تحذير: موارد الأرض الطبيعية في خطر

الانسان لا يزال يسيء استخدام كوكبه على نطاق واسع

غلان (سويسرا) - يفرط سكان الارض في استغلال موارد كوكبهم الطبيعية بمعدل يهدد اذا ما استمر بالتأثير على مستوى معيشتهم وتنميتهم الذي قد يبدأ في الانحدار اعتبارا من عام 2030 كما جاء في تقرير لمنظمة "دبليو.دبليو.اف" الدولية للدفاع عن البيئة.
واوضح التقرير الذي صدر الثلاثاء في غلان ان استخدام الموارد الطبيعية يتجاوز بمقدار 20% قدرة الكوكب على تجديدها وهذه النسبة في زيادة مطردة.
وفي عام 2050 سيصل معدل الاستهلاك العالمي الى بين 180 الى 220% من الطاقة البيولوجية للارض استنادا الى ارقام المنظمة المدافعة عن البيئة التي تطالب الحكومات باتخاذ اجراءات عاجلة.
وفي تقريرها "كوكب حي" الذي يصدر كل عامين تشير المنظمة الى ان كل واحد من سكان الارض البالغ عددهم ستة مليارات نسمة يجب ان يكون له 1.9 هكتار من الاراضي والبحار المنتجة للموارد.
لكن "البصمة البيئية" اي معدل استهلاك الموارد الطبيعية يبلغ في المتوسط
3،2 هكتارا للفرد اي اكثر بنسبة 0.4 هكتار من الموارد المتوفرة.
وهذه النسبة تختلف ايضا باختلاف القارات فبينما لا يحصل سكان افريقيا او اسيا سوى على 1.4 هكتار للفرد في المتوسط تصل هذه النسبة الى 5 هكتارات للاوروبي الغربي و9.6 لسكان اميركا الشمالية.
ويظهر مؤشر "كوكب حي" الذي وضعته منظمة دبليو.دبليو.اف ويشمل تحليلا لتطور اعداد المئات من الفصائل الحيوانية وجود تراجع بنسبة 35% خلال السنوات الثلاثين الماضية. بل ان تراجع فصائل المياه العذبة بلغ 54% بالنسبة لـ195 نوعا من الحيوانات التي تعيش في الانهار او في المناطق الرطبة.
ويوضح كلود مارتن المدير العام للمنظمة الدولية في مؤتمر صحافي "انها عاقبة ما تلحقه البشرية ببيئة الكوكب".
وحملت المنظمة الدول الغنية والصناعية الجزء الاكبر من المسؤولية بسبب استهلاكها المفرط للطاقة. وقالت ان "البصمة البيئية للاوروبي تبلغ حوالي نصف بصمة الاميركي".
وتعتبر دولة الامارات العربية المتحدة اكبر مستهلك للموارد الطبيعية مع "بصمة بيئية" تزيد عن عشرة هكتارات تليها الولايات المتحدة وكندا ونيوزيلاندا.
وتاتي موزمبيق وبوروندي وبنغلادش وسيراليون في الترتيب الاخير مع اقل من 0.5 هكتار للفرد.
وقال جوناثان لوه احد واضعي تقرير "كوكب حي" "لا نعرف بالتحديد الى اين ستقودنا التجاوزات في استهلاك موارد الطبيعة. والقمة العالمية للتنمية المستديمة (الموضوع الرسمي لقمة الارض الثانية التي ستعقد في نهاية اب/اغسطس في جوهانسبورغ) تتيح للزعماء السياسيين فرصة رائعة للتصدي للاسباب العميقة لعجزنا عن السيطرة على ما علينا من ديون للموارد الطبيعية".