'بنات ألفة' ينهي غياب نصف قرن للسينما التونسية عن 'كان'

الفيلم التونسي للمخرجة كوثر بن هنية والنجمة هند صبري ينافس على السعفة الذهبية في الدورة السادسة والسبعين للمهرجان السينمائي الدولي.

تونس - يستعد طاقم عمل الفيلم التونسي "بنات ألفة" للمخرجة كوثر بن هنية للمشاركة في فعاليات الدورة السادسة والسبعين من مهرجان كان السينمائي التي تنطلق في السادس عشر من مايو/أيار إلى غاية 27 من نفس الشهر بمدينة كان جنوبي فرنسا.

وبعد غياب السينما التونسية لأكثر من نصف قرن عن مهرجان كان السينمائي الدولي يشارك "بنات ألفة" وهو من إخراج وتأليف كوثر بن هنية ومن إنتاج حبيب عطية ونديم شيخ روحه وبطولة النجمة هند صبري، ضمن المنافسة الرسمية للمهرجان في نسخته للعام 2023.

وقال منتج الفيلم الحبيب عطية إن اختيار "بنات ألفة" ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة التي تتنافس على السعفة الذهبية يعد "حدثا سينمائيا وطنيا هاما"، إذ تعود المشاركة الأخيرة لتونس في مهرجان كان السينمائي إلى عام 1970، حين تنافس فيلم "حكاية بسيطة كهذه" للمخرج الراحل عبداللطيف بن عمار في مسابقة الأفلام الطويلة، وفقا لوكالة تونس أفريقيا للأنباء.

وبمناسبة نجاح ترشح "بنات ألفة" للمسابقة الرسمية لمهرجان "كان" استقبلت وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي يوم 10 مايو/أيار بمقر الوزارة كوثر بن هنية، حيث تقدمت الوزيرة بعبارات التهنئة للمخرجة وكامل فريق العمل.

وذكرت الوزارة بصفحتها على فيسبوك أن "هذا الإنجاز يأتي بعد غياب استغرق 53 عاما للفيلم التونسي في المسابقة الرسمية لمهرجان كان بعد شريط (حكاية بسيطة كهذه) للمخرج الراحل عبداللطيف بن عمار سنة 1970".

وأكدت وزيرة الشؤون الثقافية على أهمية هذا الحدث الذي يدعم ريادة السينما التونسية وهي تحتفل هذا العام بمئويتها، كما يبرز قيمتها عربيا وأفريقيا ودوليا.

وسيكون العرض الرسمي للفيلم في التاسع عشر من مايو/أيار، على أن يعقد مؤتمر صحافي في اليوم التالي مع مخرجته وطاقم العمل.

وأعلن مهرجان كان السينمائي قبل خمسة أسابيع من انطلاق دورته السادسة والسبعين عن قائمة المتنافسين في السباق على السعفة الذهبية، مقدما لمحة عن كل فيلم، حيث كتب في إعلانه عن "بنات ألفة" "تتأرجح حياة ألفة التونسية وهي أم لأربع بنات بين الظل والنور.. وتتصاعد الأحداث باختفاء ابنتها الكبرى... ولتقديم حياة هذه السيدة سينمائيا تستعين المخرجة كوثر بن هنية بأداء ممثلات محترفات حتى ترفع الستار عن قصة ألفة وبناتها" بطريقة تجمع بين الوثائقي والدراما.

ويسلط الفيلم وهو عمل وثائقي روائي الضوء على الفترة الممتدة من 2010 إلى 2020 بما تحمله من صراعات وتقلبات، حيث تنطلق الأحداث من قصة حقيقية لسيدة أربعينية تدعى "ألفة" تصارع الفقر وتشهد سقوط بناتها في مستنقع الإرهاب والتطرف حتى انتهى بهن المطاف في السجن.

وتركز المخرجة في هذه التجربة السينمائية على كيفية تعامل ألفة مع بناتها المراهقات وميولهن نحو التطرف وهروبهن إلى ليبيا للانضمام إلى تنظيم داعش وانتهاء الأمر بهنّ في السجن.

و"بنات ألفة" هو عبارة عن فيلم داخل فيلم حصل على جائزة 10 آلاف دولار من أيام القاهرة لصناعة السينما في الدورة الثانية والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي.

وأعربت النجمة هند صبري عن سعادتها إثر إعلان المهرجان عن قائمة الأفلام المشاركة في نسخته لهذا العام، حيث قامت بنشر بوستر الفيلم على صفحاتها بالمواقع الاجتماعية معلقة عليه بالقول "فخورة وسعيدة باختيار الفيلم التونسي الذي أشارك فيه بنات ألفة بالمسابقة الرسمية لمهرجان كان، أهم مسابقة في العالم! يوم جميل ومهم في تاريخ السينما العربية".

ويعد هذا الظهور الثاني لهند في مهرجان كان بعد مشاركتها الأولى عام 1994 من خلال فيلم "صمت القصور" للمخرجة الراحلة مفيدة التلاتلي والفائز بجائزة الكاميرا الذهبية عن قسم نظرة ما.

وكوثر بن هنية مخرجة تونسية ولدت بسيدي بوزيد ساهمت في إخراج عدد من الأفلام الطويلة والقصيرة والوثائقية وفازت أغلبها في أشهر المسابقات والمهرجانات السينمائية على غرار "زينب تكره الثلج" الذي توج بـ"التانيت الذهبي" في أيام قرطاج السينمائية لسنة 2016 وفيلم "الرجل الذي باع ظهره" الذي ترشح للأوسكار سنة 2021.

وتشهد فعاليات الدورة الـ76 من مهرجان كان السينمائي الدولي التي تنطلق الثلاثاء مشاركة مميزة للسينما العربية التي تنافس على جوائز أغلب مسابقات المهرجان بداية من المسابقة الرسمية، ومرورا بجائزة أسبوع النقاد ومسابقة أفلام الطلبة وقسم نظرة ما.

وتضم قائمة الأعمال المشاركة في مختلف مسابقات الدورة الجديدة أفلاما من أربعة دول عربية هي المغرب والجزائر وتونس والسودان.