على جهاز من قام بالتسجيل.

إن قوافل الشعر السعودية تعد مظهرًا حضاريًّا تصدره المملكة العربية السعودية إلى العالم العربي، تأكيدًا على حضور الشعر على الخريطة الثقافية العربية. وفي المستقبل القريب ستخرج هذه القوافل خارج الوطن العربي لتصل إلى الجاليات العربية والمغتربين العرب في القارة الأوروبية، وستكون البداية من فرنسا من خلال القافلة السعودية الفرنسية.

وتأتي هذه القوافل الشعرية تطويرًا لفكرة أسواق الشعر العربي القديمة، مثل سوق عكاظ وسوق ذي المجاز، وسوق مَجَنَّة، وغيرها، مع اختلاف جذري يتمظهر في ذهاب الشعراء إلى العواصم والمدن العربية الكبرى، لإلقاء شعرهم على جمهورها والمهتمين بالشأن الشعري فيها، بدلا من حضور هذا الجمهور والمهتمين بالشأن الشعري إلى مكان السوق.

وفي مخطط تلك القوافل دعوة شعراء من الدول التي انتقلت إليها، للحضور إلى بعض المحافظات السعودية لإلقاء شعرهم بها، وسوف يبدأ ذلك بالقافلة العُمانية السعودية، ثم القافلة المصرية السعودية. وبذلك يحدث التبادل والتلاقي والتلاقح الشعري المنشود بين الشعراء السعوديين والشعراء العرب، مما يعود بالنفع على تذوق الشعر العربي وتطوره وانتشاره بين أوساط الأدباء والكتّاب والمثقفين.