بعثة علمية تخزن الثلج لعلماء المستقبل
باريس - يستعد علماء في القطب الشمالي للبدء في الحفر من أجل حفظ عينات من الجليد القديم لتحليلها قبل أن تذوب الطبقات المتجمدة بسبب تغير المناخ، وفق ما قال منظمو المهمة الاثنين.
وأقام باحثون إيطاليون وفرنسيون ونرويجيون معسكرا في أرخبيل سفالبارد النرويجي، في ما وصفوه بسباق مع الزمن للحفاظ على سجلات الجليد التي تضطلع بدور حاسم في تحليل الظروف البيئية في الماضي.
وسيستخرج الباحثون الجليد في سلسلة من الأنابيب من عمق يصل إلى 125 متراً تحت السطح، تحتوي على آثار جيوكيميائية مجمدة تعود إلى ثلاثة قرون.
ويوفر تحليل المواد الكيميائية في "قلب الجليد" العميق للعلماء بيانات قيّمة حول الظروف البيئية الماضية.
لكن الخبراء يحذرون من أن المياه الناتجة عن ذوبان الجليد تتسرب وتغيّر السجلات الجيوكيميائية المحفوظة في الجليد القديم تحتها.
وقال جيروم شابيلاز رئيس مؤسسة "آيس ميموري" (“ذاكرة الجليد”) التي تدير العملية إن علماء الجليد "يرون مادتهم الأولية تختفي إلى الأبد من سطح الكوكب"، مضيفا "من مسؤوليتنا كعلماء جليديات لهذا الجيل التأكد من الحفاظ على جزء منه".
وأدت انبعاثات الكربون الناجمة عن الأنشطة البشرية إلى ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض بمقدار 1.1 درجة مئوية منذ القرن التاسع عشر. وتشير الدراسات إلى أن معدلات الحرارة في القطب الشمالي ترتفع بسرعة أعلى بمرتين إلى أربع مرات من المتوسط العالمي.
ووجدت الدراسات أنه إذا استمرت درجة حرارة الأرض في الارتفاع بمعدلها الحالي، فيمكن أن يكون القطب الشمالي خاليا تماما من الجليد بحلول عام 2100.
وستُستخدم مجموعة واحدة من أنابيب الجليد للتحليل الفوري، بينما ستُرسل مجموعة ثانية إلى القارة القطبية الجنوبية لتخزينها في "ملاذ للذاكرة الجليدية" تحت الجليد، حيث ستُحفظ العينات للأجيال المقبلة من العلماء.
وأشارت مؤسسة "آيس ميموري" إلى أن الخبراء الثمانية في المهمة أقاموا معسكرا على ارتفاع 1100 متر في حقل هولتيدالفونا الجليدي المليء بالصدوع، ويخططون لبدء الحفر الثلاثاء.
وسيعملون لمدة ثلاثة أسابيع في درجات حرارة منخفضة تصل إلى 25 درجة مئوية تحت الصفر، وسيقطعون ويسحبون سلسلة من أسطوانات الثلج يبلغ طول كل منها متراً وعرضها 10 سنتيمترات.
وتتبع المهمة التي تبلغ تكلفتها 760 ألف دولار، الممولة جزئياً من وزارة الأبحاث الإيطالية، سلسلة من عمليات استخراج لب الجليد من المؤسسة، بما في ذلك العمليات في جبال الألب والأنديس.