انضباط روسي غير مفهوم

روسيا تعطي عدوها فرصة لا يستحقها.
اذا هُزمت روسيا، فقد خسر العالم الثالث كله
الانضباط سيعود بالدمار على روسيا ويفسح لعدوها مجالا ليطيل أمد الحرب

لماذا تتوجه الأنظار والأفئدة الى روسيا في الحرب المستعرة مع أوكرانيا؟ لأنه اذا هزمت روسيا، فقد خسر العالم الثالث كله، وسوف ينفذ الغرب إرادته ويضم أوروبا الى حلف الناتو وسوف تكون الخطوة التالية احتلال روسيا وتمزيقها ومن ثم التعامل مع الصين بالطريقة المناسبة للتحالف الغربي، أما العرب، فسوف يقرر التحالف الغربي ماذا يفعلون بشأنهم ذات مساء وهم يحتسون النبيذ، فمن وجهة نظرهم، لدى العرب الكثير من الكنوز وهم غير جديرين بها ولا بد من الاستحواذ عليها.

إن الخير والشر في صراع مستمر طالما أن هناك حياة على هذا الكوكب، وفي هذه الحرب، فالغرب يمثلون الشر المطلق وروسيا في حالة دفاع عن النفس واذا خسرت فسوف تندثر، وهي لن تسمح بذلك مطلقا وحتما سوف تدمر الكوكب اذا شعرت أن عدوها كسب الحرب. لكن المستغرب هو انضباط روسيا وعدم لجوئها لأسلوب "الصدمة والترويع" كما حدث في العراق وأخذ البشرية رهينة لديها باستخدامها للأسلحة النووية، فإذا شعرت أنها ستهزم، فسوف تدمر الأرض بكل أنواع الأسلحة لديها، لماذا تخسر جنودا ومعدات بهذا الحجم؟ يجب أن تكون المعاملة بالمثل، وقد استخدم الغرب أسلوب "الصدمة والترويع" في غزواتهم وحروبهم وهم أول من حقق نصرا بالأسلحة النووية عندما هزم اليابان بالسلاح النووي في الحرب العالمية الثانية.

إن الانسان العادي لا يفهم أسرار الحروب، لكن روسيا تعطي عدوها فرصة لا يستحقها ولا بد أن لديها أسبابا يفهمها الخبراء المتخصصون، بيد أن هذا الانضباط سيعود بالدمار عليها وسوف يفسح لعدوها مجالا أن يطيل أمد الحرب ويستقطب المقاتلين الذين يبحثون عن حفنة دولارات من كل مكان ويجلب كافة أنواع الأسلحة المجرب منها وغير المجرب ويزيد من احتمال خسارة روسيا للحرب.

إن دعم روسيا واجب أخلاقي لأن عدوها طغى وجعل الحياة لنصف البشر لا تطاق ولا تستحق العيش في ظل هذا العناء، إن ثروات الأفراد لدى الغرب تكفي ضعف عدد سكان الأرض ولكنها مكدسة بيد قلة من الناس، فثروة ايلون ماسك هي 13 مليار دولار بينما بعض البشر يعانون من ويلات الفقر ويمتلك من شابه ماسك مئات المليارات بينما الدول الفقيرة تموت شعوبها جوعا وعطشا، وهذه المأساة هي من صنع الدول الغربية التي قسمت البشر الى متخمين وجياع، وعندما وصلت الصين وروسيا الى مستوى التنافس، قررت الدول الغربية القضاء عليهما لكي تظل منفردة بالهيمنة على الأسواق، وتسمح لنفسها ولمواطنيها أن يفترسوا سكان العالم فتكون الحياة لهم وحدهم، فهم يحرصون على الدفاع عن حقوق الحيوان، ولكنهم لا يريدون لبشر غيرهم أن يعيشوا. وفوق هذا وذاك، فهم يتحالفون مع اللصوص من الحكام ويدعمونهم على الرغم من أنهم يعلمون أنهم أفقروا وأضعفوا شعوبهم ولكن هذا أمر ايجابي بالنسبة للغرب وهو المطلوب للهيمنة على العالم، ولكي يستروا وحشيتهم، صاروا يغزون الدول ويحتلونها بحجة الديمقراطية وحقوق الانسان للقضاء على من يخالفهم من الحكام.

اذا استمرت روسيا تقاتل بهذا الأسلوب، فسوف تضطر لحسم الحرب بالسلاح النووي والقضاء على البشرية لأنها جعلت نفسها في موقف ضعف ومرشحة للهزيمة.