تحرير مطار الحديدة بجهد أقل وخسائر جمة للحوثيين

الشحي يعلن سقوط أكثر من 250 قتيلا في صفوف الميليشيات الانقلابية وعشرات الأسرى في الحديدة يوم تحرير المطار.
ميليشيات الحوثي الانقلابية تفرض حالة طوارئ في عدة مناطق
تراخي الحوثيين يعجل بالحسم العسكري
قوات التحالف مصرة على حسم المعركة بسرعة

صنعاء ـ اعلن ضابط كبير في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن الاربعاء ان القوات الموالية للحكومة اليمنية والمدعومة من التحالف العسكري سيطرت على مطار الحديدة "بالكامل".

وفي شريط فيديو نشرته وكالة الانباء الاماراتية على حسابها على موقع تويتر الاربعاء قال العميد الركن عبد السلام الشحي، قائد قوات التحالف في الساحل الغربي لليمن "تم  تحرير مطار الحديدة بمشاركة الوية العمالقة وباسناد من قوات التحالف"، مشيرا انه "تم تطهير المطار بالكامل (من الحوثيين) والسيطرة عليه".

وقال الشحي ان معركة تحرير المطار كانت بجهود أقل وأن خسائر الحوثيين من القتلى تقدر بالمئات منذ انطلاق المعارك، مشيرا إلى سقوط أكثر من 250 قتيلا في صفوف الميليشيات الانقلابية و87 أسيرا في الحديدة يوم تحرير المطار.

أوضح الشحي أن ميليشيات الحوثي تستخدم المدنيين دروعا بشرية، وأن دبابة حوثية تمركزت وقصفت المطار من منزل مدني، فيما شدد على أن قوات التحالف العربي تستهدف الأهداف العسكرية فقط وتتجنب الأهداف المدنية.

وأشار إلى أن المساعدات الإنسانية ستتدفق على الحديدة بالتوازي مع العملية العسكرية المتواصلة وفق الخطط الموضوعة، مؤكدا أن تحرير مطار الحديدة هو جزء من خطة متكاملة لتحرير كامل المدينة.

 قالت القوات الحكومية الثلاثاء إن 123 مسلحا من جماعة الحوثي سلموا أنفسهم للقوات الحكومية في الحديدة غربي اليمن بحسب مصدر عسكري.

ونقل موقع "سبتمبر نت" الناطق باسم القوات الحكومية عن المصدر (لم يسمه)، قوله إن "123 عنصراً من مليشيا الحوثي بينهم قيادات ميدانية، سلموا أنفسهم للجيش في معركة تحرير مطار الحديدة".

ولم يورد المصدر تفاصيل أكثر عن القادة الميدانيين الحوثيين الذين "سلموا أنفسهم"  كما لم يصدر أي تعليق فوري من جانب الجماعة يؤكد أو ينفي ذلك.

وهدأت وتيرة المعارك بين قوات العمالقة الحكومية، وقوات المقاومة التهامية المسنودة بقوات التحالف العربي، بقيادة السعودية، من جهة، والحوثيين من جهة أخرى. يأتي ذلك فيما قال رئيس الحكومة اليمنية أحمد بن دغر إن الحوثيين "رفضوا كل فرص السلام وأصروا على مواصلة الحرب".

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه بن دغر بمحافظ الحديدة، الحسن طاهر، هنأه بالانتصارات الميدانية في المحافظة، وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية.

وأكد رئيس الحكومة اليمنية أن "المليشيا رفضت كل فرص السلام والقبول بتنفيذ القرارات الدولية". وأضاف أن جماعة الحوثي أصرت على "مواصلة حربها ضد أبناء الشعب اليمني وتدمير مقدراته وبنيته التحتية".

ودعا أبناء الحديدة للوقوف إلى جانب السلطة الشرعية ومساندة الجيش في "القضاء على المليشيا وعدم السماح لها بالتمركز داخل الأحياء والمساكن حفاظا على حياتهم".

عزم على تحرير الحديدة من الانقلابيين

وقال سكان بالمدينة الاستراتيجية الواقعة على البحر الأحمر إن المعارك تستعر على الطريق الساحلي الواصل بين المطار ووسط المدينة المكتظ بالسكان مشيرين إلى أن طائرات هليكوبتر أباتشي تابعة للتحالف المدعوم من الغرب تقدم دعم جويا.

وستمثل السيطرة على المطار مكسبا مهما للتحالف الذي تقوده السعودية والإمارات اللتان تعهدتا بهجوم سريع على المدينة لتفادي تعطيل المساعدات التي تصل عبر الميناء الرئيسي بالبلاد.

وفرضت ميليشياث الحوثي الانقلابية حالة طوارئ، مساء الثلاثاء، في بعض أحياء مدينة الحديدة، مع انتشار كثيف لمسلحيها وسط الأحياء السكنية، بعد فرارهم من المطار عقب هزيمتهم وتحريره على أيدي قوات الشرعية اليمنية، بدعم من التحالف، وفق ما أفاد سكان محليون.

واندلعت، الثلاثاء، مواجهات عنيفة بين الجيش اليمني ومسلحي الحوثي، في مديرية نهم شرقي العاصمة صنعاء، تزامناً مع معارك الحديدة غربي البلاد. وقال صالح القطيبي، نائب رئيس المركز الإعلامي للقوات الحكومية، إن مواجهات عنيفة اندلعت، اليوم، في عدة جبهات بنهم".

ولفت القطيبي، إلى أن الجيش استعاد مواقع عسكرية بينها تلال في منطقة المدفون، وتلال النهدين، وأجزاء من جبل قرن ودعة (الاستراتيجي)، وهي مناطق شهدت معارك عنيفة الأشهر الماضية.

وعاد مارتن غريفيث مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن إلى صنعاء يوم السبت بعد أربعة أيام من بدء هجوم الحديدة بهدف وقف القتال لكن شهودا ذكروا أن جريفيث غادر صنعاء الثلاثاء دون أن يدلي بتعقيب تاركا التساؤلات عن أي تقدم دون أجوبة.

ونفى محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي أن تكون المحادثات مع جريفيث تركزت على تسليم الميناء وقال "هذا الطلب غير واقعي".

وقال "لقد ناقش المبعوث الدولي في كل زياراته موضوع الحل السياسي الشامل على المستوى الداخلي والإقليمي والترتيبات العسكرية والأمنية في مختلف الجبهات وليس جبهة الحديدة فقط".

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في تصريح للصحفيين إن غريفيث سيتوجه إلى مدينة جدة السعودية للاجتماع مع مسؤولي التحالف والحكومة اليمنية.

كان التحالف الذي تقوده السعودية قد تدخل في حرب اليمن عام 2015 من أجل الإطاحة بالحوثيين وإعادة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والموجودة حاليا خارج البلاد وإحباط ما تراه الرياض وأبوظبي طموحات من جانب إيران لبسط هيمنتها في المنطقة.