المرأة السعودية من حظر القيادة إلى الفضاء!

الرياض - "لكل رحلة روّادها.. ولكل مهمة أبطالها!" بهذه الكلمات كشفت الهيئة السعودية للفضاء عن الاستعداد لإرسال رائد ورائدة فضاء سعوديين إلى محطة الفضاء الدولية خلال الربع الثاني من العام الجاري.

ونشرت الهيئة عبر حسابها على تويتر تغريدات ترويجية للمهمة الفضائية وصور رواد الفضاء السعوديين المشاركين فيها.

وستكون هذه المرة الأولى التي تشارك فيها امرأة سعودية في رحلة إلى الفضاء، حيث ستلتحق ريانة برناوي رفقة علي القرني بطاقم مهمة (AX-2) الفضائية.

وتأتي هذه الرحلة بهدف تأهيل كوادر سعودية متمرسة لخوض رحلات فضائية والمشاركة في التجارب العلمية والأبحاث الدولية والمهام المستقبلية المتعلقة بالفضاء.

وأوضح رئيس إدارة مجلس الهيئة السعودية للفضاء المهندس عبدالله بن عامر السواحه وفقا لوكالة الأنباء السعودية أن المملكة تسعى من خلال برنامج رواد الفضاء إلى تفعيل الابتكارات العلمية على مستوى علوم الفضاء وتعزيز قدرتها على إجراء أبحاثها الخاصة بشكل مستقل بما ينعكس إيجابا على مستقبل الصناعة والوطن وزيادة اهتمام الخريجين في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات وتنمية رأس المال البشري من خلال جذب المواهب وتطوير المهارات اللازمة".

وأشار إلى أن المملكة تعول على برنامج رواد الفضاء في تعزيز مكانتها في السباق العالمي نحو الفضاء واستكشافه ورفع مكانتها في خارطة الدول التي تتسابق إلى الفضاء وتستثمر في علومه المختصة.

ونقلت "واس" عن الهيئة أن "الرحلة العلمية ستنطلق من الولايات المتحدة الأميركية إلى محطة الفضاء الدولية".

وسيشارك كل من رائدي الفضاء السعوديين مريم فردوس وعلي الغامدي في التدريبات من دون أن يكونا جزءا من المهمة إلى الفضاء.

وأسست المملكة الخليجية الغنية بالنفط الهيئة السعودية للفضاء في نهاية 2018 وأطلقت في سبتمبر/أيلول 2022 برنامج "رواد الفضاء" بهدف إرسال رواد سعوديين إلى الفضاء في 2023.

ويعد استكشاف الفضاء جزءا من خطة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان "رؤية 2030" التي تستهدف تطوير المملكة وتنويع اقتصادها ووقف ارتهانها للنفط.

وأشرف الأمير محمد بن سلمان على حملة إصلاحات اجتماعية شملت تخفيف القيود المفروضة على النساء، فسُمح لهن بقيادة السيارات وفُتح سوق العمل أمامهن، وبتن يقدن قطارات ويتدربن على رحلات فضائية ويعملن في قطاعات كانت سابقا حكرا على الرجال.

وتعكس هذه الرحلة المنتظرة إلى الفضاء رغبة في توسيع دائرة الإصلاح التي بدأها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من بعدها الاقتصادي الصرف لتشمل البعد الاجتماعي الذي يقود نحو انفتاح تدريجي باتجاه الثقافة والترفيه والسياحة وأخيرا تنطلق نحو الفضاء لتقدم للكفاءات العلمية من الجنسين فرصة اللحاق بالركب العالمي في هذا المجال.

وقال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للفضاء الدكتور محمد بن سعود التميمي إن رحلات الفضاء المأهولة تعد مقياسا لتفوق الدول وتنافسها على مستوى عالمي في العديد من المجالات مثل التقدم التقني والهندسي والبحث العلمي والابتكار.

وأضاف أن "هذه الرحلة تعد تاريخية حيث ستجعل المملكة من الدول القليلة في العالم التي تجمع رائدي فضاء من الجنسية نفسها على متن محطة الفضاء الدولية في التوقيت ذاته.

ومحطة الفضاء الدولية مشروع دولي مشترك بين خمس وكالات فضاء دولية تعود إلى الولايات المتحدة وروسيا واليابان والاتحاد الأوروبي وكندا وتنظّم شركات خاصة وحكومات رحلات تجارية إليها.

وبرناوي هي أول رائدة فضاء سعودية وكان الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز نجل العاهل السعودي الملك سلمان أول رائد فضاء سعودي عربي شارك في رحلة للفضاء انطلقت من الولايات المتحدة أيضا في عام 1985، لكنها المرة الأولى التي يشارك فيها سعوديان في رحلة إلى محطة الفضاء الدولية.

ويأتي الإعلان السعودي قبل نحو أسبوعين من انطلاق رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي في مهمة تمتد ستة أشهر ليكون أول عربي يشارك في مهمة طويلة في الفضاء.

وكان الإماراتي هزاع المنصوري شارك في رحلة إلى محطة الفضاء الدولية في 25 سبتمبر/أيلول 2019 لمدة ثمانية أيام على متن مركبة "سويوز أم أس-15" التي نقلت أيضا الأميركية جيسيكا مير والروسي أوليغ سكريبوتشكا.