تنسيق بين السعودية وفرنسا لاحتواء توترات الشرق الأوسط

الرئيس الفرنسي يؤكد لولي العهد السعودي معارضة بلاده الصارمة لاجتياح إسرائيلي محتمل لرفح آخر ملاذ للفارين من حرب غزة.
فرنسا تدعم مشروع الممر الاقتصادي في ضوء عدم الاستقرار المتنامي في البحر الأحمر
هجمات الحوثيين تؤرق الرياض وباريس

باريس - أبدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصال هاتفي الأربعاء مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، استعداده "للعمل على تحقيق شروط سلام دائم في الشرق الأوسط" حيث تمثل الرياض ركيزة أساسية للاستقرار في المنطقة مع تصاعد خطر الجماعات الموالية لإيران.
وقالت الرئاسة في بيان إن ماكرون أكد أن "فرنسا مستعدة للعمل إلى جانب المملكة العربية السعودية لوقف توسع النزاع في المنطقة والعمل على تحقيق شروط سلام دائم في الشرق الأوسط". وشدد الزعيمان على "الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة"، وفق بيان الرئاسة الفرنسية. كما ذكّر إيمانويل ماكرون بـ"معارضة فرنسا الصارمة لهجوم إسرائيلي على رفح والذي لا يمكن أن يؤدي إلا إلى كارثة إنسانية".
وتواجه المنطقة تحديات كبيرة بسبب تداعيات الحرب على قطاع غزة مع تصاعد هجمات الحوثيين على الملاحة البحرية في البحر الأحمر والقصف المتبادل بين حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي على الحدود حيث يمتلك البلدان نفوذا على الساحة اللبنانية.
وكانت فرنسا طرحت مبادرة مكتوبة للحكومة اللبنانية لإنهاء التوتر وتتمثل في انسحاب وحدة النخبة التابعة لحزب الله" مسافة 10 كيلومترات من الحدود وهو ما رفضه الحزب واعتبره يخدم مصالح الإسرائيليين.
وحذرت باريس السلطات اللبنانية من مغبة تداعيات التصعيد في الجنوب على استقرار البلاد الذي يعاني من أزمات اقتصادية ومالية كبيرة.
ومثل الملف الاقتصادي من بين الملفات الحساسة والهامة بين البلدين حيث أشاد الرئيس الفرنسي بمزايا مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، معتبرا أن "إقامته أكثر أهمية من أي وقت مضى في ضوء عدم الاستقرار المتنامي في البحر الأحمر".
وتم تصميم هذا الممر ليكون بديلا عن "طرق الحرير الصينية" الجديدة، وهي الروابط البحرية والسكك الحديدية التي تربط الصين بأوروبا اقتصاديا، ويهدف إلى تعزيز العلاقات التجارية بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا.
وفي المقابل يعتبر تهديد الحوثيين للملاحة البحرية في البحر الأحمر تحديا للبلدين وللتجارة العالمية وهو ما دفع الجيش الفرنسي للمشاركة في القوة البحرية الأوروبية لمواجهة هجمات المتمردين في اليمن فيما رفضت الرياض المشاركة في التحالف الدولي البحري الذي أعلنته الولايات المتحدة.
ومنذ تشرين الثاني/نوفمبر، يستهدف المتمردون الحوثيون في اليمن سفنا في البحر الأحمر وخليج عدن يعتبرونها مرتبطة بإسرائيل، وذلك "تضامنا" مع الفلسطينيين في قطاع غزة الذي يشهد حربا بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس الفلسطينية.
وأجبرت هجمات الحوثيين العديد شركات الشحن على تعليق عبور سفنها عبر المنطقة التي يمر منها 12% من التجارة العالمية.
وهنالك علاقات تعاون عسكري هام بين الرياض وباريس حيث وقع البلدان العام الماضي خطة تنفيذية للتعاون في مجالات القدرات والصناعات العسكرية والأبحاث والتطوير.
ووقعت الرياض الكثير من الاتفاقيات العسكرية مع باريس فيما أجرت محادثات في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2022 لشراء مقاتلات من طراز "رافال".