تصعيد عسكري متبادل على الحدود بين غزة وإسرائيل

توتر يخيم على قطاع غزة على اثر تصعيد إسرائيلي جديد قتل فيه منذ الجمعة فلسطينيان وأصيب العشرات برصاص وقنابل مسيلة للدموع استخدمها الجيش الإسرائيلي ضد احتجاجات سلمية.
الجهاد تعلن التوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار
إسرائيل تختبر رد حماس والجهاد بغارات مكثفة على غزة
إسرائيل تنفذ عشرات الغارات الجوية ردا على قذائف أطلقت من غزة
حماس والجهاد تردان باطلاق عشرات القذائف على بلدات اسرائيلية

القدس المحتلة/غزة (الأراضي الفلسطينية) - أفاد مسؤول في سلاح الجو الإسرائيلي بأن سلسلة الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة طوال السبت وأسفرت عن مقتل فلسطينيين اثنين هي الأكبر منذ حرب 2014 التي شنتها على القطاع.

وقال الضابط تسفيكا هايموفيتش للصحافيين "نتحدث عن أكبر ضربات هجومية منذ عملية "الجرف الصامد"، في إشارة إلى التسمية التي أطلقتها إسرائيل على عمليتها العسكرية ضد قطاع غزة عام 2014.

وأكد أن الحملة الجوية "الواسعة النطاق" مستمرة من دون أن يحدد في شكل واضح ماهية الأهداف.

وأوضح هايموفيتش أن نحو مئة صاروخ وقذيفة هاون أطلقتها حماس وفصائل أخرى من قطاع غزة، لافتا إلى أن إسرائيل تمكنت من اعتراض عدد منها عبر أنظومتها المضادة للصواريخ، علما بأن غالبيتها قذائف هاون.

وأصيب ثلاثة إسرائيليين بسقوط صاروخ على سقف منزل في سديروت المحاذية لقطاع غزة، وفق ما أفادت السلطات.

واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو السبت أن إسرائيل وجهت "أقسى ضربة" إلى حركة حماس منذ حرب العام 2014 عبر سلسلة غارات جوية على قطاع غزة، مهددا بتكثيفها إذا لزم الأمر.

وقال نتانياهو عبر الفيديو إن "الجيش الإسرائيلي وجه إلى حماس أقسى ضربة منذ عملية الجرف الصامد" في صيف 2014 ضد حركة حماس في قطاع غزة، مضيفا "سنزيد قوة هجماتنا إذا لزم الأمر".

وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي مساء السبت التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل اثر تصعيد واسع تخللته غارات إسرائيلية كثيفة على القطاع أسفرت عن مقتل فلسطينيين اثنين وإصابة 15 على الأقل.

وقال المتحدث باسم الجهاد داود شهاب "تم التوافق على وقف إطلاق النار بعد الاتصالات المكثفة التي جرت اليوم وفق تفاهمات القاهرة للعام 2014"، لافتا إلى "جهد مصري وإقليمي ودولي" في هذا السياق.

وتصاعد التوتر منذ بعد ظهر الجمعة مع احتشاد آلاف الفلسطينيين على طول الحدود الشرقية للقطاع في تحرك احتجاجي أطلقوا عليه اسم "جمعة خان الأحمر" تيمنا بقرية بدوية في الضفة الغربية المحتلة تعتزم إسرائيل هدمها.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن المتظاهرين قذفوا جنوده بقنابل يدوية وعبوات ناسفة وزجاجات حارقة وإطارات مطاطية مشتعلة وحجارة، ما أسفر عن إصابة جندي بانفجار قنبلة يدوية.

وأفادت وزارة الصحة في قطاع غزة عن مقتل فلسطينيين أحدهما الجمعة والآخر السبت متأثرا بجروح أصيب بها، نتيجة القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي التي استخدمها الإسرائيليون.

تصعيد عسكري اسرائيلي في غزة
مقتل فلسطينيين بنيران اسرائيلية يرفع عدد القتلى الفلسطينيين منذ مارس إلى 141 قتيلا

ومنذ 30 مارس/اذار، ينظم الفلسطينيون في قطاع غزة "مسيرات العودة" لتأكيد حق اللاجئين بالعودة إلى أراضيهم ومنازلهم التي غادروها أو هجّروا منها في عام 1948 لدى إقامة دولة إسرائيل، ولكسر الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من عقد.

وارتفعت حصيلة الفلسطينيين الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي منذ بدء التظاهرات، إلى 141 على الأقل. ولم يُقتل أي إسرائيلي.

وفجر السبت شنت مقاتلات إسرائيلية سلسلة غارات على القطاع بالتزامن مع إطلاق مقاتلين فلسطينيين عشرات قذائف الهاون والصواريخ باتجاه بلدات إسرائيلية محاذية للحدود.

وبحسب الجيش الإسرائيلي، جاءت الغارات ردا على ما تصفه إسرائيل بـ"أعمال إرهابية خلال أعمال شغب عنيفة وقعت على طول الحاجز الأمني أمس (الجمعة) تُضاف إلى الهجمات اليومية ضد الأراضي الإسرائيلية عبر إطلاق بالونات حارقة من قطاع غزة".

وبحسب مصدر طبي فلسطيني، أصيب ثلاثة فلسطينيين بجروح متوسطة نتيجة الغارات على رفح في جنوب القطاع.

وبعد ظهر السبت، شنت المقاتلات الإسرائيلية غارات جديدة على أنحاء متفرقة من القطاع استهدفت مواقع لحركتي حماس والجهاد الإسلامي وأنفاقا في رفح، بحسب مصادر أمنية فلسطينية.

وقال مصدر أمني فلسطيني إنّ "طائرات الاحتلال مستمرة في شن غارات جوية منذ الفجر وحتى عصر اليوم (السبت) على عدة مواقع للمقاومة الفلسطينية في كل من رفح وغزة ووسط قطاع غزة وشماله"، مشيرا إلى أن الغارات استهدفت مواقع تابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي و"ألحقت أضرارا جسيمة".

وقال المصدر إن غارات على الحدود بين قطاع غزة ومصر استهدفت أنفاقا.

أحد الأنفاق في غزة
اسرائيل دمرت العديد من الأنفاق في غزة

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في بيان أنه استهدف في غاراته فجرا نفقين لحركة حماس ومواقع مخصصة لإعداد بالونات حارقة أطلقت باتجاه إسرائيل في الأسابيع الأخيرة.

وأوضح أنّ نظام القبة الحديدية اعترض ست قذائف صاروخية أطلقت من غزة، بينما بلغ عدد القذائف التي استهدفت الأراضي الإسرائيلية 31. ولم يُفد عن وقوع إصابات في الجانب الإسرائيلي.

وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم في بيان إنّ "التعامل الفوري للمقاومة مع تصعيد العدو والرد عليه بقوة يعكس حالة الوعي والوضوح الكبير لديها في الرؤية في إدارة الصراع وتوصيل الرسالة".

واعتبر أنّ الهجمات الفلسطينية تهدف إلى "ضمان تشكيل حالة توازن ردع سريعة وكافية لإجبار العدو على وقف التصعيد وعدم التمادي في الاستهداف"، مضيفا أن "حماية شعبنا والدفاع عنه مطلب وطني وخيار استراتيجي".

وتبرر إسرائيل استخدام قواتها الرصاص الحي ضد المتظاهرين بأنها تدافع عن حدودها، متهمة حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بمحاولة استخدام الاحتجاجات كغطاء لتنفيذ هجمات.

وتفرض إسرائيل حصارا مشددا بريا وبحريا وجويا على قطاع غزة منذ أكثر من عقد، تاريخ سيطرة حركة حماس على القطاع.

وتغلق السلطات المصرية معبر رفح البري الحدودي بين قطاع غزة ومصر منذ سنوات، لدواع أمنية وتفتحه استثنائيا للحالات الإنسانية في فترات متباعدة.

وتقوم حماس ومجموعات فلسطينية أخرى بحفر أنفاق بين القطاع والخارج، تقول إسرائيل إنها تستخدم لنقل الأسلحة، لكن يتم من خلالها أيضا نقل مواد وسلع أخرى إلى القطاع المحاصر.

وخاضت إسرائيل وحماس ثلاث حروب منذ 2008. ومنذ 2014، يطبق وقف هش لإطلاق النار على جانبي السياج الفاصل بين إسرائيل والقطاع.