تركيا تحذر من كارثة في حال القيام بعملية عسكرية بإدلب

وزير الخارجية التركي يقول في لقاء مع نظيره الروسي إن الحل العسكري سيكون كارثة لا على إدلب فحسب بل فيما يتعلق بمستقبل سوريا.
أنقرة تطالب موسكو بالتفريق بين المدنيين والجماعات الإرهابية
روسيا قدمت مقترحات إلى تركيا لتسوية الوضع

موسكو - قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الجمعة إن السعي لحل عسكري في إدلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة في شمال سوريا سيكون كارثيا.

وإدلب ملاذ لمدنيين ومقاتلين فروا من مناطق أخرى بسوريا ولقوات متشددة أيضا. وتعرضت المنطقة لسلسلة غارات جوية وقصف هذا الشهر في تمهيد محتمل لهجوم حكومي واسع النطاق.

ودعمت تركيا بعض جماعات المعارضة في إدلب وأقامت 12 نقطة مراقبة عسكرية بها، وهي تحاول منع هجوم لقوات موالية للرئيس بشار الأسد الذي تدعمه موسكو.

وقال جاويش أوغلو خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو "الحل العسكري هنا سيكون كارثة، لا على منطقة إدلب فحسب بل كارثة فيما يتعلق بمستقبل سوريا".

وكان الوزيران قد اجتمعا في أنقرة قبل عشرة أيام، ووجه حينها جاويش أوغلو رسالة مماثلة عندما قال إن "مجزرة" ستحدث إذا قصفت إدلب حتى وإن كان بها متشددون. وقال الجمعة "إلى أين سيذهب 3.5 مليون مدني؟".

وأضاف "من المهم لنا الجميع أن نحيد هذه الجماعات المتشددة... لكن علينا أن نفرق بين المدنيين والجماعات الإرهابية".

استعدادات من جانب النظام والمقاتلين في ادلب

وتقع إدلب تحت سيطرة مزيج من الجماعات المقاتلة والمتشددين السنة الذين يعتقد أنهم القوة المهيمنة هناك. وقال لافروف في المؤتمر الصحفي إن عشرات الآلاف من المتشددين يحاولون عرقلة جهود تركيا لفصلهم عن القوات الأكثر اعتدالا.

وأضاف أن مباحثات أخرى بشأن إدلب ستجري في موسكو  بمشاركة وزيري الدفاع وجهازي المخابرات بالبلدين. ومن المتوقع أن يجري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات مع وزير الخارجية التركي في وقت لاحق الجمعة.

وذكرت وكالة إنترفاكس الجمعة إن روسيا قدمت مقترحات إلى تركيا لتسوية الوضع في شمال غرب سوريا. والتقى وزير الدفاع التركي سيرغي شويجو بنظيره التركي خلوصي أكار في موسكو.

ودعمت تركيا بعض جماعات المعارضة في منطقة إدلب بشمال غرب سوريا وأقامت نقاط مراقبة عسكرية هناك. وتحاول أنقرة منع هجوم قوات موالية للرئيس بشار الأسد الذي تدعمه موسكو.

وتسيطر هيئة تحرير الشام على الجزء الأكبر من محافظة إدلب، بينما تتواجد فصائل إسلامية ينضوي معظمها في إطار "الجبهة الوطنية للتحرير" وبينها حركة أحرار الشام، في بقية المناطق. وتنتشر قوات النظام في الريف الجنوبي الشرقي.

وتطلب روسيا من أنقرة إيجاد حل لإنهاء وجود هيئة تحرير الشام المصنفة "إرهابية" لتفادي عملية واسعة في إدلب. ويرى محللون أن تركيا تعمل على توحيد صفوف الفصائل لأي مواجهة محتملة مع الهيئة.

وتشهد إدلب منذ العام 2017 توترا بين هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى على رأسها حركة أحرار الشام وقد انعكس في اقتتال داخلي على مرحلتين بين الطرفين.