بسبب الغاز برلين تليّن موقفها إزاء دول الخليج

قبيل جولة أولاف شولتز الخليجية أطلق مسؤولون ألمان تصريحات تعبر عن موقف ألماني أكثر اعتدالا من قضايا إقليمية تزعج الخليجيين.
شولتز يلتقي بن سلمان في جدة لسد فجوة الغاز الروسي
مفاوضات حثيثة بين الإمارات وألمانيا لتصدير الغاز
شولتز إلى الدوحة للظفر بعقود غاز في حقل الشمال القطري الضخم
الرياض

تسعى برلين إلى القفز فوق التباين في الآراء السياسية مع دول الخليج لتُبدي مزيدا من الليونة إزاء ملفات خلافية على غرار حرب اليمن والموقف من إيران، أملا في أن تتمكن تلك الليونة في تعبيد طريق الطاقة التي تبدو إحدى أبرز أولويات ألمانيا قبيل حلول فصل الشتاء.
ويقوم المستشار الألماني أولاف شولتز بجولة خليجية تبدأ من السعودية لينطلق بعدها إلى الإمارات ثم قطر.
والتقى شولتز السبت بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مدينة جدة، في زيارة هي الأولى للمنطقة في إطار المتغيرات المتلاحقة التي يشهدها العالم وخاصة دول الاتحاد الأوروبي بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
وتأتي زيارة شولتز للمملكة بعد زيارة قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، في إطار سعيهما للتعويض عن شحنات الغاز الروسي المهددة بالنفاد.
ويرى محللون أن "موسم" الزيارات المتتالية للمملكة افتتحه الرئيس الأميركي جو بايدن في يوليو/ تموز الماضي لنفس الأهداف رغم التوتر الذي يشوب علاقات واشنطن بالرياض على خلفية عدة قضايا إقليمية أبرزها اليمن وإيران. 
وكما رأى محللون أن زيارة بايدن شكلت نقطة تحول في الموقف الأميركي من ولي العهد السعودي ومن عدة قضايا تتعلق خاصة بملف حقوق الإنسان، فإنه يبدو أن زيارة شولتز ستُدخل تحولات مهمة على موقف ألمانيا من دول الخليج ومن قضايا المنطقة.
وتتحفظ المملكة على موقف برلين الرافض لتصدير السلاح للسعودية بذريعة الحرب في اليمن.
ودخل حظر تصدير الأسلحة للسعودية حيز التنفيذ في 2018 ويتم تجديده سنويا، وينص على وقف كامل لتصدير الأسلحة لجميع الدول المشاركة "بشكل مباشر" في حرب اليمن.

الخارجية الألمانية تقول إنها لم تقدّر وضع السعودية جيدا وهي تواجه تحديات المنطقة

وتقود السعودية تحالفا عسكريا لدعم الحكومة الشرعية ضد ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران.
وألقى المدير السابق لوكالة الاستخبارات الفيدرالية الألمانية أوغست هانينغ، باللوم على إيران لتدخلها في صنعاء، وقال إنه "يجب دعم الحكومة الشرعية في اليمن، مضيفا "أنه كان من الضروري ليس فقط دعم الحكومة اليمنية، ولكن دعم السعودية التي تدعم تلك الحكومة أيضا".
وقالت رئيسة القسم السياسي للشرق الأوسط في وزارة الخارجية الألمانية كريستيان باك، إن بلادها "تقوم الآن بمراجعة سياسة التسلح، رغم إصرارها على موقفها الرافض".
وأضافت أن بلادها استخفت بالدور المهم الذي يمكن أن تلعبه الأسلحة في الدفاع وصناعة السلام، ولم تقدّر وضع السعودية جيدا وهي تواجه تحديات المنطقة.
وقال مسؤول في الحكومة الألمانية قبل ساعات من توجُّه شولتز إلى السعودية، إن "المستشار سيبحث الملف النووي مع إيران خلال زيارته إلى السعودية".
ورجح مسؤولون ألمان أن يفتح "التقارب" السياسي بين برلين والرياض باب التعاون الاقتصادي بين البلدين خاصة على مستوى كسب دول الخليج كمورّدين جدد للغاز الطبيعي لتعويض الفجوة التي تركها الغاز الروسي.
وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، إنه من المرجح أن "يوقع المستشار أولاف شولتز عقود تسليم الغاز الطبيعي المسال"، مؤكدا أن محادثات في نفس الاتجاه تجري بشكل حثيث مع الإمارات.
ويفيد متابعون أن زيارة شولتز للدوحة تهدف إلى تفعيل نتائج المفاوضات التي تجري مع قطر منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية بشأن شحنات غاز طبيعي مسال محتملة. 
وأبلغت وكالة رويترز في وقت سابق عن قرب إبرام صفقات طويلة الأجل لشراء الغاز الطبيعي المسال من مشروع توسعة حقل الشمال القطري، لكن يبدو أن هذا الحل لن يحل الأزمة الراهنة بشكل عاجل على اعتبار التوقعات التي ترجح أن يبدأ إنتاج مشروع توسعة حقل الشمال الضخم عام 2026.
وسبق أن علق مسؤولون حكوميون ألمان على المفاوضات مع قطر بأنها "صعبة للغاية" خاصة في الجوانب المتعلقة بتحديد سعر ومدة الاتفاقات المحتملة.