"بيت الفكر والإبداع" يكرم شخصيات نسائية ثقافية

الندوة تكرم منجية السوايحي النفزي الباحثة في العلوم الإسلامية وعواطف البلدي الإعلامية المتخصصة بالشأن الثقافي بالصحافة المكتوبة.
إسهام عواطف البلدي في المجال الثقافي يشي بحنكة وخبرة
الاحتفال جاء عربون ود وتكريما لهاتين السيدتين ردا لجميل ما قامتا به 
إسهامات تبرز من خلال ما قدمتاه إلى المرأة بصفة عامة والمرأة التونسية على وجه الخصوص

في إطار الاحتفال باليوم العالمي للمرأة نظمت المكتبة المغاربية ببن عروس وجمعية "أحباء المكتبة والكتاب" - التي ترأسها فتحية شعبان، والقاصة والناقدة هيام الفرشيشي المشرفة على النشاط الثقافي "بيت الفكر والإبداع" بفضاء المكتبة - ندوة تكريمية لنساء تونسيات كان لهن الدور الفعال في مختلف فنون الحياة وضروبها، وذلك بحضور كل من فوزي قيراط مدير البرمجة الثقافية بالمندوبية الجهوية ببن عروس وممثل المندوب الجهوي للثقافة معز بربورة  عن المندوبية الثقافية ببن عروس وثلة من الأساتذة والباحثين. 
وتمثلت هذه الندوة في تكريم الدكتورة منجية السوايحي النفزي الباحثة في العلوم الإسلامية والعضو في الهيئة المديرة لاتحاد المرأة التونسية، والناشطة بالمجتمع المدني، وعواطف البلدي الإعلامية المتخصصة بالشأن الثقافي بالصحافة المكتوبة بجريدة "الشارع المغاربي".
وجاء هذا الاحتفال عربون ود وتكريم لهاتين السيدتين ردا لجميل ما قامتا به في المشهد العلمي والإعلامي في الفضاء التونسي، حيث تبرز إسهامات كل منهما من خلال ما قدمتاه إلى المرأة بصفة عامة، والمرأة التونسية على وجه الخصوص. 
ومنجية السوايحي النفزي أستاذة تعليم عال بجامعة الزيتونة، كما أن لها عدة مشاركات في مؤتمرات دولية وندوات وطنية، وهي مكلفة بحقوق المرأة والطفولة وكبار السن في الاتحاد الوطني للمرأة التونسية، علاوة على ثراء مدونتها النقدية التي شملت ثلاثمائة مقال وست مدونات تضمن أغلبها موضوع قضايا المرأة بصفة عامة. وهذا لا يعني تخلي منجية عن الإسهام في القضايا الكبرى التي شغلت العالم مؤخرا، والمتمثلة أساسا في الإرهاب وما ألحقه من ضرر في المجتمعات والبلدان. 

وأخذت منجية على عاتقها مسؤولية التصدي لمثل هذه الظاهرة، إن كان على شكل تدوينات، أو مشاركات في مؤتمرات أو الانخراط في العمل الميداني من خلال إقامة ورشات تعنى بهذه الظاهرة محاولة الدفاع عن النفس البشرية التي حرم الله قتلها. فكان شأن المرأة هو الأساسي بالنسبة إلى منجية السوايحي، وامتلاكها لمدونة ثرية تخوض في حقوق المرأة وكل ما يمكن أن يضمن لها العيش الكريم منطلقة من اختصاصها في مجال العلوم الشرعية.
فما هذا التكريم الذي أرادته كل من مديرة المكتبة الجهوية ببن عروس، والمشرفة على "بيت الفكر والإبداع"، إلا تتويجا لمسيرة نضال مستمرة لا تزال منجية تحفر خطاها في الفضاء التونسي.
وقد كان للصحفية عواطف البلدي نصيب من هذا التكريم، وذلك لمساهمتها في إضاءة المشهد الثقافي بالبلاد التونسية، من خلال اهتمامها بالصفحات الثقافية في جريدة "الشارع المغاربي" والمعنونة "بالشارع الثقافي". وتمثلت مساهمتها من خلال إنشاء حوارات مع مثقفين تونسيين، وعرب، ومن كان لهم إسهام كبير في المشهد الثقافي بصفة عامة والإبداعي على وجه الخصوص.
ورغم تحدث المحتفى بها عن اختلاف مشاربها العلمية، فهي خريجة معهد الصحافة تخصص صحافة سياسية، إلا أن إسهامها في المجال الثقافي يشي بحنكة وخبرة مما أضفى على صفحتها إشعاعا بارزا منقطع النظير، يبرز ذلك عند تصفح محتوى الجريدة والنظر في عناوين المقالات التي عادة ما تحمل في طياتها سجالا ابستيمولوجيا وأنطولوجيا يخدم الفضاء الثقافي والمعرفي بشكل مهم، مثيرا جدالا ظننا أنه اندثر لنعترف أننا إزاء صحفية سيمتها الأساسية هي الامتياز والتميز، وإبراز دور المرأة التونسية، كما يجب لها أن تكون امرأة مثقفة وواعية راعية لحقوقها ومدافعة عن حريتها.
في الأخير لا يسعنا إلا أن نشيد بدور "بيت الفكر والإبداع" الذي تشرف عليه قاصة وناقدة تحظى بعلاقات واسعة في الساحة الثقافية وتثير الإشكالات الفكرية وتحرك السواكن وهي هيام الفرشيشي، كما نقر بدور فتحية شعبان مديرة المكتبة المغاربية بن عروس لاحتضانها المشاريع الثقافية الجادة عبر الندوات والورشات وحسن التنظيم والتسيير. ونذهب إلى ما ذهب له الشاعر الفلسطيني "محمود درويش" ونقول الجميلات هن القويات، ولا يمكننا إلا أن نشكر القائمين على إنجاح مثل هذه التظاهرات في فضاء المكتبة الجهوية ببن عروس.