تركيا تستدعي سفير هولندا احتجاجا على إحراق مصحف في لاهاي

الحادثة تأتي أياما قليلة بعد تصريح لأردوغان أكد خلاله أن "حرق نسخة من القرآن الكريم مسألة دينية ووطنية وإهانة للمسلمين".
الخارجية التركية تؤكد أن هذا التصرف لا يستهدف المسلمين فقط، بل جميع المبادئ الإنسانية الأساسية
أنقرة تطالب السلطات الهولندية بالكشف عن الجهات التي تقف وراء الحادثة

أنقرة - استدعى وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الثلاثاء سفير هولندا في أنقرة احتجاجا على حرق ناشط مناهض للإسلام نسخة من القرآن في لاهاي وذلك أياما قليلة بعد التصريح الأخير الذي أدلى به الرئيس رجب طيب أردوغان عقب حادثة ستوكهولم المشابهة وأكد خلاله أن "حرق نسخة من القرآن الكريم مسألة دينية ووطنية بالنسبة لنا وإهانة للمسلمين".

وأدانت وزارة الخارجية التركية الحادثة في بيان صار عنها اليوم الثلاثاء قائلة "ندين بأشد العبارات الاعتداء الدنيء من شخص معاد للإسلام في لاهاي الهولندية والذي استهدف كتابنا المقدس القرآن الكريم"، محذرة من "أن مثل هذه الممارسات تهدد السلم والعيش المشترك وتعزز العنصرية ومعاداة المسلمين والأجانب في هولندا".

وأشارت إلى أن هذا التصرف لا يستهدف المسلمين فقط، بل جميع المبادئ الإنسانية الأساسية والحريات والقيم الروحية، مطالبة السلطات الهولندية بالكشف عن الجهات التي تقف وراءه واتخاذ تدابير ملموسة لعرقلة تكراره.

وتمّ تصوير مسؤول هولندي في حركة "بيغيدا" المعادية للإسلام الأحد يمزق على مقربة من مقر مجلس النواب الهولندي صفحات نسخة من القرآن، قبل أن يدوسها برجليه وأعلن التلفزيون الهولندي العام "إن أو أس" أن الشرطة المحلية منعته من حرق المصحف.

واعتقلت الشرطة الهولندية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي الزعيم المتطرف أثناء إقدامه على حرق نسخة من القرآن خلال حشد حضرته مجموعة من أنصار جماعته في روتردام.

وتأتي هذه الحادثة بعد أيام من قيام اليميني المتطرف راسموس بالودان زعيم حزب "الخط المتشدد" الدنماركي بحرق نسخة من القرآن قرب سفارة تركيا بالعاصمة السويدية ستوكهولم وسط حماية مشددة من الشرطة التي منعت اقتراب أي أحد منه أثناء ارتكابه فعلته.

وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاثنين إنه لم يعد بإمكان السويد المرشحة لعضوية حلف شمال الأطلسي الاعتماد على دعم تركيا بعد هذه الحادثة وقال "أولئك الذين يسمحون بمثل هذا التجديف أمام سفارتنا في ستوكهولم لم يعد بإمكانهم توقع دعمنا لعضويتهم في حلف شمال الأطلسي"، مضيفا "تريدون دعم المنظّمات الإرهابية وتدعمون من يعادون الإسلام وتريدون منّا أن ندعم انضمامكم للناتو.. هذا الأمر لن يكون إطلاقا".

وتابع "نقول بوضوح.. لا تنتظر السويد بعد الآن أيّ دعم منّا لانضمامها إلى حلف الناتو.. نقول بوضوح إنّه لا يحق لأحد أن يهين القيم المقدّسة لنا"، مؤكدا أن "حرق نسخة من القرآن الكريم مسألة دينية ووطنية بالنسبة لنا وإهانة للمسلمين".

ويعزف أردوغان على الوتر الديني في إطار سياق دعائي لانتخابات الرئاسة المقررة في مايو/أيار القادم محاولا استمالة الناخبين فضلا عن تمسكه بذرائع تتيح له ممارسة الضغط لانتزاع مكاسب سياسية من السويد ورفع سقف مطالبه في المرحلة القادمة لقبول عضويتها في حلف شمال الأطلسي (الناتو).