المغرب يراهن على مونديال 2030 لتعزيز مسيرة النمو

المملكة تكثف جهودها للاستعداد الأمثل للحدث الرياضي الدولي بتطوير البنية التحتية وتوسعة المطارات والملاعب التي ستحتضن المباريات.

الرباط - قطع المغرب أشوطا هامة في الاستعداد لاستضافة نهائيات كأس العالم "مونديال" 2030، من خلال إطلاق العديد من المشاريع لتطوير الملاعب والرفع في طاقة استيعابها بالتوازي مع تحولات كبرى في البنية التحتية، فيما تتطلع المملكة إلى أن يساهم الحدث الرياضي الدولي في إعطاء دفعة قوية لعديد القطاعات الاقتصادية، بالإضافة إلى تعزيز تموقعها كوجهة سياحية عالمية مميزة.

وتكثف المملكة جهودها للإعداد الأمثل وتطوير البنية التحتية الطرقية وتنمية شبكة الطرقات والسكك الحديدية التي تربط بين المدن الكبرى والمطارات والملاعب التي ستحتضن المباريات، على أن تتماشى مع أهداف ملف المغرب لاحتضان التظاهرة.
وسيكون مشروع الملعب الكبير في بنسليمان، والذي يشرف على إنجاز تصميمه مركز دراسات إنكليزي، من أهم المشاريع حيث من المتوقع أن يكون أكبر ملعب كرة قدم في العالم، إذ سيشيّد على مساحة تبلغ 100 هكتار بطاقة استيعاب تصل الى 115ألف متفرّج.
وأوضح كريم كلايبي العضو بلجنة تتبع مركب محمد الخامس أن مكتب الدراسات الإنكليزي سبق أن فاز بصفقات عالمية لإنشاء مشاريع عملاقة على غرار ملعب توتنهام الإنكليزي ومطار هيثرو بلندن وملاعب لوسيل في قطر، إضافة إلى تجديد ملعب ويمبلي
وصادق المجلس الجهوي للدار البيضاء بالمدينة الاثنين على اتفاقية تقدّر بـ5.1 مليار درهم 51 مليون دولار لتجويد وتأهيل المحاور الطرقية وشروط السلامة بالطريق وتحسين مستوى الربط مع الملعب كما يراهن مجلس جهة الدار البيضاء - سطات على تنمية شبكة الطرقات والسكك الحديدية.
وتستعد مدينة الدار البيضاء لإتمام الأشغال في شهر مارس/آدار المقبل 2025 كحد أقصى، كما سعت الى بلورة المشاريع المتعثرة وترميم العديد من الملاعب الرياضية ومنها مركب محمد الخامس ومركبات رياضية أخرى.  
والى جانب العمل على تطوير النقل الجوي والبحري عزز المغرب من الربط السككي بين المدن ومطارات المملكة وكشف محمد عبدالجليل وزير النقل واللوجستيك المغربي في شهر يناير/كانون الثاني الماضي أن المكتب الوطني أنجز دراسة استشرافية مهيكلة لتوسيع شبكة السكك الحديدية أطلق عليها اسم المخطط السككي 2040 تهدف إلى إنشاء 1.300 كلم من الخطوط الجديدة للسرعة الفائقة وهو ما سيوفر 38 قطارا يوميا في الاتجاهين بوتيرة قطار كل ساعة من الخامسة صباحا إلى الحادية عشرة مساء ويربط بين مطار محمد الخامس الدولي ومحطة الدار البيضاء - الميناء المرتبطة بباقي الشبكة الوطنية، الى جانب خط القطار الفائق السرعة الرابط بين القنيطرة ومراكش عبر الرباط والدار البيضاء
ويرى المحلل اقتصادي محمد جذري أن تنظيم نهائيات كأس العالم سيعود بالنفع على الاقتصاد الوطني المغربي قبل وأثناء تنظيم المونديال وبعده كذلك، مشيرا إلى الاستثمارات المختلفة والمتعلقة بالبنية التحتية بما فيها الملاعب والفنادق والنقل وغيرها والتي من المنتظر أن تكون جاهزة بين سنتي 2027 و2028 كحد أقصى.
وستخلق هذه الاستثمارات ثروة ورواجا اقتصاديا للمملكة من خلال ضخ الأموال والعملة الصعبة، مشيرا إلى أن العديد من المهن المؤقتة ستنتعش لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، باعتبار أن هذا الحدث سيحتاج العديد من المجهودات والطاقات الشابة لإنجاحه، وفق موقع "مدار21". 
وأشار جدري إلى أنه إضافة إلى عائدات حركية النقل الجوي والسياحة، فإن ارتفاع منسوب الخدمات الترفيهية المقدمة للسياح المتابعين لمباريات الفرق العالمية المشاركة في المونديال داخل المطاعم والمقاهي والفنادق سيسهم في خلق مجموعة من فرص العمل المؤقتة او الدائمة.
كما سيساهم الحدث الرياضي بعد نهايته في إعطاء دفعة قوية للقطاع السياحي والصناعة التقليدية إضافة الى قطاع النقل بمختلف اصنافه، إذ سيهتم الملايين المتابعين لمباريات كرة القدم خلال التظاهرة العالمية من كامل أنحاء العالم باكتشاف المغرب.
ويتوقع المحلل الاقتصادي المغربي أن تستقطب المملكة المغربية 26 مليون سائح وربما الوصول إلى 30 أو 40 مليون، كما سيسمح الحدث العالمي للعديد من المستثمرين الأجانب في اكتشاف البلاد مما سيساهم في التحسين من صورة المملكة لتكون قبلة للسياح ووجهة عالمية بامتياز.
ويعدّ مشروع النفق البحري الرابط بين ضفتي المتوسّط والذي لُقّب بمشروع القرن خطوة نحو تمتين العلاقات المغربية الاسبانية في شقها الاقتصادي، إذ أكد الباحث في الجغرافيا السياسية الحسين أولودي أن المشروع سيجني ثمارا ستستفيد منها التنمية الاقتصادية في القارتين الأوروبية والافريقية الى جانب الشريكين المتعاونين في المشروع الاستراتيجي الكبير المغرب واسبانيا.
ويرى الباحث أن الجدوى الاقتصادية من مشروع الربط القاري بين البلدين عبر مضيق جبل طارق ترتبط أولا بتمهيد الطريق نحو تسريع إنجاز المشروع إلى غاية عام 2026 بالاستعانة بخارطة طريق تعزز مكانته وطنيا أو دوليا كما سيساهم في تبادل الخبرات والكفاءات واكتشاف المنطقة الجيولوجية البحرية القارية لضفتي المتوسط.