اليونسكو تضم مدنا عربية جديدة لشبكتها العالمية للتعلم

قائمة اليونسكو الجديدة تشمل مدنا مغربية وعمانية وسعودية ومصرية بينها فاس ومسقط والمدينة المنورة.

باريس - كشفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) خلال حدث افتراضي تم تنظيمه عبر الإنترنت بمشاركة ممثلي المدن المدرجة من مختلف دول العالم وتحت عنوان "تمكين المتعلمين من جميع الأعمار: مدن التعلم التابعة لليونسكو تغير حياة الناس"، عن أسماء مدن عربية جديدة انضمت إلى هذه الشبكة.

وقالت المنظمة في بيان لها إن إجمالي 64 مدينة من 35 دولة انضمت إلى هذه الشبكة بينها مدن من المغرب، سلطنة عمان، السعودية، ومصر.

وأعلنت المنظمة عن انضمام ثلاث مدن مغربية وهي أكادير وفاس والصويرة إلى شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم، وذلك اعترافا بجهودها لجعل التعلم مدى الحياة واقعا ملموسا للجميع على المستوى المحلي.

ويعزز هذا الانضمام من رصيد المغرب بهذه الشبكة العالمية، حيث سبق أن انضمت مدن مغربية أخرى وهي مراكش وإفران وشفشاون وبنجرير.

وتجمع الشبكة العالمية بين المدن التي تتميز بتعزيز التعلم مدى الحياة بين سكانها، وقد تم اختيار المدن الجديدة بناء على توصيات لجنة تحكيم مكونة من خبراء.

ويشكل الارتباط بين المؤسسات التعليمية والتدريبية والثقافية، فضلا عن مشاركة مجموعة واسعة من الشركاء من قبيل ممثلي القطاع العام ومنظمات المجتمع المدني وأرباب العمل، الخصائص الرئيسية لمدن التعلم في اليونسكو.

ووفقا لبيان المنظمة، فإن هذه المدن تقوم بتعبئة الموارد بشكل فعال في مختلف القطاعات لتعزيز التعلم الشامل والجيد، من التعليم الأساسي إلى التعليم العالي، وتنشيط التعلم داخل الأسر والمجتمعات، وتسهيل التعلم في العمل، مع توسيع استخدام تقنيات التعلم الحديثة.

وأشار البيان إلى أن "الالتزام الحقيقي بالتعلم، من عمدة المدينة إلى المجلس الجماعي، بالإضافة إلى مجموعة من الممارسات الفضلى ومبادرات السياسة العامة، هي متطلبات أساسية لتصبح أي مدينة، مدينة للتعلم".

واعتمدت منظمة اليونسكو كذلك على ثلاث مدن سعودية جديدة وهي المدينة المنورة، مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بجدة، ومحافظة الأحساء، وبذلك زاد عدد مدن المملكة ضمن الشبكة العالمية إلى خمس مدن تعلّم، بما يسهم في إعداد وتأهيل مواطن منافس عالميا، وفق مستهدفات التنمية المستدامة ورؤية المملكة 2030.

وكانت اليونسكو أعلنت مدينتي ينبع والجبيل الصناعيتين مدينتا تعلّم في عام 2022، فيما حصلت الجبيل الصناعية على جائزة أفضل مدينة تعلّم ضمن شبكة اليونسكو في عام 2021، ويعزى ذلك لجودة التعليم في المملكة، والتزامها بإتاحة التعلم مدى الحياة للجميع، وكذلك إدخالها سياسات تعزز التنمية الشاملة والمستدامة.

ومن مصر انضمت ثلاث مدن كذلك وهي الإسكندرية والشرقية ومدينة زفتى بمحافظة الغربية، وذلك إقرارا بالجهود المميزة التي بذلتها لجعل التعلم مدى الحياة واقعا يعيشه الجميع على الصعيد المحلى.

وضمت منظمة اليونسكو ثلاث مدن عُمانية إلى شبكتها العالمية لمدن التعلم وهي ولاية مسقط بمحافظة مسقط، وولاية نزوى بمحافظة الداخلية، وولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية، وذلك في إطار خطة وزارة التربية والتعليم ممثلة في اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم بالشراكة مع وزارة الداخلية للترويج للمدن العُمانية على الساحة العالمية، نظرًا لما تملكه من مقوّمات سياحية وثقافية، ولنشر الوعي عن التعليم من أجل التنمية المستدامة في المجتمع المحلي، وللارتقاء بترتيب سلطنة عُمان في المؤشرات الدولية بما فيها أهداف التنمية المستدامة.

وقالت آمنة بنت سالم البلوشية أمينة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم "جاء انضمام ثلاث مدن عُمانية إلى شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم في إطار سعي سلطنة عُمان إلى تحقيق أهداف وغايات التنمية المستدامة للوصول إلى عالم ينعم فيه الجميع بالعدالة الاجتماعية والبيئة السليمة، حيث تسهم هذه المدن في تحقيق هدفين من أهداف التنمية المستدامة بشكل مباشر وهما الهدف الرابع ضمان التعليم الجيد والمنصف والشامل للجميع، وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة، وكذلك الهدف الحادي عشر من خلال جعل المدن شاملة للجميع، وآمنة وقادرة على الصمود ومستدامة، وذلك من خلال تنفيذ عدد من المبادرات والأنشطة الريادية في مجال التعليم من أجل التنمية المستدامة، ومحو الأمية، وريادة الأعمال، والصحة والرفاهية، والإدماج والإنصاف، وتعليم المواطنة العالمية، والتخطيط التربوي والمتابعة والتقييم".

وأضافت لوكالة الأنباء العمانية "ستحصل المدن المنضمة لهذه الشبكة على عدة مكاسب أهمها: التعرف على أحدث تطورات مدن التعلم العالمية عبر فريق تنسيق الشبكة التابع لليونسكو، والتواصل مع مدن التعلم الأخرى لتبادل المعارف والخبرات، وإيجاد بيئة تنافسية بين مختلف ولايات سلطنة عُمان لإطلاق وتنفيذ مبادرات وأنشطة ومشاريع تخدم التنمية المستدامة لتحسين بيئة التعليم بشكل خاص والحياة بشكل عام في ولايات السلطنة".

وحول إدراج مدينة صور في هذه الشبكة العالمية، قال الشيخ هلال بن علي الحبسي والي صور "يأتي إدراج مدينة صور ضمن عضوية شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم لما تمتلكه من مقومات وإمكانيات أهلت المدينة لتكون ضمن ثلاث مدن عُمانية وأربع وستين مدينة حول العالم لهذا العام في هذه الشبكة، بعد نجاحها في تلبية كافة المعايير والمتطلبات، حيث نجحت المدينة في تقديم ملف متكامل أظهر تظافر جهود الجهات الحكومية المختلفة والمؤسسات التعليمية والشركات الخاصة ومؤسسات المجتمع المدني في سبيل تعزيز التعلم الشامل داخل الأسر وبين أفراد المجتمع، والعمل على وضع سياسات وأهداف وخطط وبرامج مستدامة أتاحت التعلم لكافة الفئات والأعمار والجنسيات".

وتابع "عملت أيضا على تحسين الوصول إلى التعلم مدى الحياة عبر المشاركة في المسابقات المحلية والدولية وتنظيم المهرجانات والفعاليات التي تستقطب كافة فئات المجتمع، كما ركزت على مجالات الصحة والرياضة والأمن وكيفية تحسين حياة الفرد في المدينة، وتنفيذ مبادرات ومشاريع من أجل تعزيز مصادر الطاقة المتجددة وضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة، والدعوة إلى زيادة المساحات الخضراء لتعزيز صحة الفرد والبيئة، وإشراك جيل الشباب في رصد أبرز التحديات البيئية والمجتمعية ووضع الحلول لها وعرضها على الجهات الحكومية ذات الاختصاص لدراستها وتبنّيها، علاوة على ما أظهرته المدينة من نسيج اجتماعي متماسك أسهم في تعزيز القيم الإيجابية الفاعلة التي يؤمن بها المجتمع، وتحقيق نهضة اقتصادية وازدهار ثقافي وتنمية مستدامة أسهمت في أن تفرض مدينة صور اسمها في خارطة مدن التعلم في سلطنة عمان".

وتسعى اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم إلى زيادة عدد مدن التعلم ضمن شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم، حيث تهدف شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلّم ـ والتي تتبع معهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة منذ 2012 ـ إلى دعم وتحسين ممارسات التعلّم مدى الحياة في مدن العالم، من خلال تعزيز الحوار حول سياسات التعليم، وإقامة روابط بين القائمين على إدارة المدن والمؤسسات التعليمية المختلفة، وكذلك تعزيز الشراكات بين المدن مع نظيراتها المحلية والدّولية.

وتعمل مدن التعلم على حشد مواردها في جميع القطاعات لتعزيز التعلم الشامل للجميع من مرحلة التعليم الأساسي حتى مرحلة التعليم العالي، وتنشيط التعلم على مستوى الأسر والمجتمعات المحلية، بالإضافة إلى تسهيل التعلم من أجل العمل، وتوسيع نطاق استخدام أدوات التعليم الحديثة لتعزيز ثقافة التعلّم مدى الحياة، مما يعزّز قدرات الأفراد والتماسك الاجتماعي والنمو الاقتصادي والثقافي للمجتمعات، وصولًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وتوسيع نطاق استخدام تقنيات التعلم الحديثة، وتعزيز الجودة والتميز في التعليم؛ سعياً لنشر ثقافة التعلم مدى الحياة.

وأكدت المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي أن "المدن ضرورية لتحويل الحق في التعليم إلى واقع ملموس للأفراد من جميع الأعمار. ومع هذه المدن الجديدة، تضم الشبكة الآن 356 مدينة حول العالم، مما يتبادل الخبرات ويمهد الطريق لفرص التعلم مدى الحياة لـ 390 مليون مواطن".

وسيشارك الأعضاء الجدد في شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم في قيادة حملة #أتعلم مدى الحياة في مدنهم. وتعمل هذه الحملة على تعبئة المتعلمين من جميع أنحاء العالم الذين يظهرون شغفهم بالتعلم مدى الحياة. وتؤكد على أن #الحق في التعليم يجب أن ينطبق على جميع الأعمار.