المغرب يسجّل ارتفاعا لافتا في صادرات السيارات الى الاتحاد الأوروبي
الرباط – تشهد صادرات قطاع السيارات في المغرب نحو أوروبا ارتفاعا ملحوظا، ما يعكس الدور المتزايد لصناعة السيارات المغربية في السوق الأوروبية ويعزز مكانة المملكة البارزة بين المصدرين العالميين في المجال وتصبح مركزا للتصدير الى الاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط وافريقيا.
وأظهر تقرير صادر عن منصة "أوتوموتيف اوجيستكس" المتخصصة في لوجيستيات صناعة السيارات، أن ميناء فيغو الإسباني سجل ارتفاعًا لافتا في حجم تجارة السيارات القادمة من المغرب خلال عام 2024، مما ساعده في الحفاظ على موقعه المتقدم ضمن الموانئ الأوروبية المتخصصة في مناولة المركبات.
وأشار التقرير الى أن الميناء سجل زيادة بنسبة 0.4 بالمئة في حجم المركبات الجاهزة التي تمت مناولتها، لتصل الى أكثر من 657 ألف وحدة، مشيرا إلى أن شركات "فورد" و"مرسيدس بنز" و"ستيلانتيس" من أبرز المصنعين الذين يعتمدون على الميناء لنقل سياراتهم.
وتأتي هذه الأرقام لتقيم الدليل على أن المملكة رسخت مكانتها كأكبر مركز لتصنيع وتركيب السيارات في القارة الأفريقية، تتويجا لجهود ركزت على توطين هذه الصناعة من خلال استقطاب الاستثمارات الأجنبية وتكوين اليد العاملة.
وشهدت تجارة السيارات بين المغرب وميناء فيغو نموًا لافتًا بنسبة 36 بالمئة، حيث تم نقل أكثر من 32 ألف و700 مركبة خلال عام 2024، فيما تشير التوقعات الى زيادة تتراوح بين 1 و2 بالمئة خلال العام 2025.
وأكد رئيس هيئة ميناء فيغو كارلوس بوتانا أن هذه الأرقام ستعود تدريجيًا إلى مستوياتها الطبيعية، مما قد يضع الميناء في منافسة مباشرة مع ميناء برشلونة، الذي عالج ما يفوق 682 ألف مركبة العام الماضي.
وأشار التقرير ذاته الى زيادة في نسبة شحنات المركبات المعبأة في حاويات باتجاه فيغو حيث بلغت عدد الحاويات المحملة بالمركبات الجاهزة 116 وحدة مكافئة تخص سيارات مجموعة "ستيلانتيس".
وحقق المغرب نجاحات كبرى في مجال تصنيع السيارات، متفوقا على البلدان المجاورة مثل تونس والجزائر بفضل البيئة الاستثمارية التي تتميز بها المملكة، إذ يضم القطاع شركات عالمية رائدة، مثل "رينو" و"ستيلانتيس"، التي تستثمر بكثافة في البلاد، الى جانب الاستثمارات الصينية في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية.
وتصدّر الرباط نحو 700 ألف سيارة إلى الاتحاد الأوروبي سنويا، بينما تناهز المبيعات المحلية 150 ألف مركبة، في حين تشير التقارير الى أن المملكة تطمح الى رفع إنتاجها من السيارات إلى مليون وحدة لتلبية احتياجات السوق العالمية.
ويُعزى هذا النمو إلى عدة عوامل أبرزها الموقع الاستراتيجي للمغرب بالقرب من أوروبا، وموانئه الحديثة وبنيته التحتية التي تشهد تحولات كبرى، ما يسهّل الوصول السريع والفعال إلى الأسواق الكبرى مع وقت تسليم معقول وتكاليف لوجستية.
كما بدأ المغرب تنفيذ إستراتيجية تهدف إلى التحولّ إلى مصدّر عالمي للسيارات الكهربائية، حيث انطلقت مجموعة "رونو" المغرب العام الماضي في تصنيع مركبات ذات مقعدين، كما ستنتج العلامة التجارية "داسيا" وهي جزء من شركة رونو جيلها الجديد من "سانديرو" وهي سيارة تعمل بالبطارية بنسبة مئة بالمئة.