انفتاح صيني على الاستثمار في صناعة النسيج بالمغرب
الرباط – تعكس الاتفاقية الاستثمارية المبرمة بين المغرب والمجموعة الصينية "صنرايز" الرائدة في قطاع النسيج، مكانة المملكة الريادية كقائد إقليمي في القطاع، فيما ستساهم في تحقيق الاستراتيجية المحكمة لإنعاش التشغيل وجذب الاستثمارات الأجنبية تماشيا مع رؤية العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وترأس رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش الخميس مراسم توقيع الاتفاقية مع الشركة العالمية والتي تتوفر على فروع في العديد من بلدان آسيا، فيما تبلغ القيمة الإجمالية للاستثمار 2.3 مليار درهم مغربي (331.293 مليون دولار)، كما سيتم إنشاء وحدتين صناعيتين في الصخيرات وفاس، مما سيساهم في خلق سلسلة توريد متكاملة وتوفير 7000 فرصة عمل مباشرة، بالإضافة إلى 1500 فرصة عمل غير مباشرة.
ووقع الاتفاقية من الجانب الصيني لي شو رئيس مجموعة "صنرايز"، ومن الجانب المغربي عدد من الوزراء والمسؤولين بحضور المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات. ويأتي هذا الاستثمار بعد جملة من اللقاءات البناءة بين الطرفين، بما في ذلك اجتماع رئيس الحكومة المغربي في شانغهاي مع رئيس المجموعة في سبتمبر/أيلول 2024.
وأوضح بيان لرئاسة الحكومة أن الاتفاق سيكون له دور كبير في توفير الخيط والأقمشة وصناعة الملابس محليًا للمقاولات المغربية، وتقليص آجال وتكاليف الخدمات اللوجستية، وتلبية الطلبيات الدولية دون وسطاء.
وأكد أخنوش أن "هذا المشروع الضخم يعكس العلاقات المتميزة بين الالمغرب وجهورية الصين الشعبية، التي يرعاها قائدا البلدين الملك محمد السادس والرئيس شي جين بينغ، كما يجسد ثقة المستثمرين الأجانب في بلادنا".
وتتزايد أعداد الشركات الصينية العاملة في قطاع النسيج بالمغرب، وتشمل مجالات عملها إنتاج الجوارب والملابس الداخلية والملابس الجاهزة والمنتجات الجلدية.
وفيما تسعى المملكة إلى الاستفادة من الخبرة والتكنولوجيا الصينية في تطوير القطاع وتعزيز قدرته التنافسية، تهدف بيكين إلى توسيع حضورها في السوق الإفريقية والاستفادة من موقع المغرب الاستراتيجي كبوابة إلى القارة.
وتخطط الحكومة المغربية لتعزيز تعاونها الاقتصادي خارج إطار الشركاء التقليديين ومع قوى اقتصادية دولية عظمى على غرار الصين، حيث وقعت الرباط وبكين في 2022 "خطة التنفيذ المشترك" لمشاريع اقتصادية ضمن مبادرة "الحزام والطريق" الصينية التي تهدف إلى تعزيز الحضور الاقتصادي للعملاق الآسيوي في بلدان عدة بينها المغرب.
ومنذ انخراط المملكة في المبادرة في العام 2017، زادت الاستثمارات الصينية المباشرة في المغرب والتي تتركز خاصة في القطاعات الاستراتيجية مثل صناعة السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة، بالإضافة الى مشاريع البنية التحتية، مدفوعة بجملة من الامتيازات التنافسية في البلاد.
وأثمرت الشراكة الاستراتيجية بين بيكين والرباط نتائج ملموسة حيث تضاعف حجم الاستثمار الصيني بالمغرب خمس مرات من 2016 إلى 2023، بينما تضاعف حجم التبادل التجاري مرتين في نفس الفترة، بما يجعل الصين الشريك الأول للمملكة آسيويا.
وتؤكد التقارير الرسمية المغربية أن الصين تعتبر ثالث أكبر مورد للمغرب منذ عام 2007 بينما وصلت المعاملات التجارية بين بكين والرباط في 2023 نحو 8 مليارات دولار فيما كان الاستثمار الصيني في المغرب لا يتجاوز 5 مليارات دولار بين 2005 و2020.