تطبيق إلكتروني يكتشف الاكتئاب عن طريق الصوت

لندن - يعمل علماء أميركيون على تطوير تطبيق إلكتروني يكتشف ما إذا كان شخص ما مكتئبا بناء على التغييرات في صوته. 
ويقول باحثون في جامعة ماريلاند الأميركية إن تنسيق الكلام يرتبك عندما يصاب الشخص بالاكتئاب، إذ لا يستطيع التفكير بالسرعة، كما أن معدل تحدثه يتباطأ مع فترات توقف أطول من شخص آخر غير مصاب بالاكتئاب.
لذلك، يمكن أن يساعد تطبيق اكتشاف الصوت الذي يستخدم التعلم العميق - وهو نوع من التعلم الآلي يعتمد على الشبكات العصبية الاصطناعية - في اكتشاف مثل هذه السمات، والتي غالبا ما تكون دقيقة.
ويمكن أن يوصي معالجو الصحة العقلية بالتطبيق لمرضاهم، الذين يرسلون تحديثات بالفيديو والصوت عن مزاجهم في المنزل، والتي ستقيمها التكنولوجيا بعد ذلك.
وهذا من شأنه أن يساعد المرضى ومن حولهم على البقاء على اطلاع حول التغييرات التي قد تهدد الحياة في صحتهم العقلية.
تقول كارول إسبي ويلسون أستاذة الهندسة الكهربائية وهندسة الكمبيوتر في جامعة ماريلاند والتي تقود المشروع: "سيعطي المعالجون التطبيق للمرضى الذين يعانون من اكتئاب خفيف فقط، أي أنهم في حالة يمكن تتبع صحتهم العقلية، وسيتم تنبيه الأشخاص المناسبين إذا اكتشف التطبيق أن شدة الاكتئاب تزداد".

وتضيف البروفيسورة الأميركية: "الهدف هو تنبيه المعالج إذا كان المريض بحاجة إلى أن تتم معاينته حتى لا يصاب بالاكتئاب الشديد وربما يقرر الانتحار".
يقوم المستخدم بتسجيل الدخول إلى التطبيق على هاتفه الذكي، والذي سيطرح بعد ذلك بعض الأسئلة الأساسية حول مشاعره في الأسبوع الماضي، ويجيب المستخدم عن الأسئلة شفهيا، ويتم تسجيل كلامه، ويمكن للهاتف الذكي أيضا التقاط فيديو للمستخدم أثناء حديثه، إذا اختار تشغيل الكاميرا.
وتوضح إسبي ويلسون لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية: "سننظر في التنسيق اللغوي واللغة وحركات الوجه لتحديد شدة الاكتئاب".
وأضافت أيضا أن فريقها لا يزال يعمل على تطوير نظام لا يمكنه فقط معرفة ما إذا كان الشخص مصابا بالاكتئاب، ولكن شدة الاكتئاب أيضا - سواء كانت خفيفة أو معتدلة أو شديدة أو شديدة جدا، وسيساعد تحليل حركات وجه الشخص، إذا قام بتشغيل الكاميرا في التشخيص.
والاكتئاب مرض نفسي شائع من أعراضه الشعور المستمر بالحزن واليأس وفقدان الاهتمام والافتقار للقدرة على القيام بالأنشطة اليومية والعمل.
ويسبب الاكتئاب أيضا أعراضا جسدية مثل مشاكل النوم والتعب وانخفاض الشهية أو الدافع الجنسي وحتى الشعور بألم جسدي.
ويزيد الاكتئاب كذلك من مخاطر العديد من الأمراض والاضطرابات الخطيرة منها الإدمان والسلوك الانتحاري، وأمراض القلب والسكري والتي تعد من أكثر أسباب الوفاة في العالم شيوعا.
ويمكن أن يصيب الاكتئاب أي شخص في أي عمر حيث يعاني منه واحد من كل عشرة أشخاص في مرحلة ما من حياته.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 264 مليون شخص في جميع أنحاء العالم من اضطراب الاكتئاب الشديد، و20 مليونًا آخرين يعانون من مرض انفصام الشخصية، وكلاهما  من أكثر بوادر الانتحار شيوعا.