'اليونيفيل' تواجه تضييقات من قبل أنصار حزب الله
بيروت - تواجه قوة الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان ''يونيفيل'' تضييقات يلقى بمسؤوليتها على نشطاء تابعين لحزب الله اللبناني، آخرها اعتراض إحدى دورياتها الروتينية اليوم الأربعاء في منطقة عملياتها جنوب نهر الليطاني، معتبرة أي تدخل في أنشطتها "غير مقبول" ويتعارض مع التزامات لبنان.
وهي ليست المرة الأولى التي تشهد فيها المنطقة مناوشات بين عناصر القوة وأنصار الجماعة المدعومة من إيران التي لا تزال تحت وقع صدمة الضربات الموجعة التي تلقاها الحزب في المواجهة الأخيرة مع إسرائيل وحدت من نفوذها العسكري والسياسي.
وفي 16 مايو/أيار، قالت يونيفيل إنه تم اعتراض دورية لها بين قريتي الجميجمة وخربة سلم. وتشهد العلاقة بين حزب الله والقوة الأممية توترا متصاعدا في الآونة الأخيرة، خاصة بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والسلطات اللبنانية بوساطة أميركية في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 الذي ينص على انتشار الجيش اللبناني في الجنوب وانسحاب الجماعة إلى شمال نهر الليطاني وتفكيك مواقعها وتسليم سلاحه، بينما تتولى لجنة مشتركة واليونيفيل مهمة مراقبة تنفيذ هذا الاتفاق.
ويوجه الحزب وأنصاره اتهامات لليونيفيل بالانحياز إلى إسرائيل أو بعدم القيام بدورها بشكل فعال في مراقبة الحدود ومنع الخروقات الإسرائيلية، كما تعتبر الجماعة أن تحركات قوة حفظ السلام في بعض الأحيان تأتي في سياق "التدخل الإسرائيلي وإملاء الشروط واستباحة السيادة الوطنية".
وقالت القوة الدولية في بيان عن المتحدث باسمها أندريا تننتي "هذا الصباح، اعترضت مجموعة من الرجال بملابس مدنية في ياطر، جنود حفظ السلام أثناء دورية مخطط لها بالتنسيق مع القوات المسلحة اللبنانية".
وتابعت أن "الوضع كان هادئا وتمكن الجنود من مواصلة طريقهم بعد حوالي ثلاثين دقيقة"، مضيفة أنه "خلافا لبعض التقارير، لم يسحب عناصر اليونيفيل أسلحتهم".
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في وقت سابق عن وقوع "إشكال بين دورية تتكون من قوات اليونيفيل وأهالي من بلدة ياطر في قضاء بنت جبيل على خلفية دخول دورية اليونيفيل إلى أحد الأحياء".
وقالت إن الإشكال تطوّر إلى حدّ "إشهار السلاح من قبل جنود اليونيفيل بوجه الاهالي"، مضيفة أن الجيش اللبناني توجه إلى الموقع إثر ذلك وعمل على "حلّ الإشكال".
وفي بيانها، ذكّرت يونيفيل أن جنودها يعملون في جنوب لبنان "بناء على طلب الحكومة اللبنانية، بتفويض من مجلس الأمن، وبالتنسيق مع القوات المسلحة اللبنانية"، مشيرة إلى أن "أي تدخل في أنشطة حفظ السلام غير مقبول ويتعارض مع التزامات لبنان بموجب القرار 1701".
وتقع ياطر في منطقة جنوب نهر الليطاني التي نص وقف إطلاق النار الأخير بين حزب الله واسرائيل، على انسحاب حزب الله منها وتفكيك بناه العسكرية، في مقابل تعزيز الجيش لانتشاره بالتعاون مع اليونيفيل.
وكانت قوة حفظ السلام أعلنت في مايو/أيار أن الجيش اللبناني، أعاد بدعم من قواتها، انتشاره في أكثر من 120 موقعا دائما جنوب نهر الليطاني. وقالت إن جنودها عثروا على أكثر من 225 مخبأ للأسلحة وأحالوها إلى السلطات.
وتنتشر القوة الأممية منذ العام 1978 في الجنوب للفصل بين لبنان وإسرائيل وتضم أكثر من عشرة آلاف جندي من نحو خمسين دولة. وتقع بين الحين والآخر مناوشات بين دوريات تابعة لها ومناصري حزب الله. لكنها نادرا ما تتفاقم وسرعان ما تحتويها السلطات اللبنانية.