ترتيبات لوساطة محتملة عقب زيارة وزير الداخلية الروسي للرياض

زيارة المسؤول الروسي الى السعودية لتعزيز التعاون الأمني لا يمكن فصلها عن زيارة قام بها الرئيس الأوكراني لجدة للمشاركة في القمة العربية والدعوة لوساطة بين كييف وموسكو.
العلاقات الروسية السعودية تعرف تطورا لافتا ما يثير قلق الغرب
الرياض يمكن ان تلعب دور الوساطة مستندة في نجاحها بالتوسط لاطلاق سراح اسرى

الرياض - التقى وزير الداخلية الروسي فلاديمير كولوكولتسيف الثلاثاء خلال زيارته العاصمة السعودية الرياض نظيره السعودي الأمير عبدالعزيز بن سعود لبحث عدد من الملفات الأمنية وذلك بعد أيام من إلقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خطابا أمام قمة جامعة الدول العربية التي عقدت في مدينة جدة السعودية، الجمعة فيما تتطلع المملكة وفق مراقبين للعب دور وساطة بين كييف وموسكو في خضم جهود لدفع الدبلوماسية السعودية نحو الإشعاع العالمي.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس" أن ولوكولتسيف بحث مع الأمير عبدالعزيز "سبل تعزيز مسارات التعاون الأمني بين وزارتي الداخلية في البلدين، إلى جانب بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك"، دون مزيد من التفاصيل.
ولم تعلن وسائل الإعلام الروسية حتى الساعة عن توجه كولوكولتسيف إلى السعودية، أو أي تفاصيل إضافية بشأن جدول زيارته لكن لا يمكن فصل الزيارة عن جهود محتملة من قبل الرياض للعب دور وساطة بين أوكرانيا وروسيا للعلاقة المتميزة التي تتمتع بها المملكة مع قيادة البلدين.

وعرفت العلاقات الروسية السعودية في الآونة الأخيرة تطورا لافتا حيث تكررت المكالمات الهاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والقيادة السعودية على رأسها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للحديث عن العديد من الملفات خاصة تعزيز التعاون الاقتصادي والعسكري وهو ما أثار مخاوف واشنطن التي سعت لتصعيد الضغوط الاقتصادية على موسكو بهدف عزلها دوليا.
وعرض ولي العهد السعودي في بداية الأزمة الأوكرانية استضافة محادثات وساطة بين موسكو وكييف ممتنعا عن انتقاد روسيا او ممارسة ضغوط على موسكو خاصة فيما يتعلق بملف خفض إنتاج النفط ضمن أوبك + وتأكيده على لعب دور الحياد وهو ما أثار غضب الولايات المتحدة والغرب.
كما أشارت الزيارة التي أداها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى أوكرانيا في شهر فبراير/شباط الماضي ولقائه بعدد من المسؤولين على رأسهم الرئيس زيلنسكي إلى إمكانية أن تلعب الرياض دور وساطة.
وعرفت السعودية بلعب أدوار وساطة بين روسيا وأوكرانيا، لاسيما في ملف تبادل الأسرى حيث نجحت في بناء الثقة مع كييف وموسكو.
وخطف الرئيس الأوكراني الأضواء بمشاركته في القمة العربية الجمعة، وبلقائه ولي العهد السعودي في إطار الجهود العربية والدولية لحل الأزمة بين كييف وموسكو حيث اشارت مصادر في السعودية ان مشاركة زيلنسكي في القمة كان بعلم الجانب الروسي حيث اكد مسؤولون سعوديون ان مسؤولا في السفارة الروسية بالمملكة شارك في القمة.
وكانت تلك الزيارة هي الأولى لزيلنسكي إلى دولة عربية وإلى المملكة منذ اندلاع الحرب الروسية - الأوكرانية العام الماضي.