تمويل السجون يفجر خلافا حادا بين قطبي اليمين الديني في اسرائيل
القدس - فجر النقاش حول تمويل بناء معتقلات جديدة للفلسطينيين في إسرائيل مع تصاعد أكبر حملة اعتقالات في الضفة الغربية وقطاع غزة، خلافات حادة بين قطبي اليمين المتطرف في الائتلاف الحكومي (اليميني المتطرف) الذي تحول إلى حكومة حرب بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وطالب وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بميزانيات إضافية لبناء 5000 مكان اعتقال جديد مع تضاعف أعداد الأسرى الفلسطينيين منذ بداية الحرب وهو ما أثار خلافات مع وزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
ووفقا لمعطيات مصلحة السجون الإسرائيلية فإن أعداد المعتقلين الفلسطينيين وصلت إلى نحو 10 آلاف وهو ضعف عدد المعتقلين ما قبل الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتسببت الاعتقالات اليومية في الضفة الغربية واعتقال عدد غير محدد رسميا من سكان قطاع غزة منذ بداية الحرب في اكتظاظ في السجون.
وقال موقع "واينت" الإخباري الإسرائيلي، الخميس، إن "أزمة السجون هي واحدة من أكثر القضايا الأمنية حساسية منذ بدء الحرب وما زالت بدون حل".
وأضاف الموقع أنه في أثناء نقاش ترأسه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ليلة الأربعاء "وقع جدل بين سموتريتش وبن غفير انتهى بشجار وتبادل اتهامات" لافتا إلى أن "وزير الامن القومي حذر عدة مرات من الأزمة في السجون".
وقال "قدم بن غفير خطة لبناء 5000 مكان احتجاز جديد وطالب بميزانية خاصة للمشروع" مضيفا "قدم نتنياهو هدفا أكثر تواضعا، ولكنه أيضا هدف يمكن تنفيذه بسرعة. مشروع يمكن تنفيذه على الفور والانتهاء منه في غضون 3-4 أشهر، والأرقام التي تمت مناقشتها هي 470 مكان اعتقال بتكلفة 40 مليون شيكل (10.4 ملايين دولار) وهو رقم أقل بكثير من أرقام وزير الأمن القومي".
وبحسب الموقع الإسرائيلي فإنه "في هذه المرحلة وقعت مواجهة حادة بين الوزيرين وصلت إلى حد الصراخ".
ونقل الموقع عن وزير المالية قوله لبن غفير "استخدموا أولا الأموال غير المستخدمة التي تمتلكها وزارتكم" فيما رد الأخير بالقول "هل أنت طبيعي؟! انظر إلى ما تتحدث عنه. لقد بنينا بالفعل 3000 مكان اعتقال، وهو بناء قياسي لم نشهده منذ سنوات في مصلحة السجون. أقترح خطة من 5000 مكان اعتقال، رئيس الوزراء يطلب خطة سريعة - هل أنت بخيل؟".
وعندها رد عليه سموتريتش "عليك الاستفادة من الأموال غير المستخدمة" ليتسائل بن غفير "هل تريدوننا أن نأخذ السجناء إلى منازلنا على ظهورنا؟".
هل تريدوننا أن نأخذ السجناء إلى منازلنا على ظهورنا؟
واستنادا الى الموقع فإنه "في النهاية تم فض النقاش إذ أخرج رئيس الوزراء الجميع من الغرفة وبقي وحده مع الوزيرين".
ونقل الموقع عن مصادر مطلعة على الأمر، أن "نتنياهو أوعز إلى الوزيرين بإيجاد حل يسمح بالبناء الفوري لـ470 مكان اعتقال".
ولفت الموقع الإسرائيلي إلى أن مصادر مقربة من وزير المالية قالت "تم الاتفاق على أن تمول وزارة الأمن القومي الحاجة الفورية من ميزانيتها، وإذا لم تكن الأموال التي بحوزتها كافية، فإن وزارة المالية ستدرس إمكانية وضع ميزانية إضافية".
وبلغ إجمالي معتقلي الضفة منذ بدء الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول أكثر من 10 آلاف و700 مواطن من الضفة بما فيها القدس، ولا تشمل الحصيلة معتقلي القطاع، وفق بيانات سابقة لنادي الأسير.
وبموازاة حربه على غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته وصعّد المستوطنون اعتداءاتهم بالضفة ما أسفر عن مقتل 703 فلسطينيين وإصابة نحو 5 آلاف و700، إضافة للمعتقلين، وفق مؤسسات رسمية فلسطينية.
فيما خلفت حربه المدمرة على غزة والتي تحظي بدعم أميركي أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.