بيونغيانغ تفاقم التوتر مع سيول بتفجير مكتب التنسيق

مجلس الأمن القومي الكوري الجنوبي يهدد برد قوي إذا 'واصلت بيونغيانع القيام بخطوات تفاقم الوضع'.
كوريا الشمالية تقطع أواصر الاتصال مع جارتها الجنوبية
بروكسل تحذر بيونغيانغ من خطوات 'استفزازية' جديدة
الكرملين يدعو إلى ضبط النفس عقب تصعيد بيونغيانغ

سيول - فجرت كوريا الشمالية الثلاثاء مكتب الارتباط مع كوريا الجنوبية في مدينة كايسونغ على جانبها من الحدود، بعد أيام من تصعيد بيونغ يانغ لهجتها حيال سيول.

ويأتي تفجير المكتب بعد إعلان كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جون اون في نهاية الأسبوع "قريبا سيظهر المشهد المأساوي لمكتب التنسيق المشترك بين الشمال والجنوب وهو منهار تماما".

وأظهرت المشاهد التي نشرها القصر الرئاسي الكوري الجنوبي انفجارا يمتد إلى عدة مبان عبر الحدود في كايسونغ، مع انهيار برج قريب جزئيا وتصاعد سحب الدخان في السماء.

وأسف الاتحاد الأوروبي الثلاثاء لما حدث على حدود الكوريتين، داعيا بيونغ يانغ إلى الكف عن توسل لهجة عسكرية والامتناع عن أي إجراء استفزازي جديد.

وقالت المتحدثة باسم وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل في بيان، إن "تدمير كوريا الشمالية لمكتب الارتباط بين الكوريتين في كايسونغ اليوم، إضافة إلى تنامي خطابها العسكري وقطع خطوط الاتصال الرسمية مع سيول هي أمور غير مقبولة، وينبغي تجنب إي إجراء استفزازي وضار جديد".

وتابعت المتحدثة أن الخطوات التي اتّخذتها كوريا الشمالية مؤخرا "ترفع منسوب التوتر وتزعزع الاستقرار وتقوّض الجهود الرامية إلى إيجاد حل دبلوماسي في شبه الجزيرة الكورية".

ويرى محللون أن بيونغ يانغ تسعى إلى خلق أزمة مع سيول في وقت لا تزال المفاوضات بشأن الملف النووي مع واشنطن متوقفة.

وبعد اجتماع طارئ أعلن مجلس الأمن القومي الكوري الجنوبي أنه "سيرد بقوة"، إذا "واصلت بيونغيانغ القيام بخطوات تفاقم الوضع".

وأضاف "كل مسؤولية التداعيات الناجمة عن هذا العمل تقع على عاتق الشمال".

وقال مكتب المتحدث باسم وزارة التوحيد "كوريا الشمالية فجرت مكتب الارتباط في كايسونغ عند الساعة 14.49" بالتوقيت المحلي. ويتولى هذا المكتب إدارة العلاقات بين الكوريتين.

وصدر البيان بعد دقائق على سماع دوي انفجار ورؤية سحب الدخان تتصاعد من مدينة كايسونغ الصناعية، حيث يقع مكتب الارتباط على الحدود، كما أوردت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية نقلا عن مصادر لم تحددها.

وافتُتح مكتب الارتباط الواقع في منطقة صناعية حيث كانت شركات من الجنوب توظف عمالا من الشمال في سبتمبر/أيلول 2018، قبل أيام على مغادرة الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن إلى بيونغيانغ لعقد القمة الثالثة مع كيم.

وكان حوالى عشرين مسؤولا من كل جانب يعملون في المكتب على مدى أشهر، لكن العلاقات بين الكوريتين توترت اثر انهيار قمة هانوي بين كيم والرئيس الأميركي دونالد ترامب في فبراير/شباط 2019.

وعلقت مهامه في يناير/كانون الثاني بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد.

في موسكو دعا الكرملين الثلاثاء إلى ضبط النفس. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين، "هذا مصدر قلق ونحث جميع الأطراف على ضبط النفس"، مضيفا أن روسيا ستراقب الوضع عن كثب.

كوريا الشمالية بدأت دوامة استفزاز مع مراحل من التصعيد

ومنذ مطلع الشهر، كثفت بيونغيانغ الإدانات اللاذعة إزاء جارتها وخصوصا ضد المنشقين الكوريين الشماليين الذين يرسلون من الجنوب منشورات دعائية عبر المنطقة المنزوعة السلاح إلى الشمال.

والأسبوع الماضي أعلن النظام الكوري الشمالي عن قطع قنوات الاتصال السياسية والعسكرية مع "العدو" الكوري الجنوبي.

وقال ليف اريك ايزلي الأستاذ في جامعة اوها في سيول، إن "كوريا الشمالية بدأت دوامة استفزاز مع مراحل من التصعيد" واصفا تفجير مكتب الارتباط بانه "ضربة رمزية للمصالحة بين الكوريتين والتعاون".

وأضاف أن "نظام كيم يوجه أيضا رسالة مفادها أن الولايات المتحدة لن تحظى بامتياز تأجيل التعامل مع ملف كوريا الشمالية خلال ما تبقى من السنة".

رسائل كوريا الجنوبية تفجر غضب الشق الشمالي
رسائل كوريا الجنوبية تفجر غضب الشق الشمالي

توتر العلاقات

ومنذ أن نددت بيونغيانغ بإرسال منشورات من الجنوب، أطلقت سيول ملاحقات قضائية بحق مجموعتين من المنشقين الكوريين الشماليين بتهمة إرسال هذه البيانات الدعائية من الجانب الآخر من الحدود.

وتتضمن المنشورات التي غالبا ما تعلق على بالونات تصل إلى الأراضي الكورية الشمالية أو توضع في زجاجات في النهر الحدودي، عادة انتقادات لأداء الزعيم كيم جون اون في مجال حقوق الإنسان أو طموحاته النووية.

وفي وقت سابق الثلاثاء أفادت وسائل إعلام كورية شمالية رسمية أن جيش البلاد "في جاهزية كاملة" للتحرك ضد كوريا الجنوبية.

وقالت هيئة أركان الجيش الشعبي الكوري الشمالي الثلاثاء إنها "تعمل على خطة تحرك لتحويل خط الجبهة إلى قلعة"، كما نقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية.

والاثنين، حث الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي ان مهندس التقارب عام 2018، الشمال على عدم "ترك نافذة الحوار مغلقة".

وانتهت الحرب الكورية (1950-1953) بهدنة وليس اتفاق سلام ما يعني أن البلدين الجارين لا يزالان عمليا في حالة حرب.

والأسبوع الماضي انتقد الشمال ترامب في معرض تنديد واسع بالولايات المتحدة في الذكرى الثانية لقمة سنغافورة، حيث اتهم وزير الخارجية الكوري الشمالي ري سون غوون واشنطن بالسعي إلى تغيير النظام في بلاده.

ويشدد دبلوماسيون على القول أنهم يعتقدون بأن كيم وعد في سنغافورة بالتخلي عن ترسانته النووية، وهو ما لم تقم بيونغيانغ بأي خطوة في اتجاهه.

ويخضع الشمال لعقوبات دولية بسبب برنامجه للأسلحة النووية المحظورة.

ويعتقد الشمال انه يستحق الحصول على امتيازات بسبب تجميده التجارب النووية والبالستية وتفكيك موقع للتجارب النووية إلى جانب إعادة مواطنين أميركيين كانوا مسجونين لديه ورفات جنود قتلوا في الحرب الكورية.

وقال شيونغ سونغ شانغ مدير معهد سيجونغ للدراسات الكورية الشمالية، إن "كوريا الشمالية غاضبة لفشل الجنوب في عرض خطة بديلة لإحياء المحادثات بين الولايات المتحدة وبيونغيانغ، أو حتى خلق ظروف مؤاتية لتحريكها".

وأضاف "لقد خلصت إلى أن الجنوب فشل كوسيط في العملية".