الناتو مستعد للمساعدة في كبح الهجرة من ليبيا لتخفيف الضغط على ايطاليا

ملف الهجرة يفاقم الخلافات بين ايطاليا ودول أوروبية وسط سجال حاد بين وزير الداخلية الإيطالي الشعبوي والرئيس الفرنسي.

اتصالات متواصلة بين خبراء من الناتو والسلطات الليبية
حلف الأطلسي سيرحب بأي دعم تقدمه الحكومة الايطالية
ستولتنبرغ: لا يوجد حل عسكري لأزمة المهاجرين

روما - قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الأحد إن الحلف مستعد لتقديم المساعدة في ليبيا لمواجهة أزمة المهاجرين، محذرا من أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة في هذا البلد.

وأوضح ستولتبرغ لصحيفة "لا ريببليكا" الايطالية اليومية أن "حلف شمال الأطلسي مستعد لمساعدة ليبيا على بناء مؤسساتها الأمنية".

وقال إن خبراء من الحلف "على اتصال حاليا بالسلطات الليبية لتحديد كيفية مساعدتهم بشكل أفضل"، مضيفا أن "أي دعم من ايطاليا سيكون مرحبا به ولكن ذلك يعود إلى الحكومة الايطالية".

وتعاني ليبيا من حالة من الفوضى منذ الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي بدعم من حلف شمال الأطلسي في 2011.

ونجم عن ذلك أن أصبحت البلاد نقطة انطلاق لآلاف المهاجرين الذين يأملون في الوصول إلى أوروبا والذين يغرق المئات منهم أثناء محاولتهم عبور المتوسط.

ووصل مئات آلاف المهاجرين إلى الشواطئ الايطالية في السنوات الأخيرة.

وتعهدت الحكومة الشعبوية الايطالية الجديدة بالحد من وصول المهاجرين وحظرت سفن الإنقاذ التابعة للمنظمات الأهلية من الدخول إلى موانئها وطلبت من حلف الأطلسي مساعدة أكبر في التعامل مع الهجرة غير القانونية وتهريب البشر.

وقال ستولتنبرغ "لا يوجد حل عسكري لأزمة المهاجرين ولكن حلف شمال الأطلسي سيساعد على جعل هذه القضية أقل خطورة"، مضيفا أن نشر قوات حلف شمال الأطلسي في بحر ايجه "ساعد على كبح تهريب البشر غير القانوني والخطير".

وقال إن الحلف سيوقع على إعلان مشترك مع رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك ورئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي جان-كلود يونكر لتحديد أطر هذا التعاون.

وأكدت الحكومة الايطالية الجديدة التزامها تجاه الحلف رغم الاختلافات مع نهجه السياسي.

وتعهدت روما بمراجعة العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا والتي يعتقد الحلف أنها ضرورية.

إلا أن ستولتنبرغ قال إن ايطاليا لا تزال عضوا مهما، مضيفا "أتوقع أن نواصل العمل مع رئيس الوزراء الايطالي جوزيبي كونتي وحكومته. ايطاليا لها دور أساسي في مستقبل الحلف".

وتأتي تصريحات الأمين العام لحلف الناتو بينما تصاعد الخلاف بين فرنسا وايطاليا على خلفية قضية المهاجرين غير الشرعيين.

وتحول الخلاف إلى ملاسنات وسجالات حادة بين الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون ووزير الداخلية الايطالي ماتيو سالفيني.

وأعلن ماكرون اليوم الأحد أن فرنسا "لا تتلقى دروسا من أحد" في ما يخص ملف المهاجرين لأنها "الدولة الثانية من حيث عدد طالبي اللجوء الذين استقبلتهم هذا العام"، في ردّ على انتقادات روما للموقف الفرنسي.

وقال الرئيس الفرنسي لدى وصوله إلى القمة المصغّرة التي تجمع 16 دولة أوروبية حول مسألة الهجرة "يجب ألا ننسى قيمنا. سأكون عنيدا في هذه النقطة".

وكان وزير الداخلية الايطالي ماتيو سالفيني (يمين متطرف) انتقد بشدة السبت ما وصفها بـ"عجرفة" الرئيس الفرنسي.

وقال "إذا كانت العنجهية الفرنسية تفكر في تحويل ايطاليا إلى مخيّم لاجئين لكل أوروبا، ربما من خلال دفع بعض اليوروهات كبقشيش، فإنها مخطئة تماما".

وجاء كلام سالفيني ردا على اقتراح فرنسا واسبانيا، إنشاء "مراكز مغلقة على الأراضي الأوروبية" يتم تزويدها بـ"أدوات أوروبية"، لينتظر فيها المهاجرون درس ملفاتهم.

ونقلت المتحدثة باسم سالفيني عنه قوله "ندعوه (ماكرون) إلى وقف الشتائم وإلى إثبات سخائه عبر أعمال من خلال فتح الأبواب الفرنسية الكثيرة والتوقف عن قمع نساء وأطفال ورجال في فانتيمي" على الحدود بين فرنسا وايطاليا.

وهذه ليست المرة الأولى التي ينتقد فيها سالفيني فرنسا والرئيس الفرنسي. وكان قد ندد بما وصفه بـ"نفاق" فرنسا بعد تصريحات للأخيرة انتقدت فيها ايطاليا لرفضها فتح أبوابها مؤخرا لسفينة "أكواريوس" وعلى متنها أكثر من 600 مهاجر.

كما هاجم سالفيني الجمعة ماكرون الذي انتقد "الجذام" القومي في أوروبا.

وقال وزير الداخلية الايطالي مخاطبا الرئيس الفرنسي "قد نكون شعبويين مصابين بالجذام، لكنني أتعلم الدروس ممن يفتح أبوابه. استقبل آلاف المهاجرين وبعد ذلك نتحدث في الموضوع".