بوتين يتنفس الصعداء بعد فوز اردوغان بالرئاسة

الرئيس الروسي من أول المهنئين لنظيره التركي بفوزه بمدة رئاسية جديدة واصفا اياه بالصديق العزيز.
انتصار اردوغان يمثل طوق نجاة بالنسبة لروسيا امام محاولات تشديد العزلة الدولية عليها

موسكو - تنفس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الصعداء بعد إعلان فوز الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بولاية رئاسية جديدة في انتخابات جولة الإعادة الأحد حيث سارع الى تهنئة "صديقه العزيز" قائلا إن الفوز دليل على تقدير الشعب التركي للسياسة الخارجية المستقلة التي ينتهجها أردوغان" فيما يرى مراقبون ان فوز الرئيس الحالي هو انتصار لموسكو التي تسعى لمواجهة العقوبات الغربية وترتبط بعلاقات متينة مع انقرة.
وقال الكرملين إن بوتين وجه رسالة لأردوغان قال فيها إن "الفوز في الانتخابات كان نتيجة طبيعية لعملكم المتفاني كرئيس للجمهورية التركية، وهو دليل واضح على دعم الشعب التركي لجهودكم في تعزيز سيادة الدولة وإدارة سياسة خارجية مستقلة".
وأضاف "نحن نقدر بشدة إسهامك الشخصي في تعزيز العلاقات الروسية التركية الودية والتعاون الثنائي المثمر في مختلف المجالات".
وقال إنه يعلق أهمية كبيرة على المشروعات المشتركة مثل محطة أكويو للطاقة النووية في تركيا، والتي تشيدها شركة روساتوم الحكومية الروسية للطاقة، وإنشاء مركز الغاز الذي اقترحه بوتين في تركيا.

واعلن رئيس الهيئة العليا للانتخابات أحمد ينار فوز الرئيس أردوغان بعد حصوله على 52.14 بالمئة من الأصوات لكن النتائج تظل اولية.
وهنأ ألكسندر لوكاشينكو، رئيس روسيا البيضاء وأحد أقوى حلفاء بوتين، أردوغان بفوزه في الانتخابات وأشاد بالرئيس التركي الذي نجح في الحفاظ على استقرار بلاده بعد زلازل مدمرة في فبراير/شباط.
وقال في بيان أصدره مكتبه الصحفي "أرى أنك شخصية سياسية قوية وقديرة وصديق جيد لروسيا البيضاء".
وأضاف "لدينا مصالح متماثلة في خفض التصعيد على الساحة الدولية ودعم الأمن الغذائي والحل السلمي للنزاعات".
وستكون لفوز اردوغان بالرئاسة تأثير على ملفات متشعبة تعني موسكو، من سوريا الى أوكرانيا فحلف شمال الأطلسي والطاقة.
وعلى رغم التنافس بين إرث الإمبراطوريتين التاريخيتين على ضفتي البحر الأسود، نسج بوتين وإردوغان اللذان يمسك كل منهما بمقاليد الحكم منذ أعوام طويلة، علاقة شخصية وثيقة اكتسبت أهمية أكبر مذ وجدت موسكو نفسها تحت عزلة غربية متزايدة منذ بدء غزوها لأراضي جارتها الغربية أوكرانيا مطلع عام 2022.
وعلى رغم أن تركيا زوّدت أوكرانيا طائرات مسيّرة لمواجهة الغزو، الا انها امتنعت عن الالتحاق بركب العقوبات الغربية ضد موسكو. وأتاح ذلك لأنقرة، معطوفا على العلاقة بين بوتين وإردوغان، أداء دور وساطة في ملفات مرتبطة بالنزاع، خصوصا اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.

وسعى الرئيس التركي الحالي الى لعب دور متوازن بين روسيا واوكرانيا الذي وجه رئيسها فولوديمير زيلينسكي بدوره التهنئة لاردوغان بالفوز بالرئاسة.
وفي المقابل، أثار مرشح المعارضة كليتشدار اوغلو حفيظة روسيا بعدما اتهمها مطلع أيار/مايو بالتدخل في الحملة الانتخابية، وهو ما نفته موسكو بشدّة.
وتعتقد روسيا ان فوز كليشدار سيمثل ضربة قوية لمصالحها في ظرف حساس حيث يمكن ان يؤدي ذلك الى تحسن العلاقات بين أنقرة وبعض حلفائها في الناتو، بعدما شابها توتر على خلفية قيام إردوغان بشراء أنظمة "أس-400" للدفاع الجوي من روسيا، ما أثار انتقادات واسعة من حلفائه خصوصا الولايات المتحدة.