ترميم بيت السياب يسهم في تنشيط السياحة الثقافية في العراق

أعلن خلال ندوة بالبصرة عن تحويل بيت رائد الحداثة الشعرية إلى متحف أدبي بهدف استقطاب الزائرين والمهتمين بالأدب العربي الحديث.

البصرة (العراق) - تم خلال ندوة نظمتها مفتشية آثار وتراث البصرة بالتعاون مع اليونسكو والاتحاد الأوروبي ومؤسسة رؤى البصرة الثقافية، الخميس، للإعلان عن انطلاق مشروع إعمار بيت الشاعر الراحل بدر شاكر السيّاب في منطقة جيكور بأبي الخصيب، وذلك ضمن منحة الاتحاد الأوروبي للمرحلة الثالثة من مشروع "إحياء مدينتي الموصل والبصرة القديمتين".

ويعد هذا المشروع خطوة مهمة في تعزيز البنية التحتية الثقافية للعراق، وتحويل بيت السيّاب رائد الحداثة الشعرية إلى متحف أدبي يستقطب الزائرين والمهتمين بالأدب العربي الحديث، مما يسهم في تنشيط السياحة الثقافية وإحياء الذاكرة الأدبية لواحد من أبرز شعراء العراق، وفق بيان عن وزارة الثقافة، لافتا إلى أنه "يجسّد اهتمام الحكومة العراقية بإحياء الرموز الثقافية وترميم المعالم التراثية".

أُقيمت الندوة برعاية وزير الثقافة والسياحة والآثار أحمد فكّاك البدراني، وبإشراف رئيس الهيئة العامة للآثار والتراث علي عبيد شلغم، في مبنى اتحاد الأدباء والكتّاب في المحافظة، بحضور نخبة من المثقفين والأكاديميين والمهتمين بالشأن الثقافي والتراثي وأيضا شهدت حضور كل من المستشار الثقافي لرئيس الوزراء عارف الساعدي، ورئيس الهيئة والمدير العام لدائرة قصر المؤتمرات منتصر الحسناوي، إلى جانب ممثلين عن منظمات ثقافية دولية ومحلية.

ويعود تاريخ بناء البيت إلى عام 1800، وفيه ولد السيّاب وأبصر نور الشعر ووحيه، ذلك المنزل الشناشيلي الذي بني على يد جدّ السيّاب، وهو عبارة عن شرفة مغلقة مزينة بالخشب المزخرف والزجاج الملون، وكان الطين و"اللبن" مادة بنائه الأساسية، وسقف المنزل من القصب و"الجندل" و"الباريات"، وهي الطابع الغالب على البيوتات البصرية وقتذاك، كانت الأبهة والزينة تعكسان حال أهل البيت وساكنيه وكان بيت السيّاب وعائلته من أصحاب الأملاك والأطيان! ويقع إلى الجوار من هذا المنزل وعلى مسافة قريبة جدا، منزل آخر هو "منزل الأقنان" والذي أمسك فيه السيّاب بـ"شباك وفيقة" متوسلا، ناذرا كلمات قصيدته إليها.

ويعدّ هذا المنزل المكان الثاني الذي تربّى فيه السيّاب وعشق فيه "وفيقة"، وهي ابنة أحد أقربائه، إلا أن الموت خطفها وهي في عمر الصبا، فعلقت بذاكرة السياب فكتب عنها قصيدة بعنوان "شباك وفيقة".

وباءت كل محاولات ترميم البيت الأولى بالفشل والسبب يعود إلى اندلاع الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينات القرن الماضي والتي حالت دون البدء بأعمال ترميم وإعادة بناء الدار، حيث كانت كما هو معروف منطقة حدودية وضمن منطقة العمليات الحربية وقد تعرضت للقصف الإيراني.

وبدر شاكر السيَاب (1926 - 1964)، شاعر عراقي ولد في قرَية جِيْكُور في محافظة البصرة في جنوب العراق، يعد واحدًا من الشعراء المشهورين في الوطن العربي في القرن العشرين، وأحد مؤسسي الشعر الحر في الأدب العربي.