المعارضة تقبل بالعودة للتفاوض تحت أعنف قصف لجنوب سوريا

روسيا ترفض أن يصدر مجلس الأمن الدولي بيانا عن الوضع في جنوب غرب سوريا بعد موجة قصف هي الأعنف دفعت المعارضة لقبول العودة لطاولة المفاوضات.

المعارضة السورية تقبل بمقترح روسي لوقف المعارك
المعارضة تطالب بضمانات حقيقية وبرعاية أممية لمفاوضات الجنوب
موسكو ودمشق توقفان قصف الجنوب بعد قبول المعارضة بالعودة للمفاوضات

 

بيروت/نيويورك - أعلنت الفصائل السورية المعارضة موافقتها على العودة إلى التفاوض مع الجانب الروسي حول اقتراح لوقف المعارك في جنوب سوريا، بحسب ما أكد متحدث باسمها الخميس، بعد نحو 24 ساعة من التصعيد العسكري غير المسبوق على مواقعها.

وقال حسين أبازيد مدير المكتب الإعلامي في غرفة العمليات المركزية في الجنوب التابعة للفصائل "سيتم استئناف المفاوضات اليوم، لكن ننتظر تحديد ما إذا كان الاجتماع سيعقد في بلدة نصيب أو في بصرى الشام" حيث عقدت الاجتماعات الأخيرة بين الطرفين.

وأوردت الفصائل على حسابها على تويتر "نوافق على وقف الأعمال القتالية من الطرفين بصورة فورية لاستكمال جولة جديدة من المفاوضات"، مجددة المطالبة "بضمانات حقيقية وبرعاية أممية لمفاوضات الجنوب".

ومع الإعلان عن موافقة الفصائل على التفاوض، أفاد مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن عن توقف الغارات الروسية والسورية بشكل شبه كامل، بعد قصف هستيري استمر منذ مساء الأربعاء على عدة بلدات في محيط درعا قرب الحدود الأردنية.

وتعثرت جولة التفاوض الأخيرة الأربعاء بعد رفض الفصائل الطلب الروسي بتسليم سلاحها الثقيل دفعة واحدة قبل استكمال نقاش بنود الاتفاق لوقف المعارك، قبل أن تبدأ الطائرات السورية والروسية غارات "هي الأعنف" منذ بدء قوات النظام هجومها في الجنوب قبل أكثر من أسبوعين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وترفض روسيا كذلك الموافقة على أن يتضمن الاتفاق إجلاء المقاتلين الرافضين له إلى مناطق أخرى في سوريا، على غرار ما تضمنته اتفاقات مماثلة في عدة مناطق آخرها الغوطة الشرقية قرب دمشق.

وتمكنت روسيا خلال الأيام الأخيرة من إبرام اتفاقات "مصالحة"، غالبا ما تكون مرادفة لاستسلام الفصائل وتسليم سلاحها الثقيل، في أكثر من ثلاثين بلدة وقرية في درعا.

رفضت روسيا الخميس أن يصدر مجلس الأمن الدولي بيانا عن الوضع في جنوب غرب سوريا حيث يستمر القصف الكثيف، وفق ما أفاد دبلوماسيون اثر اجتماع طارئ للمجلس دعت إليه السويد والكويت.

وقال السفير الروسي في الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا "لا تصريحات للصحافيين، نحن نركز على المعركة ضد الإرهاب"، فيما أورد دبلوماسي آخر أن جهودا كبيرة بذلت لتوافق موسكو على صدور بيان محوره المساعدة الإنسانية، لكن بلا جدوى.

وقال مصدر دبلوماسي آخر لم يشأ كشف هويته إن الغربيين وخصوصا الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وكذلك مجمل أعضاء المجلس أظهروا خلال الاجتماع "وحدة قوية تنديدا بالهجوم العسكري المستمر في جنوب غرب سوريا وتداعياته الإنسانية".

وأضاف أن روسيا كانت "معزولة" فيما علق مصدر آخر "كنا شبه موحدين" في وجه موسكو.

وطالب شركاء روسيا في مجلس الأمن خلال الاجتماع بأن يتاح لقوافل إنسانية متوقفة عند الحدود الأردنية أن تصل إلى النازحين الذين فروا من العمليات القتالية.

وسئل السفير الروسي عن هذا الأمر، فاكتفى بالتذكير بأن ثمة قرارا للأمم المتحدة ينص على إيصال المساعدات الإنسانية "عبر الحدود" ويكفي أن يطبق.

وفي بيان جديد صدر الخميس، أكد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش أن "750 ألف شخص معرضون للخطر" في جنوب غرب سوريا وأن عدد النازحين بلغ 325 ألفا.