بيت الحكمة يصدر مذكرات تعرف بتاريخ تونس

المؤرخ التونسي محمد العربي السنوسي يترجم كتابا لنيكولا بيرانجي يتناول تفصيليا التاريخ السياسي للبلاد التونسية منذ سنة 1684.

تونس - صدر حديثا عن المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون "بيت الحكمة"، كتاب بعنوان "مذكرات تسهم في التعريف بتاريخ تونس منذ سنة 1684" وهو الترجمة العربية لمذكرات التاجر الفرنسي الذي عاصر ثلاثا من البايات المراديين التونسيين، "نيكولا بيرانجي /Nicolas Béranger" ، والتي ترجمها المؤرخ التونسي محمد العربي السنوسي.

وجاء الكتاب في 174 صفحة من الحجم المتوسط، وقد وشح غلافه بصورة لجامع الزيتونة المعمور خلال القرن السابع عشر.

وفي تقديمه للكتاب، أشار محمد العربي السنوسي إلى أن المذكرات "تناولت تفصيليا التاريخ السياسي للبلاد التونسية من أكتوبر/تشرين الأول 1684 إلى منتصف شهر يونيو/حزيران من سنة 1706".

وعرف صاحب المذكرات "بفترات ثلاث بايات من المراديين وهم محمد باي (1686-1696) ورمضان باي (1696-1699) ومراد الثالث (1699-1702)، وفق ما نشرته وكالة تونس أفريقيا للأنباء.

وقدم نيكولا بيرانجي هذه التفاصيل التاريخية من خلال تجربته في تونس، إذ أن بيرانجي تاجر فرنسي (1631-1707)، قدم إلى تونس في عام 1684 وتعرف على العديد من الشخصيات الفاعلة سياسيا واقتصاديا في البلاد من دايات وبايات وتجار وممثلي دول أجنبية وسكان وغيرهم، وكتب هذه المذكرات التي توثق أحداثا عاصرها وقصصا سمعها ممن عاشرهم، ولم يسعفه الحظ لنشرها قبل وفاته.

وتم نشر هذه المذكرات التي منح مخطوطها القنصل الفرنسي "أوجي دي سورهايند/ Auger de Sorhainde" سنة 1708 للرحالة الفرنسي "بول لوكاس/ Paul Lucas"، مرتين، الأولى على يد بول لوكاس الذي نشرها سنة 1712 مع العديد من الوثائق الأخرى التي تتحدث عن المشرق الإسلامي، دون أن يذكر كاتبها، والثانية على يد عالم الاجتماع والمؤرخ التونسي الفرنسي "بول صباغ/ Paul Sebag" سنة 1993، وقد نشرها مرفقة بمقدمة توضيحية تضع النص في سياقه التاريخي.

وتضم النسخة العربية من المذكرات 26 مقالا، تؤطرها مقدمة للمترجم، تضع الأثر في سياقه وتوضح دوافع ترجمتها، خاصة وأنها تتعرض حسب الكاتب إلى الفترة الانتقالية بين "نهاية الدولة المرادية وقيام الدولة الحسينية بطابعها التونسي".