انطلاق المرحلة الثانية من انتخابات لبنان البلدية في الشمال وعكار
بيروت – انطلقت اليوم الأحد المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي لبنان الشمالي وعكار، في أجواء هادئة ظاهريا، لكنها مشحونة بتوترات أمنية واقتصادية وسياسية عميقة.
وتجري هذه الانتخابات تحت أعين الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، الذين فرضوا إجراءات أمنية مشددة، وذلك بعد أيام قليلة من غارات إسرائيلية واسعة على جنوب لبنان، أسفرت عن مقتل شخص على الأقلّ وتصعيد للتوترات في المنطقة.
وتأتي هذه الجولة الانتخابية، التي تابعها رئيس الجمهورية جوزيف عون من غرفة عمليات قوى الأمن الداخلي، في سياق سياسي داخلي معقد، حيث تسلمت حكومة جديدة مهامها في فبراير الماضي، متعهدة بتنفيذ إصلاحات وبناء "الثقة" مع المجتمع الدولي، بعد أكثر من عامين ونصف عام من تصريف الأعمال في السلطة التنفيذية وشغور في رئاسة الجمهورية، انتهى بانتخاب عون في يناير.
وأتت التغييرات السياسية الداخلية على وقع تغير في موازين القوى بعد تكبد حزب الله خسائر كبيرة على صعيد بنيته العسكرية والقيادية خلال النزاع مع إسرائيل الذي بدأ في أكتوبر 2023 على خلفية الحرب في قطاع غزة، وتحول مواجهة مفتوحة اعتبارا من سبتمبر 2024.
وفتحت صناديق الاقتراع في القرى والبلدات في محافظتي لبنان الشمالي وعكار عند الساعة السابعة صباح الأحد، على أن تغلق عند الساعة السابعة مساء.
ووصل الرئيس عون صباحا إلى غرفة العمليات في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي لمتابعة سير العملية الانتخابية.
وأشاد الرئيس عون" بجهود وزارة الداخلية والقوى الأمنية كافة وبمواكبة وزارة العدل لإنجاز المرحلة الاولى من الانتخابات البلدية والاختيارية" مؤكدا " ارتياحه للجهوزية اليوم (الأحد) وفي المرحلتين المقبلتين في بيروت والبقاع والجنوب".
وأعرب عن أمله أن "تكون نسبة الاقتراع في محافظتي الشمال وعكار أكبر من نسبة الاقتراع في محافظة جبل لبنان"، معتبرا أن " نجاح الانتخابات البلدية والاختيارية سيعطي انطباعا ايجابيا في الخارج على تصميم الدولة على إنجاز كل الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها".
وشدد الرئيس عون "على ضرورة مكافحة الرشاوى والمخالفات بسرعة وبحزم"، منوها " بدور الإعلام في المساعدة على كشف التجاوزات التي تحصل".
وبعد ساعات قليلة من انطلاق العملية الانتخابية، أعلنت وزارة الداخلية عن تلقيها 112 شكوى تتعلق بالانتخابات البلدية في الشمال، بينها شكاوى أمنية وإدارية، وشكاوى أخرى عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وتشمل محافظة لبنان الشمالي 6 أقضية هي: طرابلس، وزغرتا، وبشري، والبترون، والكورة، والضنية، فيما تضم محافظة عكار قضاء واحدا هو قضاء عكار. وفازت 81 بلدية من أصل 289 بالتزكية في المحافظتين.
وتضم محافظة لبنان الشمالي 155 مجلسا بلديا. فيما تضم محافظة عكار 134 مجلسا بلديا.
وتجري هذه الانتخابات في ظل استمرار التوترات الأمنية على الحدود الجنوبية، حيث تواصل إسرائيل شن غارات جوية على مواقع حزب الله، رغم سريان وقف إطلاق النار. كما أبقت الدولة العبرية على وجود عسكري في خمس مرتفعات في جنوب لبنان تتيح لها الاشراف على جانبي الحدود، على رغم أن وقف إطلاق النار نصّ على سحب كل قواتها التي توغلت خلال الحرب.
إلى جانب التحديات الأمنية، يواجه لبنان أزمة اقتصادية خانقة، مما يزيد من أهمية اختيار مجالس بلدية قادرة على إدارة الموارد بكفاءة وتلبية احتياجات المواطنين. كما يشهد لبنان استقطابا سياسيا حادا، مما يجعل هذه الانتخابات اختبارا حاسما لمدى قدرة النظام السياسي على إجراء انتخابات حرة ونزيهة.
الأحد الماضي شهدت محافظة جبل لبنان التي تضم 333 مجلسا بلديا المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية. وبلغ إجمالي نسبة الاقتراع في المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية 45.16 بالمئة.
يذكر أن المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية جرت الأحد الماضي في محافظة جبل لبنان، وبلغت نسبة الاقتراع فيها 45.16 بالمئة. ومن المقرر أن تستكمل الانتخابات في الثامن عشر من مايو الحالي في محافظة بيروت ومحافظة البقاع ومحافظة بعلبك - الهرمل، وفي الرابع والعشرين منه في محافظتي لبنان الجنوبي والنبطية.