توافق بين روسيا والسعودية حول السياسة النفطية يعزز تحالف أوبك+

الرئيس الروسي وولي العهد السعودي يشيدان بالتعاون الكبير لمنتجي النفط ضمن تحالف "أوبك+"، فيما عبر الأمير محمد عن امتنانه للدعم المقدم لطلب المملكة الانضمام إلى مجموعة "بريكس".
قرار تمديد الخفض الطوعي لإنتاج النفط يمثل ضربة جديدة للرئيس الأميركي

الرياض/موسكو - أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اليوم الأربعاء خلال اتصال هاتفي بالتعاون الكبير لمنتجي النفط ضمن تحالف "أوبك+" وذلك بعد إعلان البلدين تمديد خفض تطوعي في إنتاجهما النفطي، في أحدث مؤشر على تنامي التنسيق والتعاون بين موسكو والرياض، فيما تواصل المملكة تنفيذ سياستها النفطية متجاهلة كافة الضغوط الغربية.
وأعلنت روسيا الثلاثاء عن تمديد قرار خفض تطوعي في إنتاجها من النفط الخام بمقدار 300 ألف برميل يوميا لينتهي في ديسمبر/كانون أول المقبل.
وكان القرار السابق يقضي بانتهاء الخفض التطوعي في إنتاج النفط الخام بتاريخ 30 أيلول/سبتمبر الجاري، والذي بدأ مطلع هذا الشهر.
بدورها أعلنت وزارة الطاقة السعودية تمديد الخفض التطوعي البالغ مليون برميل يوميا، ثلاثة أشهر أخرى ليشمل الفترة من أكتوبر/تشرين الأول حتى نهاية ديسمبر 2023.
وأشار موقع "روسيا اليوم" إلى أن "ولي العهد السعودي عبر خلال الاتصال الهاتفي عن امتنانه للدعم المقدم لطلب المملكة الانضمام إلى مجموعة "بريكس".

وذكرت وكالة الأنباء السعودية اليوم الأربعاء أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفقا في مكالمة هاتفية "على مواصلة الجهود لاستقرار أسواق الطاقة العالمية"
والشهر الماضي وافقت مجموعة "بريكس" على دعوة 6 دول لعضويتها في خطوة من شأنها أن تدفع التكتل إلى مرحلة جديدة من الحصة الاقتصادية العالمية؛ والدول هي السعودية، الأرجنتين، الإمارات، مصر، وإثيوبيا وإيران.

ويمثل القرار ضربة جديدة للرئيس الأميركي جو بايدن لأن شح المعروض أدى إلى زيادة الأسعار في الوقت الذي يترشح فيه مجددا لخوض الانتخابات الرئاسية بعد 14 شهرا.

وقالت الولايات المتحدة إن "العالم بحاجة إلى خفض الأسعار لدعم النمو الاقتصادي ومنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تحقيق إيرادات إضافية لتمويل الحرب في أوكرانيا".

وفشل بايدن العام الماضي خلال زيارة للسعودية، القائد الفعلي لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، في تأمين زيادة في الإنتاج. وبدلا من ذلك، أعلن تحالف "أوبك+"، الذي يضم إلى جانب أوبك حلفاء على رأسهم روسيا، خفض الإنتاج في أكتوبر/تشرين الأول وخفضا آخر غير متوقع في أبريل/نيسان.

وحثت الولايات المتحدة والحلفاء الغربيون الكارتيل النفطي على زيادة الإنتاج لتأمين خفض تكاليف الطاقة ومساعدة الاقتصاد العالمي. وتقول دول "أوبك+" إنها تتحرك للحفاظ على استقرار السوق وتتخذ إجراءات وقائية.

ويعتبر أعضاء "أوبك+" أن طباعة البنوك المركزية الغربية للنقود بوفرة على مدى العقد المنصرم أدت إلى خفض قيمة أهم صادراتهم والذي يسهم بنسبة كبيرة في إيراداتهم.

ويأتي الخفض الطوعي للمملكة إضافة إلى خفض للإنتاج اتفقت عليه دول "أوبك+" ويمتد حتى نهاية 2024، ويعني ذلك أن الخفض الذي أقرته المملكة يبلغ 1.5 مليون برميل يوميا ويضاف إلى خفض إلزامي آخر لتحالف "أوبك +" تم البدء بتنفيذه مطلع نوفمبر/تشرين الماضي، كنسبة وتناسب من إجمالي إنتاج المملكة.

وانضمام روسيا للسعودية في تمديد الخفض الطوعي يسمح لها بجمع إيرادات إضافية وسط حربها في أوكرانيا رغم محاولات الاتحاد الأوروبي للحد من دخلها عن طريق وضع حد أقصى لأسعار النفط الروسي. ويتم تداول معظم النفط الروسي فوق الحد الأقصى للسعر.