بشارة الراعي يبحث في باريس أزمة الشغور الرئاسي

مسؤولون لبنانيون، بعضهم زار باريس مؤخرا، ينتقدون فرنسا لدعمها وصول فرنجية إلى الرئاسة، الأمر الذي ينفيه دبلوماسيون فرنسيون.
نائب الأمين العام لحزب الله يجدد التأكيد أن فرص فرنجية في ازدياد

بيروت - يبحث البطريرك الماروني بشارة الراعي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس الثلاثاء في ملف الانتخابات الرئاسية في لبنان، فيما تلوح بوادر توافق واسع داخل المكون المسيحي حول مرشح للرئاسة لسحب البساط من تحت أقدام زعيم تيّار المردة سليمان فرنجية الذي يحظى بدعم من حزب الله وحركة أمل الشيعيين.

وينتقد مسؤولون لبنانيون، بعضهم زار باريس مؤخرا، فرنسا لدعمها، وصول فرنجية إلى الرئاسة، الأمر الذي ينفيه دبلوماسيون فرنسيون.

ولطالما تمتّعت فرنسا، قوة الانتداب السابقة في لبنان، بموقع مميّز في البلاد. ويشير إليها بعض اللبنانيين، لا سيما المسيحيون منهم إلى أنها "الأم الحنون"، نظرا لكونها ساندت لبنان في مراحل عدة من تاريخه.

ويلتقي الراعي، وفق بيان صادر عن مكتبه الإعلامي الأحد، ماكرون عند الساعة الرابعة من عصر الثلاثاء في قصر الإليزيه، تلبية لدعوة رسمية، على أن يتطرق البحث الى ملفات عدة بينها الانتخابات الرئاسية.

وكان لعدد من البطاركة الموارنة دور مهم في مراحل عدة من تاريخ لبنان، البلد المتعدّد الطوائف والأديان، والذي يغلب فيه أحيانا الانتماء الطائفي على الانتماء السياسي.

 وقال البطريرك الراعي في عظة ألقاها الأحد، في إشارة إلى الوزير السابق جهاد أزعور من دون أن يسميه، "نود أن نشكر الله على ما نسمع بشأن الوصول إلى بعض التوافق بين الكتل النيابية حول شخصية الرئيس المقبل، بحيث لا يشكل تحديا لأحد ويكون في الوقت عينه متمتعا بشخصية تتجاوب وحاجات لبنان اليوم وتوحي بالثقة الداخلية والخارجية".

وتقود باريس منذ أشهر حراكا من أجل حضّ اللبنانيين على الإسراع في انتخاب رئيس للبلاد وإجراء إصلاحات ملحة للحصول على دعم مالي دولي يخرج لبنان من أزمته الاقتصادية القائمة منذ خريف 2019. وعقد ممثلو خمس دول معنية بالشأن اللبناني بينها فرنسا والولايات المتحدة والسعودية اجتماعاً في باريس في فبراير/شباط من أجل مناقشة الوضع في لبنان، من دون تحقيق أي تقدّم.

ويدعم حزب الله وحلفاؤه وصول فرنجية إلى الرئاسة، بينما يعارض وصوله خصوم الجماعة الشيعية، وأبرزهم حزبا القوات اللبنانية والكتائب المسيحيان. كما يعارضه التيار الوطني الحر المسيحي برئاسة جبران باسيل، حليف حزب الله والذي يعتبر نفسه "مرشحا طبيعيا" للرئاسة.

وأكد نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله أن "معيار الرئيس المسيحي الوطني الجامع أفضل للبنان من رئيس للمواجهة بخلفية طائفية".

وقال في تدوينة على تويتر اليوم الاثنين "منذ البداية انطلق ترشيح فرنجية من عدد وازن وهو إلى زيادة"، مشير إلى أن "المتعارضين على البرامج والسياسات يحاولون الاتفاق لمواجهة فرنجية وبالكاد يجتمعون على واحد من لائحة فيها ستة عشر مرشحا".

 

وأفادت وسائل إعلام لبنانية نهاية الأسبوع الماضي بأن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل اتفق مع المعارضة على اسم جهاد أزعور مرشحا للرئاسة مقابل ضمانات تنصّ على أنه في حال غير باسيل رأيه بالاتفاق مع حزب الله على مرشح آخر، فإنها ستعود إلى ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون بهدف الحيلولة دون استثمار رئيس التيار الوطني الحر للتوافق المسيحي لتحسين شروطه مع حزب الله.

وقال رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل في وقت سابق "أنا مقتنع أن لفرنسا نوايا حسنة وهي تحاول إيجاد حلول للخروج من الجمود لكننا غير موافقين على الحل المقترح".

وشدّد على أن الأساس هو "وقف وضع حزب الله يده على لبنان"، مشيرا إلى جهود تُبذل لجمع العدد الأكبر من الأحزاب حول اسم مرشح آخر.

ولا يملك أي فريق أكثرية برلمانية تمكنّه من إيصال مرشحه. وهناك كتلة مستقلين في البرلمان لا تميل كذلك لانتخاب فرنجية. ومن أسماء المرشحين للرئاسة أيضا إلى جانب أزعور النائب المعارض ميشال معوض.

وكان بشارة الراعي قد أكد في تصريح سابق أنه يدعم ترشيح شخصية لا تكون محسوبة على أي طرف داخلي أو محور خارجي، في إشارة واضحة إلى رفض مرشح حزب الله. 

وكثف الثنائي الشيعي خلال الآونة الأخيرة من مساعيه لدعم مرشحه سليمان فرنجية من خلاله التركيز على أنه يتمتع بفرص كبيرة، خاصة بعد أن برز اسمه كخيار فرنسي في خضم لقاء باريس.

وعززت السعودية فرص زعيم تيار المردة برفعها الفيتو عن ترشيحه، لكنها أكدت أنها خارج التسوية، مشددة على التزامها الحياد تجاه كافة الأطراف.