المغرب يضيق ذرعا بالانتهاكات الإسرائيلية في غزة

وزير الخارجية المغربي يؤكد أن تجويع إسرائيل للفلسطينيين والاعتداء عليهم في غزة يغلق كل آفاق السلام ويغذي التطرف والكراهية.

الرباط - رغم أن المغرب يقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، إلا أن هذه العلاقات لم تمنعه من التعبير عن استيائه العميق من الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة. فقد ضاق المغرب ذرعاً بالممارسات الإسرائيلية التي تجاوزت كل الحدود الإنسانية، واعتبر أن ما تقوم به إسرائيل من تجويع وقتل وتشريد للفلسطينيين يقوض بشكل مباشر أي أفق لتحقيق السلام في المنطقة، ويهدد الاستقرار الإقليمي ويغذي التطرف والعنف.
ويؤكد المغرب، من خلال مواقفه الرسمية وعلى لسان وزير خارجيته ناصر بوريطة، دعمه المطلق للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في إقامة دولة مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. كما يرفض بشكل قاطع استمرار العدوان على غزة، محذراً من أن السياسات الإسرائيلية الحالية لا تضر فقط بالشعب الفلسطيني، بل تهدد أيضاً فرص تحقيق السلام في الشرق الأوسط، في ظل تصاعد مشاعر الغضب والتوتر في العالم العربي والإسلامي.
وقد حذر بوريطة، الأربعاء، من أن تجويع إسرائيل للفلسطينيين والاعتداء عليهم في قطاع غزة "يغلق كل آفاق السلام، ويغذي التطرف والكراهية" مضيفا في مؤتمر صحفي بالرباط مع نظيره المصري بدر عبدالعاطي "هناك تطابق في وجهات النظر بين المغرب ومصر حول ما يجري من اعتداءات غير مقبولة على الشعب الفلسطيني في غزة".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حربا بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير التهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الحرب، بدعم أميركي، أكثر من 177 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة قتلت كثيرين بينهم أطفال.
وأضاف بوريطة أن "ما يتم من تحطيم لمنشآت وتجويع واقتحام للمقدسات (هي) سياسة لا يمكنها إلا أن تغذي منطق الصراع في المنطقة، وتغلق كل آفاق السلام، وتغذي التطرف والكراهية".
وبعد 20 عاما من توقف العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل، أعلن البلدان استئنافها في 10 ديسمبر/ كانون الأول 2020 بدعم أميركي.
وبوتيرة يومية، تشهد مدن مغربية عديدة، بينها العاصمة الرباط، احتجاجات شعبية تندد باستمرار الحرب في غزة وتدعم الفلسطينيين وحقهم في دولة وهو ما تسانده الحكومة المغربية.
واعتبر بوريطة أن "أزمات العالم العربي لن تجد حلا بمنطق النزاعات، وإنما الحل هو الحوار، بما يضمن الوحدة الترابية والسيادة الوطنية".

أزمات العالم العربي لن تجد حلا بمنطق النزاعات

وفي شأن آخر، قال بوريطة إن المغرب "يدعم حقوق مصر بخصوص أمنها المائي، وهي المسألة التي تهم الأمن القومي العربي أيضا، والحل هو الحوار بما يضمن الحقوق التاريخية لكل الأطراف".
وتابع أن "المغرب ومصر أصوات تدفع دائما نحو الحلول، ولا تصب الزيت على النار".
وتخشى دولتا مصب نهر النيل، مصر والسودان، من تأثر حصتهما السنوية من مياهه سلبا، لاسيما في أوقات الجفاف، جراء سد النهضة، الذي تبنيه إثيوبيا.
ويدعو البلدان إلى توقيع اتفاق ثلاثي قانوني ملزم لتنظيم ملء وتشغيل السد، بينما ترى إثيوبيا عدم وجود حاجة لهذا الاتفاق، وتقول إنها لن تضر بأي طرف آخر.
من جهة أخرى، قال عبدالعاطي "نعمل (في الوساطة) مع الأشقاء في قطر ومع الولايات المتحدة الأميركية على سرعة وقف حمامات الدم والعدوان الإسرائيلي الغاشم على المدنيين العزل".
وأكد أنه "يجب إنهاء سياسة التجويع وضمان دخول المساعدات الإنسانية والطبية في أسرع وقت ممكن ودون شروط إلى قطاع غزة".
وتابع "نرفض أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية.. وندعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقوقه في إقامة دولته المستقلة".
ومنذ 18 عاما تحاصر إسرائيل غزة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراض في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.