تشكيليون مصريون وأجانب يحتفون بالأقصر آرت غاليري

أقيم بمناسبة مرور خمس سنوات على افتتاح الأقصر آرت غاليري معرض يقدم جداريات وأعمال فنية تحلّق في عوالم من الوئام والانسجام.

افتتح بمدينة الأقصر التاريخية الغنية بمئات المقابر وعشرات المعابد التي شيدها قدماء المصريين في صعيد مصر، معرض "حلم الوئام حلم الانسجام"، والذي أقيم بمشاركة عدد من التشكيليين المصريين والأجانب، بمناسبة مرور خمس سنوات على انطلاق الأقصر آرت غاليري الذي أسسته الأميركية دومينيك نافارو بهدف المساهمة في إثراء الحركة الفنية على أرض "طيبة" عاصمة مصر القديمة، والتي تحمل اليوم اسم الأقصر، والمشاركة في إحياء الإرث الفني التاريخي الذي عُرفت به تلك المدينة على مدار آلاف السنين وحتى اليوم.

وقالت الفنانة التشكيلية الأميركية دومينيك نافارو، مؤسسة الأقصر آرت غاليري في تصريحات لموقع "ميدل إيست أونلاين" إن المعرض الذي افتتح هذا الأسبوع، ويستمر على مدار شهر كامل، يشارك فيه فنانون ينتمون لمدارس وأجيال فنية متعددة، وتتصدره جدارية ضخمة رسمها الفنان التشكيلي المصري فلوباتير حليم، مع أعمال تشكيلية لافتة للفنانين علاء عوض، ميرنا فريد، محمد أبوالعيون، إيزابيلا أوشمان، محمد إبراهيم، ميرفت شاذلي هلالي، وكاترينا فريبالوفيتش، بجانب الفنان فيلوباتر حليم.

وتحدثت نافارو عن بعض المشاركين بالمعرض من الفنانين مثل الفنان التشكيلي فلوباتير حليم، والذي يعمل – بحسب قولها - على مدار سنوات مضت في تطوير أعماله الفنية، دون أن يتوقف شغفه الصادق، ودون أن يفقد تفانيه وإخلاصه لفنه، وهو دائما لطيف وجميل وأصيل مثل الفن الذي يصنعه.

وكذلك الفنانة ميرفت شاذلي هلال، التي وصفتها دومينيك نافارو بالرسامة المثيرة ذات الإنجازات الفنية الكبيرة، والمسكونة ببلدها أسوان، والتي تمارس الفن بجدارة وبعفوية وسريالية مليئة بالرمزية، وتقدم لوحات غنية بالمشاعر والمشاهد الرائعة... وفنها – بحسب نافارو - هو رؤية للمرأة المصرية، كما لو كانت تنظر من نافذة في بيتها وقلبها، لتقدم لنا صورة تلتقط الروح والهالة، وتخلق تجربة من الألفة والمواجهة، وتدهشنا دوما ممتلئة بالحركة ومزدحمة بالشخصيات وكذا الحيوانات والطيور وحتى الأثاث المبعثر.

ووجهت دومينيك نافارو الشكر للفنانين علاء عوض، ميرنا فريد، محمد أبوالعيون، إيزابيلا أوشمان، محمد إبراهيم، وكاترينا فريبالوفيتش، بجانب ميرفت شاذلي هلالي، والفنان فيلوباتر حليم، على ما قدموه من أعمال فنية لافتة، ودعمهم الدائم لـ "الأقصر آرت غاليري" وللمشهد التشكيلي بشكل عام.

وبحسب شيرين النجار، رئيسة جمعية إيزيس للثقافة والتنمية، فإن الأقصر آرت غاليري الذي يقام به معرض "حلم الوئام حلم الانسجام"، بمناسبة مرور خمس سنوات على افتتاحه، قد استضاف خلال السنوات الماضية الكثير من المعارض التشكيلية والورش الفنية التي شارك فيها مبدعون مصريون وعرب وأجانب، وأسهم على مدار الخمس سنوات الماضية في إثراء المشهد التشكيلي في مدينة الأقصر وكل صعيد مصر.

وكانت مدينة الأقصر قد تحوّلت إلى قبلة للفنانين التشكيليين في مصر والعالم، ومركزا للملتقيات التشكيلية من رسم ونحت وتصوير، بعد أن صارت مقصدا لممارسة الفنون التشكيلية المعاصرة، وانتشرت بين أرجائها المعارض والورش والمؤسسات الفنية، في صورة قريبة من الصورة التي كانت عليها المنطقة قبيل آلاف السنين، حين كانت تعج بمئات من الفنانين الذين رسموا ونحتوا اللوحات الجدارية والتماثيل التي تزين مقابر ومعابد قدماء المصريين في جبانة طيبة.

وعُرف البر الغربي لمدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر في الحضارة المصرية القديمة بأنه مدينة الأموات، حيث شيدت به مئات المقابر لملوك وملكات ونبلاء ونبيلات مصر القديمة، بجانب مجموعة من المعابد الجنائزية. لكنه اليوم صار قبلة للفنانين التشكيليين في مصر والعالم، ومركزا للملتقيات التشكيلية من رسم ونحت وتصوير، بعد أن صارت مقصدا لممارسة الفنون التشكيلية المعاصرة، وانتشرت بين أرجائها المعارض والورش والمؤسسات الفنية، في صورة قريبة من الصورة التي كانت عليها المنطقة قبيل آلاف السنين، حين كانت تعج بمئات من الفنانين الذين رسموا ونحتوا اللوحات الجدارية والتماثيل التي تزين مقابر ومعابد قدماء المصريين في جبانة طيبة.

ووجد عشاق الفنون التشكيلية من المصريين والعرب والأجانب في البر الغربي مكانا يجمع بين الأصالة والمعاصرة، والطبيعة الساحرة من نهر ونخيل وزروع وبيوت ريفية ذات طابع خاص، مثل تلك المباني التي شيدت على غرار عمارة المعماري المصري العالمي الراحل حسن فتحي، بقبابها المتفردة، والذي كان قد أقام قبل قرابة 50 عاما قرية كاملة في المنطقة، بجانب المفردات التشكيلية التاريخية التي يزخر بها البر الغربي لمدينة الأقصر، والمعابد والمقابر التي احتوت على لوحات جدارية وتماثيل ضخمة أبدعتها أنامل فناني مصر القديمة قبل آلاف السنين.

وأسهم انتشار المعارض والورش الفنية في جبانة طيبة القديمة بالبر الغربي في تعريف المجتمع بالفنون التشكيلية، كما أسهم في تسويق الأعمال الفنية للفنانين، وكان دافعا لانطلاق أعمال التسويق الإلكتروني لكل اللوحات والمنحوتات التي تبدعها أنامل الفنانين من زوار المنطقة وسكانها، من المصريين والأجانب، وزادت من معدلات الإقبال على دراسة الفنون في كلية الفنون الجميلة بالمدينة. وبات سكنا دائما للكثير من الفنانين المصريين والأجانب.

وجبل القرنة التاريخي الذي يطل على المنطقة، ويمتد من شمالها لجنوبها، والذي نحتت به أعظم المقابر لملوك وملكات ونبلاء مصر القديمة، يوجد في جنوبه أقدم مدينة سكنها الفنانون بالعالم، وهي مدينة دير المدينة التي شيدت للفنانين والعمال الذين نحتوا ورسموا وشيدوا أجمل المعابد والمقابر في القرنة، ووادي الملوك، ووادي الملكات، والأشراف، وذراع أبوالنجار، والعساسيف وغيرها من المناطق التي تحتوى بين جنباتها قرابة عشرات المعابد ومئات المقابر المصرية القديمة.