المغرب يرفض العبارات المهينة بحق القارة الإفريقية

رئيس مجلس النواب المغربي يدعو المجتمع الدولي إلى التخلص من نزعته المركزية والأنانية وتفضيل المصالح القُطرية بتيسير نقل التكنولوجيا ورؤوس الأموال والمهارات وبراءات الاختراع إلى بلدان القارة الإفريقية.
المغرب يطالب بدعم التنمية والرفاء في القارة الافريقية
الرباط تطالب باستغلال ثروات القارة السمراء لدعم شباب الدول الفقيرة
المغرب يرفض وصف القارة الافريقية بالقارة المنكوبة

الرباط - عبَّر المغرب الخميس عن رفضه "القوي" لوصف إفريقيا بالقارة "المنكوبة" في "الأدبيات العامة" لبعض الدول فيما يشير إلى الدور الذي تلعبه الرباط للدفاع عن القارة السمراء ورفع الظلم عن شعوبها واستهداف كرامتهم.
وقال رئيس مجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى للبرلمان) رشيد الطالبي العلمي، خلال افتتاح ندوة برلمانية إفريقية ينظمها المجلس في الرباط تحت عنوان "التعاون البرلماني الإفريقي في ظل التحديات الراهنة" "نرفض بشكل قوي نعت إفريقيا بالقارة المنكوبة كما يحلو لبعض الأدبيات أن تصفها" دون تحديد هذه الأدبيات او الجهة التي يقصدها العلمي.
ودعا المجتمع الدولي إلى "التخلص من نزعته المركزية والأنانية وتفضيل المصالح القُطرية بتيسير نقل التكنولوجيا ورؤوس الأموال والمهارات وبراءات الاختراع إلى بلدان القارة الإفريقية".
وتطالب المملكة المغربية بضرورة تحقيق الرفاه للشعوب الأفريقية ومنح شبابها الأمل في بلدانهم بهدف ترك الهجرة غير النظامية او الانخراط في الجماعات المتطرفة او شبكات لتهريب والجريمة المنظمة والعمل على الاستفادة من الثروات التي تحويها القارة.

وتمتلك الرباط استثمارات كبيرة في عدد من الدول الافريقية وانخرطت في جهود اعادة السلام في بعض الدول التي تعيش نزاعات وحروبا اهلية ما ساعدها في جهودها الدبلوماسية لاعتراف مزيد من الدول بسيادتها على اقليم الصحراء.
وشدد العليمي على أن "الاعتماد على الذات و الإرادة الإفريقية المشتركة وتوحيد الجهود هو المفتاح لرفع التحديات التي تكبح العديد من الديناميكيات الإنمائية في القارة الإفريقية".
وأوضح أن "على رأس تلك التحديات النزاعات الداخلية في عدد من بلدان القارة، والتي تساهم في تعميق الهشاشة (في الدول)، وتتغذى منها الحركات الإرهابية ونزعات الانفصال".
ولفت إلى إن "الحرب في شرق أوروبا (بين روسيا وأوكرانيا) كشفت مدى تأثر الوضع الغذائي في إفريقيا بالأوضاع الجيواستراتيجية الدولية وحجم تداعيات المنظومة التي أرساها التقسيم الدولي على بلداننا الإفريقية، والإجحاف الكبير الذي تعاني منه قارتنا".
ولفت إلى أن "أسعار المواد الغذائية ارتفعت على نحو لا يطاق، وزادت نسب التضخم، ما أثقل كاهل الأسر وزاد من حجم الإنفاق العمومي".
وليس هذه المرة الأولى التي يدعو فيها المغرب الى ضرورة العمل على تحقيق النمو والرفاه في القارة السمراء وتعزيز التعاون مع الشعوب الإفريقية حيث طالب العاهل المغربي محمد السادس بضرورة الاهتمام بالعمق الإفريقي ودعا الى مكافحة الفساد المستشري في القارة.
وتثير المواقف المغربية المؤيدة للتعاون في إفريقيا إعجاب الأمم المتحدة حيث أشاد الأمين العام انطونيو غوتيريش في لقائه بملك المغرب السنة الماضية بالمساهمة الفعالة للمغرب في حفظ السلام في أفريقيا.
ويلعب المغرب أيضا دورا مؤثرا في الحفاظ على استقرار شمال أفريقيا، وهو شريك مساهم في أمن أوروبا من خلال الدور الذي يلعبه في ملف الهجرة، والحرب على الإرهاب، وهو ما تؤكده شهادات أوروبية وتقارير مختلفة.
وهذه الندوة البرلمانية تقام يومي 6 و7 يوليو/تموز الجاري، بمشاركة رؤساء لجان الخارجية في البرلمانات الإفريقية، وتأتي "في إطار الدبلوماسية البرلمانية وحرص المغرب على تعزيز التعاون والتضامن على صعيد القارة الإفريقية"، بحسب بيان للمجلس.
ويناقش المشاركون في الندوة، بحضور برلمانيين أفارقة وخبراء وباحثون، ثلاثة محاور تتعلق بـ"المساهمة البرلمانية في تعزيز السلم والأمن في إفريقيا، وتحديات الأمن الغذائي في القارة الافريقية، ودور لجان الخارجية في دعم التعاون الإفريقي المشترك".