بيبلوس اللبنانية تعلن صمودها في وجه الحرب ببرمجة شبابية

مهرجانات بيبلوس الدولية تعلن برنامجها الصيفي تحديا للصعوبات وتغليبا للغة الفرح والسعادة وحب الحياة.

جبيل (لبنان) - أعلنت مهرجانات بيبلوس الدولية اللبنانية، الاثنين، برنامجا يغلب عليه الطابع الشبابي لدورتها المقبلة خلال الصيف، بالتزامن مع احتدام الحرب بين إسرائيل وإيران، ما يضع مصير المهرجانات الفنية اللبنانية على المحك، وهو ما تُرجم بإعلان أحدها "تعليق" إقامة نسخته هذه السنة.

وبعد ساعات قليلة على إعلان مهرجانات بيت الدين اللبنانية الاثنين "تعليق" إقامة دورتها هذه السنة بسبب "الظروف السياسية والأمنية" التي "تُعيق مشاركة الفنانين الأجانب" فيه، أكد رئيس لجنة مهرجانات بيبلوس الدولية رافايل صفير خلال مؤتمر صحافي في مدينة جبيل (بيبلوس) الساحلية إلى الشمال من بيروت المضي في تنظيم الحدث من 5 إلى 10 أغسطس/آب المقبل.

وشدّد على أن "دقة المرحلة كانت حافزا" لدى المنظمين "لتحدي الصعوبات وتغليب لغة الفرح والسعادة وحب الحياة".

وقال صفير في تصريح لوكالة فرانس برس "عندما وجدنا أن في استطاعتنا وضع برنامج شبابي وجيد، قررنا المضيّ في إقامة المهرجان، وسرعان ما جاءنا التشجيع من الجمهور من خلال كثافة الإقبال على شراء التذاكر منذ طرحها للبيع".

وأفادت صاحبة شركة "إن أكشن إيفنتس" التي تتولى تنظيم المهرجان إنتاجيا وإدارته فنيا سينتيا وردة لوكالة فرانس برس "نحن متفائلون (…) وماضون في المهرجان ما دام لبنان بمنأى عن الخطر المباشر، وما دامت حركة الطيران قائمة".

وأشار صفير خلال المؤتمر الصحافي إلى أن برنامج المهرجانات لهذه السنة "يتضمن أمسيات متنوعة في تفاعل خلّاق للأذواق والفنون والانفتاح على كل إبداع محلي وعالمي"، موضحا أنه يتوجه إلى "جمهور واسع من ذواقة الجيل الماضي وجيل الشباب".

وتُفتتح مهرجانات بيبلوس في الخامس من 5 أغسطس/آب المقبل للمرة الثالثة بحفلة للمؤلف والعازف اللبناني غي مانوكيان.

وفي 8 أغسطس/آب، حفلة شبابية يُحييها منسّق الموسيقى "دي جاي" البلجيكي فيليكس دو ليت المعروف باسم "لوست فريكونسيز" Lost Frequencies، أحد أبرز وجوه الموسيقى الإلكترونية راهنا.

وفي اليوم التالي، سيكون الجمهور على موعد مع الفرنسي من أصل جزائري سليمان نبشي المعروف فنيا باسم سليمان Slimane الذي حقق شعبية أخذت في الاتساع منذ فوزه عام 2016 ببرنامج "ذي فويس"، واشتهر بصوته الفريد في الغناء باللغة الفرنسية. ومثّل سليمان فرنسا في مسابقة "يوروفيجن" للأغنية الأوروبية العام الماضي وحل في المركز الرابع.

وتختتم المهرجانات في 10 أغسطس/آب بحفلة للأميركية من أصول فرنسية – هايتية فيكتوريا نايكا ريشار المعروفة فنيا بنايكا Naika، التي تُمثل "موجة جديدة من الفن الحرّ، المتجذّر في ثقافات متنوعة والمنفتح على العالم"، من خلال "مزجها بين موسيقى البوب العالمية والتأثيرات الإفريقية-الكاريبية"، بحسب الملف الصحافي لمهرجانات بيبلوس.

وقالت سينتيا وردة "لقد حصلنا على تأكيدات من الفنانين الآتين من خارج لبنان للمشاركة في المهرجان أنهم سيحضرون فعلا وهم متحمسون جدا للمجيء إلى جبيل".

وقبل التطورات الأخيرة، أعلنت مهرجانات بعلبك الدولية حصر برنامجها لهذا الصيف بعملين كبيرين، أحدهما صيغة جديدة من إنتاجها لأوبرا "كارمن"، والثاني حفلة غامرة بلمسات رحبانية للمغنية اللبنانية هبة طوجي. ولم يصدر بعد عن المنظمين أي توضيح لمصير هذه المهرجانات في ضوء المستجدات.

وتأثرت المهرجانات الفنية العام الماضي بدرجات متفاوتة بسبب المواجهات بين إسرائيل وحزب الله على خلفية الحرب في قطاع غزة عقب هجوم غير مسبوق على إسرائيل شنّته حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وبينما أقيمت مهرجانات بيبلوس، غابت مهرجانات بيت الدين أيضا، في حين شكّلت حفلة موسيقية واحدة أقيمت في ضواحي بيروت بديلا "رمزيا" من إقامة مهرجانات بعلبك ببرنامجها المعتاد وفي موقعها المألوف.