تصعيد يرافق مبادرة للوساطة بين حماس واسرائيل
غزة/القدس - أطلق فلسطينيون زخات متواصلة من الصواريخ على إسرائيل في حين شن الجيش الإسرائيلي ضربات جوية على قطاع غزة حتى الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، في تصعيد مثير للأوضاع الى جانب المواجهات في مدينة القدس.
وهزت الانفجارات المباني في أنحاء غزة بينما دفعت صفارات الإنذار من الصواريخ الإسرائيليين في العديد من المدن الجنوبية إلى البحث عن مواقع للاحتماء خلال ساعات الليل.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن فلسطينيين قُتلا وأصيب أكثر من مئة في الضربات الجوية. وقال مسعفون إن صاروخا أصاب ستة إسرائيليين.
وسقط 20 قتيلا في غزة الاثنين بينهم تسعة أطفال، كما أُطلقت عشرات الصواريخ على إسرائيل واعترضت الدفاعات الصاروخية كثيرا منها.
وتصاعدت الأحداث بعدما وجه مسلحون من غزة صواريخ صوب منطقة القدس وذلك للمرة الاولى منذ حرب نشبت عام 2014، وذلك في تجاوز لما وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بالخط الأحمر".
وجاء تصاعد العنف مع احتفال إسرائيل "بيوم القدس" الذي يوافق استيلاءها على القدس الشرقية في حرب عام 1967.
وبدأ التصعيد بمواجهات في المسجد الأقصى بقلب البلدة القديمة عند الحرم القدسي الشريف.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن أكثر من 300 فلسطيني أصيبوا في اشتباكات مع الشرطة الإسرائيلية التي أطلقت الرصاص المطاطي وقنابل صوت والغاز المسيل للدموع. وقالت الشرطة إن 21 من أفرادها أصيبوا في الاشتباكات.
ورغم انحسار التوتر بعد بضع ساعات، كانت هناك نقاط توتر رئيسية أخرى منها حي الشيخ جراح في القدس الشرقية شمالي البلدة القديمة مباشرة حيث تواجه العديد من العائلات الفلسطينية احتمال الطرد من منازل يدّعي مستوطنون يهود ملكيتهم لها وذلك في نزاع قضائي طويل.
وأمهلت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسرائيل حتى المساء لسحب شرطتها من الأقصى ومن الشيخ جراح. وعند انقضاء المهلة، انطلقت الصفارات في القدس وسقطت صواريخ على مشارف المدينة.
وتعتبر إسرائيل القدس بأكملها عاصمتها، بما في ذلك الجزء الشرقي الذي احتلته بعد حرب عام 1967 في خطوة لم تلق اعترافا دوليا. ويطالب الفلسطينيون بأن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة يسعون إليها في غزة والضفة الغربية المحتلة.
وأعلنت حماس وحركة الجهاد الإسلامي مسؤوليتهما عن الهجمات الصاروخية صوب القدس. وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف أهدافا من بينها نشطاء وأنفاق ومنزل أحد القادة العسكريين في حماس.
وكان بين القتلى الفلسطينيين العشرين الاثنين سبعة من أسرة واحدة ثلاثة منهم أطفال، سقطوا في انفجار ببلدة بيت حانون. ولم يتضح ما إذا كان الانفجار ناجما عن ضربة إسرائيلية أم صاروخ فلسطيني لم يبلغ هدفه.
وقال متحدث عسكري إسرائيلي إن زهاء ثلث الصواريخ الفلسطينية أخفقت في الوصول إلى أهدافها وتسببت في سقوط ضحايا وإحداث أضرار في قطاع غزة.
ويبدو أن الجهود الدولية الرامية لوقف العنف قد بدأت بالفعل. وقال مسؤول فلسطيني إن مصر وقطر والأمم المتحدة التي توسطت في الماضي للتوصل إلى تهدئة بين إسرائيل وحماس على اتصال مع إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة.
وتصاعد التوتر منذ أسابيع وسط اشتباكات بين قوات الأمن الإسرائيلية ومحتجين فلسطينيين مما أثار مخاوف دولية من خروج الوضع عن السيطرة.
وعقد مجلس الأمن الدولي الإثنين جلسةً طارئة للبحث في المواجهات في القدس، لكنّه لم يتمكّن من إصدار بيان، إذ إنّ الولايات المتّحدة اعتبرت أنّ من "غير المناسب" في الوقت الحالي توجيه رسالة علنيّة بهذا الشأن، وفق دبلوماسيّين.
ونهار الإثنين، قالت الولايات المتّحدة لشركائها الـ14 في المجلس خلال مؤتمر بالفيديو عقد خلف أبواب مغلقة إنّها "تعمل خلف الكواليس" لتهدئة الوضع و"إنّها غير متأكّدة من أنّ (إصدار) بيانٍ في هذه المرحلة سيُساعد".
وخلال الاجتماع الذي عقده المجلس بوقت سابق بناءً على طلب تونس، قدّمت النروج وتونس والصين مشروع إعلان يدعو "إسرائيل إلى وقف أنشطة الاستيطان والهدم والطرد" للفلسطينيّين "بما في ذلك في القدس الشرقيّة".
وتضمّنت مسودّة الإعلان التي اطّلعت عليها فرانس برس إعراب المجلس عن "قلقه البالغ إزاء تصاعد التوتّرات وأعمال العنف في الضفة الغربيّة المحتلّة، بما فيها القدس الشرقيّة" حيث خلّفت المواجهات مئات الجرحى خلال يوم الاثنين وحده.
الى ذلك، أدان الاتحاد الأوروبي الهجمات الصاروخية الفلسطينية على إسرائيل ودعا جميع الأطراف للعمل على وقف التصعيد ومنع سقوط المزيد من الضحايا المدنيين.
وقالت مفوضية الاتحاد الأوروبي في بيان صدر مساء الاثنين "إطلاق الصواريخ من غزة على السكان المدنيين في إسرائيل غير مقبول على الإطلاق ويغذي العوامل المحركة للتصعيد".
وكان جوزيب بوريل مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي قد أدان الاثنين طرد أسر فلسطينية في القدس الشرقية ووصف ذلك بأنه عمل غير قانوني قائلا إنه يشعل التوترات على الأرض.
وأدان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الهجمات الصاروخية من غزة على إسرائيل وحث الجانبين على اتخاذ خطوات للحد من التوتر.