تهديدات إرهابية شديدة تطرق بقوة أبواب أوروبا

وكالة الشرطة الأوروبية (يوروبول) تحذر من أن جماعات إرهابية مثل داعش والقاعدة لاتزال تشكل خطرا كبيرا على أمن أوروبا على ضوء تسجيل زيادة في هجمات الجهاديين بأكثر من الضعف في العام الماضي.

يوروبول ترصد توجهات الإرهاب في 2018
دول أوروبية تعرضت لهجمات دموية في 2017
دهس وطعن بالسكاكين أبرز سمة في هجمات العام الماضي
داعش يوعز لمناصريه الأجانب بتنفيذ هجمات في دولهم

لاهاي - قالت وكالة الشرطة الأوروبية (يوروبول) الأربعاء إن هجمات الجهاديين ضد أهداف أوروبية زادت بأكثر من الضعف العام الماضي، محذرة من أن خطر شن تنظيم الدولة الإسلامية هجمات أقل تطورا "لا يزال مرتفعا للغاية".

والعام الماضي تم الإبلاغ عن 33 هجوما إرهابيا في القارة وبريطانيا من بينها عشرة نجح الجهاديون في تنفيذها وأدت إلى مقتل 62 شخصا، بينما فشلت الأخرى أو تم إحباطها، بحسب اليوروبول في تقريرها السنوي الذي صدر في لاهاي.

وبالمقارنة فإن عدد الهجمات التي أبلغ عنها في 2016 لم يتعد 13 هجوما، أدى عشرة منها إلى مقتل 135 شخصا.

إلا أن "الزيادة في عدد الهجمات الجهادية الإرهابية في 2017 تزامنت مع انخفاض تطورها من حيث الإعداد والتنفيذ"، بحسب تقرير "وضع وتوجهات الإرهاب 2018" الذي أصدرته وكالة يوروبول.

وشملت تلك الهجمات هجوم جسر وستمنستر في لندن في 22 مارس/اذار من العام الماضي، وهجوما مشابها على جسر لندن بعد ذلك بشهرين عندما قام مهاجمون بدهس مارة بعرباتهم وطعنوا المارة بالسكاكين ما أدى إلى مقتل 13 شخصا وإصابة نحو 98 آخرين.

وقال التقرير إن الجهاديين الإسلاميين الذين شنوا مثل هذه الهجمات في دول الاتحاد الأوروبي في 2017 كانوا في غالبيتهم من سكان تلك الدول "ما يعني أنهم أصبحوا متطرفين وهم في الدول التي يقيمون فيها دون أن يتوجهوا إلى الخارج للانضمام إلى جماعة إرهابية".

وذكر رئيس جهاز مكافحة الإرهاب في يوروبول مانيول نفاريت للصحافيين قبل إعلان التقرير أنه في العديد من الحالات "أصبحت تلك الهجمات شكلا من أشكال الانتقام الشخصي ضد البلد الذي فشلوا في الاندماج فيه".

إلا أن هجوم 22 مايو/ايار 2017 على حفل اريانا غراند في مانشستر والذي قتل فيه 22 شخصا وهجوم الشاحنة على سياح في برشلونة في اغسطس/اب من العام نفسه والذي قتل فيه 15 شخصا، مرتبطان بخلايا إرهابية منظمة.

وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن جميع الهجمات.

وكان مقاتلو التنظيم انتشروا في أرجاء واسعة من سوريا والعراق المجاورة في 2014 وأعلنوا "الخلافة" في المناطق التي يسيطرون عليها. إلا أنهم خسروا معظم تلك الأراضي.

وقالت وكالة يوروبول "مع تراجع قوة تنظيم الدولة الإسلامية، أصبح يحث أعضاءه على شن هجمات منفردة في بلدانهم بدلا من توجيههم للسفر والالتحاق بما يسمى الخلافة".

إلا أنها حذرت من أن "تهديد الهجمات الإرهابية في الاتحاد الأوروبي لا يزال مرتفعا جدا كما ظهر في الهجمات التي وقعت في 2017".

وقال التقرير "يجب أن يوضح أن تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة وغيرها من الجماعات الجهادية لا تزال تشكل تهديدا كبيرا ولديها النية والقدرة على شن هجمات إرهابية في الغرب".

وقالت كاثرين دي بولي المديرة الجديدة ليوروبول "ولذلك فإنه من المؤكد أن دعم الدول الأعضاء في مكافحة الإرهاب سيظل أولوية أولى".

وأضافت "لمكافحة الإرهاب من الضروري أن يتم تبادل المعلومات والبيانات على أعلى مستوى".

ويأتي تقرير يوروبول متزامنا مع إعلان الشرطة الألمانية الأربعاء إحباط اعتداء "بقنبلة بيولوجية" تحوي مادة الريسين شديدة السمية، بعد توقيف تونسي في كولونيا الأسبوع الماضي.