انخفاض مرشح للارتفاع في تكاليف الشحن البحري في الخليج

تكلفة التأمين ضد مخاطر الحرب للشحنات التي تبحر عبر الخليج انخفضت إلى ما يتراوح من 0.35 إلى 0.45 بالمئة.

لندن – قالت مصادر في قطاع الشحن والتأمين، الخميس إن تكاليف الشحن البحري في منطقة الخليج انخفضت في اليومين الماضيين بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، لكن الأسعار ربما ترتفع مجددا إذا تصاعد التوتر.

وأثار النزاع مخاوف من أن إيران ربما تغلق مضيق هرمز، وهو المضيق الواقع بين إيران وعُمان ويتدفق عبره حوالي 20 بالمئة من الطلب العالمي على النفط والغاز، مما قد يؤدي إلى ارتفاع سعر النفط إلى 100 دولار للبرميل.

وقفزت أسعار الشحن لناقلات النفط العملاقة، التي يمكن أن تحمل ما يعادل مليوني برميل من الخام، خلال الأسبوع الماضي قبل وقف إطلاق النار، إذ ارتفعت بأكثر من المثلين إلى ما يزيد عن 60 ألف دولار في اليوم. وأظهرت بيانات الشحن أن الأسعار بلغت نحو 50 ألف دولار الخميس.

ووافقت إسرائيل وإيران على وقف إطلاق النار الثلاثاء بعد 12 يوما من الحرب. وخففت وزارة الشحن البحري اليونانية من متطلبات أسطولها التجاري، ولم تعد تنصحهم بالإبلاغ عن الرحلات عبر هرمز، قائلة إن الوضع "يبدو أنه تحسن".

وقالت مصادر إن تكلفة التأمين ضد مخاطر الحرب للشحنات التي تبحر عبر الخليج انخفضت إلى ما يتراوح من 0.35 إلى 0.45 بالمئة، من ذروة بلغت 0.5 بالمئة الاثنين ومن مستويات بلغت حوالي 0.3 بالمئة في الأشهر القليلة الماضية.

وتعتمد تكلفة الرحلة التي تستغرق سبعة أيام على قيمة السفينة، وسينعكس الانخفاض على تراجع التكاليف الإضافية بعشرات الآلاف من الدولارات يوميا.

وقال ديفيد سميث رئيس قسم التأمين البحري لدى شركة ماكجيل وشركاه للتأمين "انخفضت الأسعار بالتأكيد". وأضاف "في حين أن تكلفة التأمين ضد مخاطر الحرب لا تزال كبيرة، إلا أن هناك عددا كبيرا من شركات التأمين ضد مخاطر الحرب التي تتطلع إلى تجاهل ذلك وتقديم التأمين، الأمر الذي يضيف إلى جانب تحسن الوضع السياسي ضغطا على الأسعار للتراجع. ومع ذلك لا يزال الوضع متقلبا للغاية".

وقال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الخميس، في أول تعليقات يبثها التلفزيون له منذ وقف إطلاق النار، إن إيران سترد على أي هجوم أميركي في المستقبل بضرب القواعد العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط.

ونشرت صحيفة نيويورك تايمز، الأسبوع الماضي مقالاً حول مخاطر الشحن البحري في منطقة الخليج العربي، في ظلّ النزاع. ونقل المقال عن رئيس القسم البحري العالمي في شركة مارش ماكلينان البريطانيّة ماركوس بيكر إشارته إلى أنّ كلفة التأمين على الشحن ضد أخطار الحرب قد ارتفعت بنسبة 60 بالمئة في منطقة الخليج، منذ بدء النزاع الأخير بين إيران وإسرائيل. كما ارتفعت كلفة الشحن نفسها، بين الخليج والصين، بنسبة 50 بالمئة خلال هذه الفترة.

وأشار المقال إلى أنّه مع تصاعد القتال بين إسرائيل وإيران، سارع كبار منتجي النفط في منطقة الخليج العربي إلى تحميل مخزونهم النفطي على الناقلات والبواخر، "ربما كخطوة احترازية تحسبًا لاضطرابات محتملة في المستقبل".
وبحسب همايون فلكشاهي، رئيس تحليل النفط الخام في شركة كبلر للأبحاث، يمكن تفسير خطوة تحميل النفط على الناقلات بكون الدول المُنتجة تسعى "للتأكّد من تقليل المخاطر"، إذ تعني هذه الخطوة أنّهم يسعون إلى "التصدير بأقصى قدر ممكن، وبأسرع وقت ممكن". ونقلت الصحيفة عن شركة كبلر أرقاماً تفيد بأن دول الخليج رفعت صادراتها النفطيّة، بنسب تتراوح بين 10بالمئة و16بالمئة، ما يؤكّد سعيها لتصدير مخزونها بشكلٍ سريع.

وكشفت الصحيفة عن وجود بلاغات من خبراء الشحن، عن زيادة في التشويش على أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية في المنطقة، وهي الأنظمة التي تستخدمها السفن لتحديد مواقعها.