بلينكن يعود للشرق الأوسط للدفع بحل دبلوماسي لحربي غزة ولبنان

وزير الخارجية الأميركي يبحث خلال جولته الشرق أوسطية الجديدة سبل وقف حرب غزة وتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن.
إسرائيل تقدم مقترحا بشأن وقف محدود لإطلاق النار دون الانسحاب من غزة

واشنطن - يبدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الإثنين جولة شرق أوسطية تشمل إسرائيل ودولا عربية في محاولة جديدة للدفع نحو وقف لإطلاق النار في غزة ونزع فتيل الصراع في لبنان.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن الجولة يتوقع أن تستمر حتى الجمعة، وسيبحث خلالها بلينكن في "أهمية إنهاء الحرب في غزة وتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني".

وتحاول الولايات المتحدة نزع فتيل الصراعات المتشابكة والمعقدة التي تصاعدت بعدما اغتالت إسرائيل قادة حزب الله في لبنان، وبينهم الأمين العام حسن نصر الله، ويحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس دون إظهار أي علامة على تخفيف هجماتها البرية والجوية.

ومن المقرر أن يتوجه بلينكن أولا إلى إسرائيل، قبل أن يزور دولا أخرى في الشرق الأوسط. وفي حين لم تحدد الخارجية المحطات الإضافية، سبق له أن زار في جولات سابقة دولا عربية وخاصة قطر ومصر الوسيطين الرئيسيين في المفاوضات بشأن غزة.

وأوضح البيان أن بلينكن سيبحث أيضا الترتيبات التي ستتم لما بعد الحرب، التي تعتبر حاسمة للتوصل إلى اتفاق، وسيسعى إلى "حل دبلوماسي" في لبنان حيث تخوض إسرائيل منذ نحو شهر مواجهة مفتوحة مع حزب الله المدعوم من إيران.

وستكون هذه الزيارة الحادية عشرة التي يقوم بها وزير الخارجية الأميركي إلى الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة قبل أكثر من عام، وهي تأتي قبل أقل من ثلاثة أسابيع من الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.

وحذّر بلينكن في زيارته الأخيرة لإسرائيل في أغسطس/آب من أنها قد تكون "الفرصة الأخيرة" لوقف إطلاق النار بناء لمقترح الرئيس جو بايدن.

وكان بايدن أعلن الخميس أنه سيرسل بلينكن إلى إسرائيل، وذلك غداة مقتل السنوار بنيران جنود إسرائيليين خلال عملية عسكرية في جنوب قطاع غزة.

وأكدت حماس مقتل رئيس مكتبها السياسي، مشددة في الوقت ذاته على أنه لن يتم الإفراج عن الرهائن المحتجزين لديها قبل "وقف" الهجوم الذي تشنه إسرائيل في غزة.

وفيما تبذل واشنطن مساع متواصلة لوقف الحرب المستمرة منذ أكثر من سنة في قطاع غزة قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات الرئاسية الأميركية، قال الرئيس جو بايدن الخميس "حان الوقت للمضي قدما" نحو وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحركة حماس، مهنئا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تصفية السنوار.

واتفق بايدن ونتنياهو خلال اتصال هاتفي الخميس على "التعاون"، في وقت يخيم توتر بينهما منذ أشهر بشأن إدارة إسرائيل للحرب التي اندلعت إثر شن حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين 2024.

وقد يؤدي تحقيق اختراق بهذا الشأن إلى دفعة كبيرة لنائبة الرئيس كامالا هاريس المرشحة للانتخابات.

وتخوض هاريس منافسة شديدة مع الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب للفوز في الانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر/تشرين، وهي على يقين بأن الدعم الأميركي لإسرائيل قد يكلفها أصواتا ولا سيما في ميشيغن (شمال)، إحدى الولايات الأساسية والتي تضم مجموعة كبيرة من الأميركيين العرب.

وشكلت الحرب عبئا سياسيا على بايدن وإلى حد ما هاريس، وريثته السياسية، حيث تجاهل نتنياهو مرارا الدعوات الأميركية للقيام بالمزيد لتجنيب المدنيين.

وتحدث دونالد ترامب أيضا مع نتنياهو بشأن مقتل السنوار، مؤكدا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أثبت أنه كان على حق في تجاهل ضغوط بايدن للحد من العمليات العسكرية.

كما اقترح ترامب أنه سيمنح نتنياهو حرية أكبر، قائلا للصحافيين إن بايدن "يحاول إعاقته وربما كان ينبغي له أن يفعل العكس".

والولايات المتحدة هي الشريك العسكري والسياسي الأول لإسرائيل وقدمت لها دعما ثابتا، رغم إبدائها قلقا حيال إدارة نتنياهو للحرب وتنديدها بحصيلة الضحايا المدنيين.

وتوعدت واشنطن هذا الأسبوع بتعليق قسم من مساعدتها العسكرية إذا لم يسجل تحسن في دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المدمر والمحاصر.

وسعى بلينكن أيضا إلى اقناع نتنياهو الذي يترأس ائتلافا هو الأكثر يمينية في تاريخ الدولة العبرية، بالتوصل إلى تسوية عبر التلويح باحتمال التطبيع مع السعودية.

وفي سياق متصل قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية اليوم إن تل أبيب قدمت مقترحا جديدا لوقف "محدود" لإطلاق النار في قطاع غزة لا يشمل انسحاب الجيش من القطاع.
وأضافت الهيئة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أوفد رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار إلى القاهرة الأحد، لمناقشة المقترح مع المصريين.