المالكي يدعو الفصائل المسلحة إلى توكيل أمرهم لقاآني للاستحواذ على السلطة

زعيم ائتلاف دولة القانون يكشف في تسريب خامس جديد عن انقسام داخل أروقة السلطة في إيران مؤكدا أن فريق مرشدها علي خامنئي هو الحرس الثوري، فيما يمثل رئيسها إبراهيم رئيسي فريق الاطلاعات.

بغداد – كشف زعيم "ائتلاف دولة القانون" نوري المالكي في مقطع صوتي جديد ليل الاثنين/الثلاثاء عن انقسام داخل أروقة السلطة في إيران وعلاقتها بالفصائل الشيعية المسلحة في العراق، داعيا الموالين منهم لفريق الإطلاعات بالانضمام إلى خط فريق الحرس الثوري والانصياع إلى أوامر قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني للاستحواذ على السلطة في البلاد.

وفي التسريب الخامس الذي نشره الصحافي العراقي المقيم في الولايات المتحدة علي فاضل، أكّد المالكي، أنّ العلاقات جيّدة مع قائد عصائب أهل الحقّ، قيس الخزعلي، وأنّ الفتح والفصائل وكتائب حزب الله والعصائب وسيد الشهداء كلها تابعة مباشرة لإيران.

وقال المالكي في التسريب الصوتي "قائد عصائب أهل الحقّ قيس الخزعلي جيّد وهو من سيضرب معارضيه.. الخزعلي جيّد، لكنّ الإخوة الذين في تحالف الفتح وبدر هؤلاء لا علاقة لهم، هم في عالمهم الخاص، مشغولون بالمزارع".

وبنفس النهج السابق له واصل المالكي دعوته قيادات الفصائل المسلّحة إلى اتباع خطّ الحرس الثوري الإيراني والابتعاد عن الاطّلاعات وتوكيل أمرهم بيد قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني.

وأضاف المالكي "الوضع الإيراني الآن بين فريقين: هناك فريق الحرس الثوري والآخر فريق الاطّلاعات. الاطّلاعات لديها مشكلة مع الحكومة العراقية ومع الحرس الثوري منذ ولاية الرئيس الإيراني، حسن روحاني. عندما تولّى الرئاسة إبراهيم رئيسي تقاربت وجهات النظر بين الفريقين. فريق المرشد الإيراني، علي خامنئي، هو الحرس الثوري، وفريق الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يتمثّل بالاطّلاعات".

وأوضح أن "الحرس الثوري لا يعطي الاطّلاعات فرصة للتدخّل بأيّ شيء، هو فقط من يقرّر.. عندما زرت إيران تحدّثت مع مستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي، ومع رئيس مجلس الشورى ومع وزير الاطّلاعات"، معتبراً أن كلّهم يوافقونه الرأي لكنّهم في الأخير يقولون إنّ الموضوع بيد قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني ويطلبون أن يتم التركيز مع الحرس الثوري.

وفي آخر مقطع من التسريب برز اسم من جرى وصفه باسم " سماحة آية الله الميرزا" والذي نسب إليه المتحدث مع المالكي ضرورة إراقة الدماء في العراق.

ويقول المتحدث في التسجيل المسرب "احنا لازم تصير دماء حجي، وهاي الدماء بيها شرعية، يعني احنا مراجعنا على رأسهم سماحة آية الله الميرزا يشير بالدماء الجديدة، وفتوى موجودة بهذا الشيء، لازم يصير دماء لأن أكو ناس ما تكعد إذا مو دماء جديدة، واحنا مستعدين نضحي للعقيدة والوطن والعرض زين، والمذهب، فيجب ان تراق دماء جديدة لكن بخطة عمل صحيحة بقيادة مراجع وبقيادة ناس حكيمة مثل جنابك الموقر" في إشارة للمالكي.

وأثارت تسريبات المالكي تفاعلا وردود فعل داخلية، وفي التسريب الرابع حذر المالكي في الشريط المنسوب إليه من أن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة قتال في العراق، وهاجم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.

وأوضح المالكي أن "العراق مقبل على حرب طاحنة لا يخرج منها أحد إلا في حال إسقاط مشروع مقتدى الصدر، ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، ورئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، فإذا أسقطنا مشروعهم نجا العراق، وفي حال عدم استطاعتنا ذلك فإن العراق سيدخل في الدائرة الحمراء".

كما تطرق إلى زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، متسائلاً "كم قتل مقتدى الصدر من بغداد؟" وكذلك هدّد رئيس الوزراء الأسبق بمهاجمة النجف لـ"حماية المرجعية" إذا هاجمها الصدر. كما تحدّث عن “حرب طاحنة لا يخرج منها أحد”، وأنَّه أعد العدة لذلك من خلال تسليح 15 تجمعاً لمواجهة ذلك".

أما التسجيل الثالث فقد أشار إلى أن "منظمة بدر (التي يتزعمها هادي العامري) لديهم قوة ويأخذون رواتب لـ30-40 ألف مقاتل، كما أن مقتدى الصدر لديه ألف جندي في سامراء، لكنه يتسلم رواتب لـ12 ألفا".

وكان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، استغرب صدور تهديدات بقتله من زعيم حزب الدعوة الإسلامية نوري المالكي.

وشدد الصدر في تغريدة على تويتر على أنه لا يحق للمالكي بعد كل أفكاره الهدّامة أن يقود العراق بأي صورة من الصور وأن ذلك سيكون خراباً ودماراً للعراق وأهله.

وأضاف الصدر أن المالكي عليه اعتزال العمل السياسي والاعتكاف وتسليم نفسه ومن يلوذ به من الفاسدين إلى القضاء.

ونفى حزب الدعوة الإسلامية مجددا، الاثنين، صحة التسجيلات وحذر من "فتنة عمياء بين أبناء الوطن الواحد".

وقال الحزب في بيان صحافي "إننا لن ننجر إلى فتنة عمياء بين أبناء الوطن الواحد وندعو أبناء شعبنا وقواه السياسية للحذر من الوقوع في صراع لايخدم الإ أعداء الإسلام والوطن".

 وأوضح الحزب في بيانه أنه "مع إرهاصات تشكيل الحكومة نرى أن هناك من يذكي نار الفتنة بيننا نحن أبناء الصدرين الذين عبرنا عنهم عند دخولنا العراق بالرمز والهوية وعملنا سياسيا مع جميع إخواننا الإسلاميين وغيرهم ولم نستأثر بسلطة إنما كان التصدي وفق المعطيات والسياقات التي أقرها الدستور".

 وتابع "لم ندخل صراعا حزبيا مع أي طرف ولم ننجر إلى صراعات جانبية تبعدنا عن أهدافنا الإسلامية والوطنية".

 كما حذر في بيانه "أننا نرى في هذه الأيام بوادر فتنة تصب الزيت على النار من قبل المرجفين والمتربصين بشعبنا الدوائر، ومن قبل الأجهزة السرية في الداخل والخارج ممن يطمعون بتحويل العراق الى بؤرة صراع من خلال تسريب واستراق الكتروني دخل عليه التزييف والتزوير".

ويأتي تداول التسجيلات ويشهد العراق منذ سبتمبر الماضي أزمة سياسية معقدة نتيجة إصرار التيار الصدري صاحب الأغلبية النيابية على تشكيل حكومة “أغلبية وطنية”، في مقابل إصرار القوى الموالية لإيران المنخرطة ضمن تحالف الإطار التنسيقي على حكومة توافقية. وقد أقدم الصدر على خطوة دراماتيكية الشهر الماضي بتقديم نواب كتلته، البالغ عددهم ثلاثة وسبعين نائبا، استقالتهم من البرلمان، ما منح الإطار التنسيقي الأغلبية النيابية لإدارة العملية السياسية.