تمديد هدنة الشهرين خطوة على مسار تسوية للأزمة اليمنية

المبعوث الأممي الخاص لليمن يرى في تمديد هدنة الشهرين فرصة لإحياء مفاوضات السلام المجمدة، مؤكدا أنها أنعشت آمال اليمنيين بعودة الأوضاع إلى طبيعتها وبالمضي قدما نحو اتفاق سلام أوسع نطاقا.

ستوكهولم - تراهن الأمم المتحدة على تمديد الهدنة في اليمن لتمهيد الطريق لإحياء مفاوضات السلام المجمدة وللتأسيس لمرحلة جيدة تعيد السلام لليمن بعد نحو تسع سنوات من انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية.

وقال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ الجمعة إن تمديد هدنة الشهرين التي منحت الشعب اليمني أملا بإمكانية عودة الأوضاع إلى طبيعتها هو الخطوة الأولى على مسار التوصل لاتفاق سلام أوسع نطاقا.

وفي مقابلة أجرتها معه وكالة فرانس برس قال الدبلوماسي السويدي إن الهدنة "منحت الشعب فترة استراحة إنسانية غير مسبوقة في تاريخ النزاع، ومن وجهة النظر هذه تمنحنا مجالا ومتنفسا للانخراط في تسوية سياسية".

وفي المقابلة التي أجريت معه على هامش "منتدى اليمن الدولي" في ستوكهولم قال غروندبرغ إن "الهدنة هي الخطوة الأولى نحو تسوية أوسع نطاقا". وحضر المنتدى سياسيون يمنيون وخبراء وممثلون عن مجموعة من منظمات المجتمع المدني.

ومطلع يونيو/حزيران وافقت الحكومة اليمنية والمتمردون الحوثيون على تمديد لشهرين إضافيين للهدنة التي دخلت حيّز التنفيذ في أبريل/نيسان الماضي وساهمت بشكل فاعل في خفض حدّة المعارك في نزاع تقول الأمم المتحدة إنه أدى إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

ويدور نزاع في اليمن منذ العام 2014 بين الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء ومناطق أخرى في شمال البلاد وغربها، وقوات الحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية. وتسبّبت الحرب بمقتل مئات آلاف الأشخاص بشكل مباشر أو بسبب تداعياتها، وفق الأمم المتحدة.

ويتهدد خطر المجاعة الملايين من سكان اليمن، فيما يحتاج آلاف بينهم الكثير من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين، إلى علاج طبي عاجل غير متوافر في البلد الذي تعرّضت بنيته التحتية للتدمير. ويعتمد نحو 80 بالمئة من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات للاستمرار.

وأتاحت الهدنة استئناف رحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي المفتوح فقط لرحلات المساعدات منذ 2016، إلى عمان والقاهرة، كما مكّنت ناقلات النفط من الرسو في ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة المتمردين، في مسعى لتخفيف النقص الحاد في الوقود.

وقال غروندبرغ إن "الهدنة أتاحت لنا خطوات تعيد الحياة إلى طبيعتها" بشكل جزئي للشعب اليمني "وأعتقد أن لهذا الأمر أهميته وإنما أيضا رمزيته"، معربا عن أمله بألا تقتصر هذه العودة إلى الحياة الطبيعية على المطار وبأن "تنسحب على كل ما ننخرط فيه من مسائل".

والثلاثاء حضّ غروندبرغ خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي المتمردين الحوثيين على القبول بإعادة فتح طرق مؤدية إلى مدينة تعز المحاصرة في جنوب غرب البلاد، فيما يشكل هذا الأمر نقطة خلافية بين طرفي النزاع.

والجمعة قال الدبلوماسي السويدي "نحن منخرطون في مفاوضات مباشرة منذ أسبوعين في اليمن بشأن هذه القضية"، مشيرا إلى إحراز تقدم لكنه لم يحدد إطارا زمنيا للتوصل إلى حل لهذه القضية.

وقال "يقدّم لنا الطرفان مقترحات ويريدان إيجاد حل للقضية"، لكن "لم نتوصل بعد إلى حل لهذه القضية"، مضيفا "هناك حاليا اقتراح مطروح آمل أن يحقق الهدف المرجو منه".