توترات ومخاوف من العزلة تدفع الجزائر لترميم علاقاتها مع النيجر

رئيس وزراء النيجر يؤكد خلال لقائه بتبون وجود خلافات وسوء تفاهم يعمل البلدان على تجاوزها.

الجزائر - اتفقت الجزائر والنيجر، الثلاثاء، على إعادة تنشيط العلاقات الثنائية على أسس "حسن الجوار والأخوة والصداقة" بين البلدين وذلك عقب محادثات مطولة جمعت الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، برئيس وزراء النيجر علي محمد لمين زين، الذي أنهى زيارة رسمية إلى الجزائر دامت ثلاثة أيام، رافقه فيها وفد وزاري هام تقدمه وزير الدفاع الفريق ساليفو مودي.
ويأتي الاتفاق وسط مخاوف جزائرية من التحركات العسكرية على طول حدودها الجنوبية شرقا وغربا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية خاصة مع الاقتتال بين الجيش المالي والانفصاليين الطوارق وكذلك تحركات الجيش الوطني الليبي قرب معبر غدامس.
وأوضحت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية أن الرئيس تبون أجرى بالجزائر العاصمة "محادثات موسعة" مع وفد جمهورية النيجر بقيادة رئيس وزرائها علي محمد لمين زين حيث عرفت العلاقات بين البلدين بعض الخلافات والتباينات منذ الانقلاب العسكري على الرئيس السابق محمد بازوم.

وفي ختام اللقاء، أدلى رئيس وزراء النيجر بتصريحات صحفية نقلها الموقع الرسمي للرئاسة الجزائرية، قال فيها إن الوفد أرسل إلى الجزائر "من قبل رئيس المجلس الوطني لحماية الوطن، الجنرال عبدالرحمان تشياني، حاملا معه رسالة هامة إلى الرئيس الجزائري"، لم يفصح عن فحواها.
وأوضح أن لقاءه بالرئيس الجزائري استغرق ساعتين، تم خلالها مناقشة القيم الثلاث للشراكة بين البلدين والمتمثلة في "حسن الجوار، حيث نتقاسم حدودا برية طويلة، والأخوة، إذ يوجد مواطنون من الجهتين، والصداقة أيضا".
وأكد لمين زين "تضرر العلاقات بين الجزائر والنيجر على خلفية الانقلاب العسكري الذي قاده عسكريون من بلاده ضد بازوم في 26 يوليو/تموز 2023"، وفق الموقع الرسمي للرئاسة الجزائرية وذلك في إشارة للمبادرة التي طرحها تبون السنة الماضية والتي تفضي إلى عودة النظام الدستوري بعد 6 أشهر، في وقت ترفض فيه أي تدخل عسكري في البلد الذي تتقاسم معه حدودا بنحو 1000 كلم وتعتبره تهديدا مباشرا لأمنها القومي.
وقال "كان من الضروري إعادة تنشيط العلاقات التي تضررت على خلفية تلك الأحداث (الانقلاب)" مضيفا "النيجر تعتبر الجزائر البلد الشقيق والجار والصديق، وكان من الضروري أن تكون بجانبنا من الساعات الأولى عندما تلقينا تهديدا بهجوم، فشعرنا بغياب هذا الأخ والجار".
وألمح رئيس وزراء النيجر إلى وجود "سوء تفاهم" بين البلدين، لكن "التوضيحات التي قدمها رئيس الجمهورية الجزائرية أثرت فينا بعمق وسننقلها للرئيس تشياني"، وفق المصدر ذاته.
وعقب الإطاحة بالرئيس السابق محمد بازوم، دعت الجزائر إلى استعادة النظام الدستوري في النيجر، لكنها عارضت "بشدة" خيار التدخل العسكري الذي لوحت به المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" ضد النيجر.
كما قام وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، العام الماضي، بجولة إلى كل من نيجيريا وبنين وغانا، حث فيها قادة تلك الدول على "تفادي اللجوء إلى القوة ضد النيجر".
وأكدت الإذاعة الجزائرية الرسمية يوم الانقلاب العسكري، رفض الجزائر السماح لمقاتلات فرنسية باستخدام مجالها الجوي للقيام بعملية عسكرية محتملة ضد النيجر.
وفي السياق، قال رئيس وزراء النيجر "قمنا بإزالة نقاط الظل الموجودة بين البلدين، وأكدنا التمسك بسيادة البلدين".
والأحد، وصل رئيس وزراء النيجر إلى الجزائر على رأس وفد ضم 8 وزراء.
والاثنين، أجرى لمين زين، محادثات مع نظيره الجزائري نذير العرباوي، ورئيس مجلس الأمة صالح قوجيل، قبل أن ينهي زيارته مساء الثلاثاء، بعد محادثات ثنائية وموسعة مع الرئيس الجزائري.