ترامب ينتقل من التهديد بالعقوبات إلى الأمر بقطع شرايين إيران المالية
واشنطن - أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الخميس بفرض حصار على صادرات النفط الإيرانية، متوعدا بعقوبات ضد أي دولة تستورد الطاقة من طهران، فيما يأتي هذا التصعيد ردا على تعثر المفاوضات النووية بعد تأجيل الجولة الرابعة من المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن برنامج طهران النووي، التي كانت مقررة في العاصمة الإيطالية روما السبت إلى موعد لم يُحدد بعد.
وينذر قرار ترامب بقطع الشريان المالي الحيوي لإيران بتفاقم الأزمة الاقتصادية والمالية التي تئن تحت وطأتها الجمهورية الإسلامية، في خطوة من شأنها أن ترفع في منسوب الاحتقان الاجتماعي وقد تدفع الإيرانيين إلى الاحتجاج.
وفي منشور على منصة 'إكس' قال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي اليوم الخميس "نعمل حاليا على إعادة جدولة الاجتماع الأميركي الإيراني المقرر انعقاده السبت القادم، الموافق 3 مايو/أيار لدواع لوجستية (لم يوضحها)".
وأضاف أنه "سيتم الإعلان عن الموعد الجديد فور الاتفاق عليه من قبل الطرفين". وترافق التأجيل مع انتقادات من إيران لسياسة الولايات المتحدة بحقها.
ووصفت طهران العقوبات الجديدة التي فرضتها واشنطن الأربعاء على سبع شركات ضالعة في بيع النفط الإيراني بأنها "إرهاب اقتصادي"، فيما حذر متحدث وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في بيان اليوم الخميس من مغبة "تصرفات الولايات المتحدة المتناقضة، ومواقفها الاستفزازية".
ووصف بقائي سياسات الولايات المتحدة بأنها "عدائية وغير قانونية ومناهضة للإنسانية ضد الشعب الايراني".
كما اعتبر أن "العقوبات الأميركية الجائرة ضد إيران، تنتهك المبادئ والقواعد الأساسية للقانون الدولي، بما في ذلك مبادئ حقوق الانسان".
وقال المتحدث إن "العقوبات التي فرضت خلال الأيام الأخيرة بذرائع مختلفة ضد أشخاص وشركات إيرانية وغير إيرانية، مؤشر جلي على إصرار الساسة الأميركيين على انتهاك القانون وخرق حقوق ومصالح سائر البلدان".
وقال مصدر مطلع اليوم الخميس إن الولايات المتحدة لم تؤكد مشاركتها في جولة رابعة من المحادثات مع إيران المقررة يوم السبت في روما، مضيفا أن "موعد ومكان الجولة القادمة من المفاوضات لم يتحددا بعد، لكن من المتوقع عقدهما قريبا".
ومنذ 12 أبريل/نيسان المنصرم عُقدت بسلطنة عمان وإيطاليا ثلاث جولات من محادثات غير مباشرة بين واشنطن وطهران، لبحث التوصل إلى اتفاق جديد بشأن الملف النووي الإيراني.
ومفاوضات الجولة المرتقبة هي رابع اجتماع رفيع المستوى بين البلدين منذ انسحاب ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى (2017 - 2021) من الاتفاق النووي التاريخي عام 2018، الذي نص على تخفيف العقوبات الدولية عن إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
والتزمت طهران بالاتفاق لعام كامل بعد انسحاب ترامب منه، قبل أن تتراجع عن التزاماتها تدريجيا. ووصف الرئيس دونالد ترامب حينها الاتفاق بأنه "سيئ" لأنه غير دائم ولا يتناول برنامج إيران للصواريخ الباليستية، إلى جانب قضايا أخرى.
ونتيجة لذلك، أعاد فرض العقوبات الأميركية ضمن حملة "الضغط الأقصى" بهدف إجبار إيران على التفاوض على اتفاق جديد وموسّع.