'تراث' تسلط الضوء على ثقافة التشجير في الإمارات
صدر أخيرًا في أبوظبي، العدد 289 لشهر نوفمبر/تشرين الثاني 2023، من مجلة تراث، والتي يُصدرها نادي تراث الإمارات بمركز زايد للدراسات والبحوث، حيث خصصت المجلة ملفا خاصا حول دور الأشجار في الإمارات حيث إنها روح المكان ووجدان المجتمع.
وفي افتتاحية العدد، قالت رئيسة التحرير شمسة الظاهري، إن الثقافة الإماراتية ترى الأشجار أن رمزًا للتعبير عن الهوية الوطنية والقيم الاجتماعية، وكذلك فهي مكون أساسي في مفردات حياة ابن الإمارات اليومية.
وأكدت الظاهري على أن ثقافة الأشجار في الإمارات تتجلى في مختلف أروقة الحياة، بدءًا من الشِعر والقصص والأغاني، وصولًا إلى: الطعام والزينة والبيئة، وتعكس "ثقافة الأشجار" الغنية جوهر المكان وتحمل تاريخًا عريقًا، وأصبح لها طابعها الخاص والمميز عندما تستضيف أغصانها المورقة العابرين والمقيمين في صحاريها دون تمييز.
ولفتت إلى أن للأشجار دورًا بارزًا في التراث الزراعي والاقتصادي لمجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة، ويظهر ذلك من خلال تطور تقنيات زراعة الأشجار المحلية وكيفية نقل هذه المعرفة من جيل إلى جيل، كما تعدها الدولة جزًا أساسيًا من رؤيتها المستقبلية.
وشددت على أن أهمية "ثقافة الأشجار" التي يمكنها أن تسهم في فهم العلاقة المعقدة بين ابن الإمارات وبيئته وما تلعبه من دور في تشكيل الهوية الثقافية والأدبية للشعوب.
وقد حمل ملف العدد حول "الشجرة في الإمارات: روح المكان ووجدان المجتمع"، ثمانية عشر موضوعاً متنوعا لنخبة من الكتاب والباحثين بالإمارات والعالم العربي.
وفي الملف نقرأ لجمال مشاعل "الأشجار.. تروي عبقرية الشيخ زايد في الزراعة والتخطيط"، ويروي مشاعل في مشاركته كيف كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، يحرص على غرس الأشجار على جوانب الطرقات ومحاورها، وفي الحدائق العامة، وعدم الاكتفاء بإصدار توجيهاته بغرسها بل يقوم بالإشراف على تخطيط أماكن انتشارها وتوزيعها في جميع أنحاء الإمارات.
وفي الملف أيضا "الأشجار.. تاريخ وسحر وثقافة" لهيثم يحيى الخواجة، الذي يتحدث عن الأشجار باعتبارها صديقة الإنسان في حله وترحاله، وكيف أنها تغذي الروح والنفس والجسد بجمالها ورعتها وظلالها وثمارهها.
ويطوف بنا الأمير كمال فرج في عوالم الإبداع الشعري، مستحضرا صورة شجرة الغاف في الشعر الشعبي، من خلال مقال حمل عنوان "الشجرة الوطنية الإماراتية تلهم الشعراء"، وأما محمد فاتح صالح زعل، فيرصد صورة النخلة في المشهد التشكيلي الإماراتي.
ومن عناوين الملف أيضا: "أهازيج النباتات في التراث الشفهي الإماراتي"، و"معرفة الشجرة فريضة ورمزيتها نافلة ثقافة"، و"السدر تراث وحكاية"، و"الأيقونة الثقافية للأشجار في الإمارات"، و"النباتات في التراث العربي موارد الموروث ومنابع الفكر".
وفي موضوعات العدد نقرأ: "رحلة إمام التنوير إلى عاصمة الاستنارة الأوروبية" (الديوان النفيس في إيوان باريس أو تخليص الإبريز في تلخيص باريز)، و"فخامة الباب"، و"ذكريات زمن البدايات"، و"ديوان شفهي للمتنبي وعنترة"، و"الأدب والمأدبة"، و"محاورة التراث والحوار مع الآخر"، و"صناعة الدخون: حرفة من التراث ذات رائحة شذية"، وغير ذلك من الموضوعات التي تدور في فلك التراث الإماراتي والعربي والإنساني.
يُذكر أن مجلة "تراث" هي مجلة تراثية ثقافية منوعة تصدر عن نادي تراث الإمارات في أبو ظبي، وترأس تحريرها شمسة حمد العبد الظاهري، والإشراف العام لفاطمة مسعود المنصوري، وموزة عويص وعلي الدرعي. والتصميم والتنفيذ لغادة حجاج، وشئون الكتاب لسهى فرج خير، والتصوير لمصطفى شعبان.
وتُعد المجلة منصة إعلامية تختص بإبراز جماليات التراث الإماراتي والعربي الإسلامي، في إطار سعيها لأن تكون نزهة بصرية وفكرية، تلتقط من حدائق التراث الغنّاء ما يليق بمصافحة عيون القراء وعقولهم.
وانطلقت المجلة من رؤية الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، إلى الصحافة المتخصصة، باعتبارها همزة وصل ضرورية بين الباحث المتخصص والقارئ المتطلع نحو المعرفة، لتحيطه علماً بالجديد والمفيد، في لغة سلسة واضحة، تبسّط مصطلحات المختصين، وتفسّر غموض الباحثين من دون تشويه أو إخلال، جامعةً في ذلك بين المتعة والمعرفة.