الملابس المستعملة تعتلي عرش الموضة دعما للبيئة في العراق

عرض الأزياء أُقيم في موقع أثري يعود إلى الدولة العباسية في مدينة البصرة بهدف التعريف به.

البصرة (العراق) - قدم عارضو أزياء في مدينة البصرة عرضا فريدا من نوعه، إذ بدلا من الكشف عن أحدث خطوط الموضة عرضوا ملابس مستعملة وذلك دعما للبيئة في العراق.

وعرض الأزياء المستعملة هو مبادرة تطوعية ينظمها شبان عراقيون يرغبون في زيادة الوعي بأهمية استخدام الملابس المستعملة لتقليل البصمة الكربونية لصناعة الأزياء المسؤولة عن نحو 10 في المئة من انبعاثات الكربون العالمية سنويا بحسب أرقام البنك الدولي.

وقال أزهر الربيعي منظم العرض إن “الهدف من العرض هو دعم قضية البيئة ومفهوم البيئة العالمي، فما يحدث في العراق هو ما يحدث في العالم ويتأثر به، لذلك نظمنا عرض أزياء للملابس المستخدمة أو ما يسمى باللغة الإنجليزية السكند هاند".

وأضاف "نريد تشجيع الناس على ارتداء الملابس المستخدمة وإعادة التدوير، فقضية إعادة التدوير تفتح على موضوع مهم جدا في العالم اليوم، فالمعامل تنتج مئات الأطنان من الملابس الجديدة بشكل سنوي وهذا بالتأكيد يؤثر على البيئة من خلال حرق المواد والوقود".

وذكر تقرير للأمم المتحدة في عام 2019 يحمل عنوان "التحالف من أجل الأزياء المستدامة" أن "صناعة الأزياء تعد ثاني أكبر مستهلك للمياه، كما أنها مسؤولة عمّا نسبته من 8 إلى 10 في المئة من الانبعاثات الكربونية على مستوى العالم وهو معدل يتجاوز الانبعاثات الغازية الناتجة عن جميع الرحلات الجوية الدولية والملاحة البحرية مجتمعة".

وأُقيم عرض الأزياء الخاص بالملابس المستعملة في موقع أثري يعود إلى الدولة العباسية في مدينة البصرة.

وأوضح الربيعي أنه اختار هذا المكان للفت الانتباه إلى المواقع التراثية المنسية في البلاد، مضيفا “اخترنا هذا المكان لعرض الأزياء، لأننا لدينا اليوم في العراق الكثير من المواقع الأثرية المنسية أو المتروكة أو حتى الناس لم يسمعوا عنها".

وتابع "هناك عدد من الحضور أكد لنا أنه يشاهد الموقع للمرة الأولى، فالعرض جمع بين دعمنا للبيئة من جهة ودعم المواقع الأثرية من جهة أخرى أو بالأحرى قدمنا فرصة أمام العالم للتعرف على المكان".

وحضرت العرض مجموعة من الشباب من الجنسين وقال بعضهم إنهم يدعمون الحملة.

وقال أكرم عارض أزياء شارك في العرض “رسالتنا أن نقول للناس تعالوا استخدموا السكند هاند، استخدموا ملابس البالة (المستعملة) لأننا منذ زمن نستخدمها، لكن غيرنا يراها لا تعني شيئا، لا يلبسون ما تضمه من ملابس، لكن يجب أن يتقبلوا كل أنواع الملابس ويعرفوا أن الغاية منها هي الحفاظ على البيئة".

أزياء
إعادة التدوير موضوع مهم جدا

أما نور هدى التي كانت ضمن من شاهدوا عرض الأزياء فأعربت عن سعادتها بالعرض الذي يقدم للمرة الأولى في العراق"، متمنية أن تتكرر مثل هذه العروض.

وأكدت "كشباب ندعم مثل هذه المبادرات، عن نفسي دأبت منذ سنوات على شراء الملابس المستعملة ذات نوعية جيدة، فهي من جهة تحفظ أموالنا ومن جهة أخرى تحافظ على بيئتنا".

وتعتبر سوق البالة (أو اللنكات) مقصدا للكثير من العراقيين ممن يجدون فيها مخرجا للأزمات المالية التي تحيق بهم وعدم قدرتهم على تلبية متطلبات السلع والملابس الجديدة نظرا إلى غلائها، بل إن هناك ميسورين يرتادون بشكل منتظم دكاكين الملابس المستعملة بحثا عما يحتاجون إليه من الموديلات النادرة والاستثنائية.

ويرتاد البعض الآخر هذه الأماكن لسبب خاص وهو البحث عن “الماركة”، فهو يرى أن أفضل السبل وأرخصها للحصول على ملابس بنوعية جيدة هو شراؤها من سوق البالة.

والعراق مصنف خامسا بين أكثر الدول هشاشة في العالم تجاه التغيرات المناخية، بحسب تقرير أصدرته العام الماضي المنظمة الدولية للهجرة.