تركيا توسع هجماتها في إقليم كردستان رغم الانتقادات
أنقرة - أعلنت وزارة الدفاع التركية تنفيذ غارات جوية على أهداف لحزب العمال الكردستاني في مناطق كارا وقنديل وأسوس شمال العراق، وتدمير 25 موقعا فيما يأتي توسيع العمليات العسكرية مع استمرار الانتقادات العراقية بشأن انتهاك السيادة الوطنية.
وأوضحت الوزارة عبر بيان الجمعة، "أنه بهدف إحباط الهجمات المسلحة وضمان أمن الحدود، تم تنفيذ غارات جوية على أهداف للمتمردين الاكراد في مناطق كارا وقنديل وأسوس شمال العراق بموجب الدفاع الشرعي وفقًا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة".
وأضافت أنه خلال الغارات تم تدمير 25 هدفًا بما في ذلك كهوف وملاجئ ومخازن ومنشآت يستخدمها قادة مؤكدة اتخاذ جميع التدابير اللازمة خلال هذه العملية لضمان عدم تضرر الأبرياء، والعناصر الصديقة، والأصول التاريخية والثقافية، والبيئة.
وتاتي هذه الهجمات في تجاهل تام للانتقادات العراقية بشـأن استمرار العمليات العسكرية في إقليم كردستان ما أدى لنزوح عدد من المزارعين وتدمير ممتلكات.
وكانت اخر الانتقادات للانتهاكات التركية جاءت من شهناز إبراهيم أحمد زوجة الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد التي قالت في منشورات سابقة على حسابها على منصة "إكس"، أن القوات المسلحة التركية "استهدفت قرى واحترقت مناطق زراعية" خلال عملياتها ضد حزب العمال الكردستاني شمالي العراق. وقالت أنه "تم تدمير مدرسة وكنيسة أيضا" في المنطقة عقب العمليات الأخيرة للقوات المسلحة التركية ضد "المنظمة الكردية.
وفي 17 أبريل/نيسان عام 2022 أطلق الجيش التركي عملية "المخلب ـ القفل" ضد معاقل حزب العمال الكردستاني " في مناطق متينا والزاب وأفشين ـ باسيان، وجبال قنديل في شمال العراق دون التنسيق مع الجانب العراقي وهو ما وصف بانه انتهاك لسيادة العراق.
والشهر الجاري وصل وفد عراقي يقوده مستشار الامن القومي قاسم الأعرجي الى أربيل عاصمة اقليم كردستان لبحث الانتهاكات التركية لسيادة العراق بعد اجتماع للمجلس الوزاري للأمن الوطني بقيادة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على اثر تجدد توغل القوات التركية داخل اراضي الإقليم.
ويعلن الجيش التركي بشكل متكرّر تنفيذ عمليات عسكرية جوية وبرية ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني ومواقعهم شمالي العراق. ودفع هذا الأمر الحكومة العراقية المركزية الى الاحتجاج مراراً.
وفي الأسابيع الأخيرة، أفادت وسائل الإعلام المحلية العراقية عن زيادة في الضربات التركية، مما أدى إلى اندلاع حرائق عديدة في المناطق الحدودية. وذكرت بعض التقارير أن القوات التركية أنشأت مواقع جديدة في الإقليم الكردي.
واقترحت أنقرة في مارس/اذار الماضي إنشاء مركز عمليات مشترك مع العراق لمحاربة حزب العمال الكردستاني كما طالبت بتوقيع اتفاقية امنية شبيهة بالاتفاقية الموقعة بين طهران وبغداد لحماية الحدود.
وفي مارس/اذار كذلك بعد زيارة قام بها مسؤولون أتراك للعراق، صنفت بغداد حزب العمال الكردستاني "منظمة محظورة". وتطالب أنقرة الحكومة العراقية بممارسة دور أكبر في مكافحة هذه الحركة.
وبداية الشهر الجاري أعلنت وزارة الداخلية العراقية القبض على المتورطين بحوادث حرائق محافظات أربيل ودهوك وكركوك، وكشفت عن انتمائهم إلى حزب العمال الكردستاني وتخطيطهم لاستهداف أسواق في بغداد وخط جيهان لنقل النفط وشبكة الكهرباء في أربيل، واستهداف دولتين مجاورتين في إشارة إلى تركيا وإيران.
ونجحت إيران في عقد اتفاقية أمنية مع العراق لإبعاد المعارضة الكردية الإيرانية المسلحة من الحدود وإنهاء المظاهر المسلحة في الشريط الحدودي بعد أن تعرضت تلك المناطق لهجمات صاروخية شنها الحرس الثوري الإيراني.
واحتجت الكتلة البرلمانية لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني في بيان مؤخرًا على "استئناف الجيش التركي عملياته داخل أراضي إقليم كردستان"، متحدثة عن "أضرار" لحقت بالأراضي الزراعية في الإقليم وبممتلكات المواطنين.