بري رئيسا للبرلمان اللبناني للمرة السابعة بأغلبية ضعيفة

مع برلمان مشتت، محللون يحذرون من احتمال حدوث شلل سياسي قد يؤدي إلى المزيد من التأخير في الإصلاحات اللازمة لإخراج البلاد من أزمتها الاقتصادية المدمرة.
حلفاء حزب الله يحتفظون بمنصبين مهمين في البرلمان
نتائج الانتخابات تمثل تغييرا كبيرا في المشهد السياسي المعتاد في لبنان
ميقاتي مرشح على نطاق واسع لرئاسة الحكومة مرة أخرى

بيروت - أعيد اليوم الثلاثاء انتخاب السياسي الشيعي المخضرم رئيس حركة أمل (الشيعية) نبيه بري رئيسا للبرلمان اللبناني للمرة السابعة على التوالي لكن بأغلبية ضعيفة (النصف زاد واحد) على خلاف الدورات السابقة التي كان يحصل فيها على الغالبية الساحقة.

وحصل بري (84 عاما)، في جولة التصويت الأولى على 65 صوتا في البرلمان المؤلف من 128 عضوا. وينبغي أن يتولى رئاسة البرلمان عضو مسلم شيعي في ظل النظام السياسي الطائفي في لبنان.

ونال بري الأغلبية المطلوبة وهي النصف زائد واحد. وتعد هذه أقل مرة يحصل فيها بري على عدد أصوات على الإطلاق، مما يعكس التغييرات في البرلمان الجديد حيث خسرت جماعة حزب الله الشيعية المسلحة المدعومة من إيران وحلفاؤها الأغلبية التي فازوا بها عام 2018.

وجلسة اليوم الثلاثاء هي الأولى منذ انتخاب البرلمان الجديد في 15 مايو/أيار، في أول تصويت منذ الانهيار الاقتصادي للبلاد والانفجار المدمر في مرفأ بيروت عام 2020.

ويشغل بري الذي يقود حركة أمل الشيعية المتحالفة مع حزب الله، هذا المنصب منذ عام 1992. وتم انتخاب إلياس بوصعب وزير التربية والتعليم السابق نائبا لرئيس مجلس النواب وهو منصب مخصص للروم الأرثوذكس.

وحصل بوصعب المتحالف مع التيار الوطني الحر حليف حزب الله الذي أسسه الرئيس ميشال عون، على 65 صوتا في الجولة الثانية من التصويت أمام غسان سكاف النائب الجديد الذي يعد من المستقلين. ويعني الفوز أن حلفاء حزب الله احتفظوا بمنصبين مهمين في البرلمان.

ومع انقسام البرلمان إلى عدة معسكرات لا يتمتع أي منها بأغلبية، حذر محللون من احتمال حدوث شلل سياسي قد يؤدي إلى المزيد من التأخير في الإصلاحات اللازمة لإخراج البلاد من أزمتها الاقتصادية المدمرة.

وفاز معارضو حزب الله ومنهم حزب القوات اللبنانية المسيحي المتحالف مع السعودية، بمقاعد. وجلس حوالي 12 نائبا من الوافدين الجدد المعارضين في مقاعدهم لأول مرة في البرلمان بينهم بعض الذين شاركوا في حركة الاحتجاج.

وتوجهت مجموعة من المستقلين إلى البرلمان صباح الثلاثاء من مدخل مرفأ بيروت تكريما لأكثر من 215 ضحية في الانفجار. وتجاوز نواب المعارضة الحواجز المعدنية التي احتجوا خارجها في عام 2019 عندما هزت لبنان مظاهرات غير مسبوقة مناهضة للحكومة البلاد.

وتمثل نتائج الانتخابات تغييرا كبيرا في المشهد السياسي المعتاد في لبنان، حيث هيمنت حفنة من الأحزاب التي تقول إنها تمثل مختلف الطوائف الدينية على السياسة منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.

وحسب النتيجة فإن 23 نائبا صوتوا بورقة بيضاء و40 صوتا اعتبرت ملغاة حيث كتب أصحابها عبارات تطلب العدالة للمفكر الشيعي المناهض لحزب الله لقمان سليم الذي قتل في فبراير/شباط الماضي إضافة إلى عبارة "العدالة لتفجير مرفأ بيروت".

ويتطلب نظام الحكم في لبنان الآن من الرئيس ميشال عون وهو مسيحي ماروني إجراء مشاورات مع المشرعين بشأن اختيارهم لرئاسة الوزراء وهو منصب يجب أن يتولاه مسلم سني.

ويجب على عون الذي لم يحدد بعد موعدا للمشاورات الملزمة، أن يكلف بتشكيل الحكومة المرشح الذي يتمتع بأكبر قدر من الدعم وهي عملية قد تستغرق عدة أشهر.

وينظر إلى رئيس الوزراء المنتهية ولايته نجيب ميقاتي على نطاق واسع على أنه المرشح الرئيسي للمنصب مرة أخرى.