تاريخ العنصرية الأميركية يعيد نفسه في "بلاك كلانزمان"

فيلم المخرج سبايك لي يدور حول العلاقات بين الأعراق في الولايات المتحدة على مدى عقود، من خلال القصة الحقيقية لرجل شرطة أسود استطاع اختراق جماعة كو كلوكس كلان العنصرية في السبعينيات.
فيلم يمزج بين التهكم والتعليقات السياسية الصارمة
مواجهة غاضبة وساخرة وصريحة وعبقرية للحقيقة
الفيلم يربط بين إدارة ترامب وأنشطة المتعصبين من ذوي البشرة البيضاء

لوس أنجليس - استقبلت شاشات السينما العالمية ابتداء من الجمعة 10 اغسطس/آب فيلما جديدا للمخرج الأميركي الشهير المرشح للأوسكار سبايك لي بعنوان "بلاك كلانزمان"، يدور حول مناهضة العنصرية في الولايات المتحدة في عهد ترامب.
ويقدم الفيلم القصة الحقيقية لرجل شرطة أسود استطاع اختراق جماعة كو كلوكس كلان العنصرية في السبعينيات، فأثناء التوترات التي تسببت فيها حرب فيتنام في الولايات المتحدة، والاحتجاجات الطلابية وصعود المتعصبين من ذوي البشرة السمراء، تمكن المخبر السري الأميركي من أصول إفريقية رون ستولورث، ببراعة من اختراق المنظمة العنصرية.
وفي نهاية القصة يصبح لدى ستولورث بطاقة عضوية في المنظمة، بحسب ما يطلق عليها في الفيلم الذي يمزج بين التهكم والتعليقات السياسية الصارمة.
يشارك في بطولة الفيلم توفر غريس، وآدم درايفر وجون ديفيد واشنطن اللذان حظيا بإشادة أهم النقاد على موقع (روتن توميتوس) الإلكتروني المتخصص في تقييم الأفلام والنقد الفني. ووصف العديد من النقاد الفيلم بأنه أفضل أفلام لي منذ أعوام.
ووصفت صحيفة نيويورك تايمز "بلاك كلانزمان" بأنه "مواجهة غاضبة وساخرة وصريحة وعبقرية للحقيقة. إنه ساعة منبهة تدق وسط كابوس تاريخي".

ويرى سبايك لي أن قصة الفيلم ليست شيئا من الماضي، بل هي عمل يساعد على تسليط الضوء على الأحداث الجارية التي تتكشف في الولايات المتحدة، مع ربط الفيلم بين إدارة ترامب من ناحية، وأنشطة المتعصبين من ذوي البشرة البيضاء.
وقال لي إنه يريد من الرئيس دونالد ترامب أن يشاهد فيلمه الجديد لأنه مثير للشجون وساخر في الوقت نفسه ويدور حول العلاقات بين الأعراق في الولايات المتحدة على مدى عقود.
وأضاف لي إن توقيت عرض الفيلم اختير خصيصا ليوافق الذكرى السنوية للاشتباكات العنيفة التي وقعت في يومي 11 و12 من اغسطس/آب 2017 بين قوميين بيض ومحتجين مناهضين للعنصرية في تشارلوتسفيل بولاية فرجينيا وراحت ضحيتها امرأة.
وأثار ترامب انتقادات واسعة العام الماضي بعدما ألقى باللوم في العنف على الطرفين. ويتضمن الفيلم مقاطع إخبارية مصورة للاحتجاجات.
وقال لي في العرض الأول لفيلمه في بيفرلي هيلز الأربعاء 8 اغسطس/آب: "أريد أن يشاهده الرجل الموجود في البيت الأبيض أيضا".
وأضاف في إشارة للأحداث التي وقعت في تشارلوتسفيل "عندما رأيت العمل المروع للإرهاب المحلي الذي ترعرع في أميركا أدركت على الفور أنني أريد أن أفعل ذلك.. إخراج الفيلم".

تاريخ العنصرية الأميركية يعيد نفسه في "بلاك كلانزمان"
جون واشنطن في دور المخبر السري رون ستولورث

ويعتقد لي أن رسالة الفيلم يجب أن تكون دعوة للاستيقاظ موجهة لبقية العالم، محذرا من أن أنشطة اليمين الراديكالي لم تكن مقتصرة على الولايات المتحدة.
وقال إن "هذا هراء موجود في العالم بأسره... يجب أن نستيقظ. لا يمكننا أن نظل صامتين."
وأوضح الممثل توفر غريس، الذي يجسد دور ديفيد ديوك زعيم "كو كلوكس كلان" في السبعينيات إن طاقم الفيلم صعق بشدة الصلة بين الفيلم والأحداث التي وقعت أثناء التصوير.
وتابع "يصبح التوقيت ملائما أكثر فأكثر مع كل ثانية تمر. وينبغي ألا يكون الفيلم متماشيا مع ما يحدث الآن أكثر من الوقت الذي تدور فيه الأحداث لكنه كذلك للأسف".
وفاز "بلاك كلانزمان" بالجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي في مايو/أيار العام الجاري، وهي الجائزة التي تلي السعفة الذهبية.